محافظ محافظة الروصيرص:إنتشار الصراعات القبلية تقود للإنهيار
أكد د. عرفات الصادق محمد علي محافظ محافظة الروصيرص ان إنتشار الصراعات القبلية على إمتداد الإقليم، وإراقة الدماء دون مراعاة حرمة النفس التي حرم الله ، وتعالي أصوات الكراهية والعنصرية، ستقود الإقليم
والمحافظة حتماً للإنهيار. ودعا عرفات في بيان أصدره اليوم كل الوطنيين الشرفاء من قوى سياسية وثورية ومجتمعية إلى الإنتباه للمخاطر التي تواجه الإقليم، والوصول لحلول عاجلة وناجعة لأزمات الإقليم والمحافظة،
وفيما يلي تورد سونا نص البيان :
بسم الله الرحمن الرحيم إقليم النيل الأزرق محافظة الروصيرص بيان صحفي أترحم أولاً على كل نفس أزهقت بغير حق في إقليمنا وكل بقعة من بقاع هذا الوطن العزي، أخاطبكم اليوم
وبلادنا تمر بأزمات هي الأخطر في تاريخها الوطني الحديث، أزمات تُهدّد وحدتها وسلامتها وأمنها ونسيجها الإجتماعي، وتفرض علينا جميعاً وقفة أمينة وصادقة مع النفس، وتحملاً للمسؤولية الوطنية والأخلاقية، إن
إنتشار الصراعات القبلية على إمتداد الإقليم، وإراقة الدماء دون مراعاة حرمة النفس التي حرم الله المساس بها، وتعالي أصوات الكراهية والعنصرية، ستقود إقليمنا ومحافظتتا حتماً للإنهيار، وهو ما لن نكون جزءاً منه ولن نصمت
أو نسكت إطلاقاً عن كل ما يهدد هذه البلاد وإنسانها، لذلك أدعو من هذا المنبر كل الوطنيين الشرفاء من قوى سياسية وثورية ومجتمعية بمحافظتنا، للتكاتف والانتباه للمخاطر التي تواجه الإقليم عامة والمحافظة خاصة،
والوصول لحلول عاجلة وناجعة لأزمات الإقليم والمحافظة، فقد حان وقت تحكيم صوت العقل، ونبذ كل أشكال الصراع غير المجدي الذي لن يربح فيه أحد غير أعداء هذا الوطن ومن يتربصون به شراً. شعب الروصيرص الكريم
… سأبذل قصارى جهدي لتذليل أي صعاب قد تواجه المحافظة في سبيل الوصول لما يخرج محافطتنا لبر الأمان، لقد أمضيت الأسابيع الماضية وقبل الأحداث الأخيرة بالخرطوم وقمتُ بخطوات جادة ستعود بخدمات كثيرة لإنسان المحافظة وسأعود إليها مرة أخرى، لمواصلة ما بدأته هناك واستكماله. وكذلك سأواصل مع رفاقي الآخرين في
حكومة الإقليم، العمل الذي شرعنا فيه حتى ينعم كل شبر من بلادنا بالأمن والاستقرار، وحتى نُنهي خطابات العنصرية والكراهية بصورة نهائية، وأدعو كل أبناء وبنات إقليمنا ومحافظتنا بضرورة نشر ثقافة التسامح وقبول الآخر والوعي بتعدّد إقليمنا وتنوعه وضرورة إنهاء كل أشكال التمييز فيه، فكل البشر متساوون ولا فرق بين جهة وأخرى
أو قبيلة وأخرى أو عرق وآخر. كلنا بشر خلقنا الله من طين وسنعود إليه ليجزينا عن عملنا فيجازي من أحسن خيراً ويعاقب من أساء بآثامه. شكرا جزيلاً لشعب الروصيرص العظيم لوقفتهم الكبيرة وتضافرهم الكبير خدمة لنازحي الصراع القبلي الأخير بمحافظة ود الماحي، وتقديمهم للخدمات المختلفة في غرفة الطوارئ. وأدعو
الجميع حكومة وشعباً لمواصلة العمل من أجل خدمة النازحين وتقديم جل إستطاعتهم؛ وكذلك نطمئن الجميع بهدوء الأحوال وعدم الإلتفاف لضعاف النفس والشائعات.. التحديات الجسيمة التي تواجهها بلادنا تتطلب منا
جميعاً دون تركيز على تقسيم عرقي أو مناطقي، العمل معاً للقيام بعملية إصلاح شاملة وعميقة، بالتركيز على أهم الأولويات، وفي مقدمتها تحسين الخدمات الضرورية، والاهتمام بمعاش المواطن، والعمل على إرساء دعائم
السلام، وفرض هيبة الدولة، وإيجاد مخرج لحالة الاحتقان الموجود بخلق أرضية مشتركة يلتقي فيها الجميع دون إقصاء. يجب علينا أن نتكاتف ونوحّد الجهود لنعمل معاً، لتجاوز خلافاتنا الحزبية والجهوية والقبلية، يجب علينا
مواجهة أخطائنا بشجاعة لنبني مستقبل أجيالنا القادمة، يجب علينا الانتقال من الخوف من بعضنا البعض، إلى الثقة في بعضنا البعض، لا بد من الإيمان بالقيم التي تربطنا وبالوطن الذي يجمعنا وبالشعب الذي ينتظرنا، كذلك
يجب علينا أن نثق ونقدر المؤسسات التي تخدمنا وتحمينا. ختاماً إنني أجدد التأكيد ومن موقع مسؤوليتي الوطنية والأخلاقية، التزامي التام بالعمل من أجل تحقيق رفاهية مواطني المحافظة. عاش السودان حراً مستقلاً، وحفظ الله بلادنا وأهلها من كل سوء. د. عرفات الصادق محمد علي محافظ محافظة الروصيرص 3 نوفمبر 2022