(محافظ بنك السودان المركزي) .. ما وراء الإعفاء
تقرير: سنهوري عيسى
تساؤلات عديدة آثارها قرار رئيس مجلس السيادة الإنتقالي الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان القاضي بإعفاء حسين يحي جنقول محافظ بنك السودان المركزي وتعيين برعي الصديق علي أحمد بدلا عنه، في مقدمتها
مارواء إعفاء محافظ بنك السودان المركزي وهل هنالك علاقة بين الإعفاء .. والوضع الاقتصادي والمصرفي الراهن وتوقف الخدمات المصرفية التقنية والتحاويل البنكية ونهب وسرقة البنوك دون صدور قرار إدانة من البنك المركزي لاحداث النهب والسرقة التي تشهدها
البنوك، وعدم اتخاذ بنك السودان المركزي لأي قرارات تبث الطمأنينة وسط جمهور المودعين والمواطنين واتخاذ الإجراءات الاحترازية لتأمين اموال البنوك.. وتجميد أرصدة قوات الدعم السريع.. وما أولويات المحافظ الجديد والتحديات التي تواجهه .. وما تأثير اعفاء
وتعيين محافظ لبنك السودان ، علي الوضع الراهن الذي تشهده البلاد والبنوك والاقتصاد الوطني…؟
ماوراء إعفاء محافظ المركزي
وتباينت ردود أفعال خبراء الاقتصاد والمصارف وقطاعات الإنتاج بشأن إعفاء وتعيين محافظ بنك السودان المركزي.
ويري خبراء اقتصاديون ومصرفيون ومنتجون، أن هنالك أسباب عديدة وراء إعفاء محافظ بنك السودان المركزي في مقدمتها غياب بنك السودان المركزي، في ظل الأوضاع الراهنة التي تشهدها البلاد، من نهب وسرقة البنوك وحرقها، وتوقف الخدمات المصرفية الإلكترونية
من سحب وايداع وتحويل عبر التطبيقات البنكية، وعدم تدخل بنك السودان المركزي بإدانة الاعتداء على البنوك ونهب وسرقة الأموال،وعدم إتخاذ إجراءات احترازية
ووقائية لحماية البنوك من النهب والسرقة، بجانب عدم إعادة تشغيل الخدمات المصرفية الإلكترونية ، وبث الطمأنينة وسط جمهور المودعين والمواطنين بأن أموالهم مؤمنة.
وانتقدت منتجون ومزارعون، سياسة محافظ بنك السودان المركزي المقال، وتحجيمه للسيولة من أجل خفض التضخم، وعدم تمويل قطاعات الإنتاج، ووصفوا قرار إعفاء المحافظ بأنه خطوة إيجابية، ستفتح الباب
أمام إصدار سياسات جديدة لتمويل قطاعات الإنتاج وتحريك جمود الاقتصاد واللحاق بالموسم الزراعي الجديد وتفادي حدوث مجاعة بالبلاد.
ويري خبراء مصرفيون، أن هنالك أسباب عديدة وراء إعفاء محافظ بنك السودان المركزي، من بينها تقاطعات في إدارة العمل بالبنك المركزي، وتمسك محافظ بنك السودان المركزي بالعمل بمهنية دون تدخلات في عمله،
بالتالي يرجح أن يكون محافظ بنك السودان المركزي قد تقدم بطلب استقالة وتوصية بخليفته في المنصب.
تقاطعات وراء إعفاء المحافظ
ويري دكتور صالح جبريل الخبير المصرفي، أن هنالك تقاطعات قد لاتستطيع تحدد ما راء إعفاء محافظ بنك السودان المركزي حسين جنقول
.
واضاف: لكن قد يكون الطلب من المحافظ نفسه لأن جنقول زول مهنى قد يكون شعر بالتدخل فى عمله ولم يحتمل الامر، كما أن المحافظ الجديد هو من خبرات بنك السودان ونائب المحافظ وقد يكون تم تعيينه بتوصية من حسين جنقول نفسه.
المطلوب إداري حكيم ومحنك
وأكد دكتور صالح جبريل، انه فى كل الاحوال الوضع الاقتصادي فى المرحلة القادمة صعب، ويحتاج ادارى حكيم ومحنك ولديه ارادة قوية ورؤية واضحة حول كيفية الخروج من هذا الوضع بالتنسيق مع وزارة المالية.
عام للتعافي من الكارثة
واضاف دكتور صالح: اذا وقفت الحرب يحتاج الاقتصاد والمؤسسات لعام حتى تتعافى ولو جزئيا من هذه الكارثة.
ما وراء إعفاء وتعيين المحافظ
وفي السياق ذاته يري دكتور هيثم محمد فتحي الخبير الاقتصادي، أن مثل قرارات إعفاء وتعيين محافظ بنك السودان المركزي، تحملا تجويدا للعمل واستحسانا للفرص القادمة.
واضاف دكتور هيثم: الناس يتحدثون عن اشياء إدارية ، وأن بنك السودان المركزي لم يكون في مستوى الاحداث التي شهدتها البلاد خلال الثلاثين يوميا الماضية من الأعمال العسكرية والأمنية والاقتصادية التى تعيشها
البلاد، وما حدث من نهب وسرقة لأموال البنوك ، ولم يتم أي تدخل إيجابي من بنك السودان المركزي يصب في مصلحة البنوك وعملائها والمواطنين والاقتصاد الوطني، بل حدث العكس بانقطاع الخدمات المصرفية الإلكترونية، وعدم تأمين البنوك، أو اتخاذ الإجراءات اللازمة في مثل
هذه الأحداث، كما لم يتخذ البنك المركزي أي إجراءات لمواجهة الأزمة الراهنة التي تعاني منها البلاد والاقتصاد الوطني والبنوك .
غياب دور البنك المركزي
وانتقد دكتور هيثم، غياب دور البنك المركزي وعدم تدخله السريع في ظل الأحداث التي تشهدها البلاد منذ أكثر من شهر من نهب وسرقة لأموال البنوك، وتوقف الخدمات المصرفية الإلكترونية والتطبيقات البنكية ، وعدم أدانة البنك المركزي لعمليات النهب والسرقة
والحرق للبنوك، والودائع النقدية بالخزن، بينما كان ينتظر أن يتدخل بنك السودان المركزي بإجراءات محددة في مثل هذه الحالات، ولكن لم يقم بها القائمين على الأمر بالبنك المركزي.
واضاف دكتور هيثم: حقيقة افتقدنا البنك المركزي والذي لم يتدخل في الأحداث بأي إجراء احترازي يصب في مصلحة البنوك والاقتصاد الوطني والمواطن، ولم نشهد اي إجراءات تعمل على تجويد الأداء بما يتوافق والأزمة
الراهنة التى تعانى منها البلاد والاقتصاد والمواطن، بل ولم يصدر قرار إدانة لاحداث النهب والسرقة والحرق التى تشهدها البنوك طيلة الثلاثين يوما الماضية .
الرجل المناسب للمرحلة
ومضى دكتور هيثم الي القول بأن: لكل مرحلة رجالها وناسها وقراراتها واسبابها وشغلها، والناس الذين يشتغلونها ، ولذلك مثل هذه القرارات بإعفاء محافظ البنك المركزى ، قرارات مطلوبة لسد القصور ، والخلل
بالجهاز المصرفي، ومواكبة متطلبات المرحلة ومعالجة القصور، واتخاذ إجراءات وسياسات جديدة تخدم مصلحة البنوك والاقتصاد الوطني والمواطنين.
إعفاء المحافظ خطوة إيجابية
وفي السياق نفسه وصف غريق كمبال نائب رئيس اتحاد مزارعي القطاع المطري، قرار إعفاء محافظ البنك المركزي، بأنه خطوة إيجابية ، لاسيما وأن المحافظ
المقال اتخذ سياسات أضرت بقطاع المنتجين، بتطبيق سياسة وتحجيم السيولة لخفض التضخم، وتراجع التمويل المصرفي لقطاعات الإنتاج الزراعي والصناعي، ورغم ذلك لم ينخفض التضخم أو تنخفض الاسعار أو
تنعكس سياسات محافظ البنك المركزي إيجابا على معاش الناس، بل اذداد الغلاء وارتفاع الأسعار .
سياسات جديدة لتشجيع المنتجين
وطالب غريق كمبال نائب رئيس اتحاد مزارعي القطاع المطري، محافظ البنك المركزي الجديد بتبني سياسات جديدة لتشجيع المنتجين، وتوفير مدخلات الإنتاج الزراعي والصناعي واللحاق بالموسم الزراعي الصيفي ،
ومراجعة سياسة تحجيم السيولة التى أضرت بقطاع الإنتاج والاقتصاد الوطني والمواطنين ومعاش الناس، بجانب طباعة لتمويل الموسم الزراعي الصيفي، والذي سيوفر موارد ضخمة من النقد الأجنبي للبلاد بإنتاج
محاصيل الصادر وتأمين الغذاء والحد من الاستيراد في أقل من خمس شهور (عمر الموسم الزراعي الصيفي) ، فضلا عن تحريك الطلب الكلي وتحريك جمود الاقتصاد.