متتبع اللياقة ضد الساعة الذكية.. أيهما أفضل بالنسبة لك؟
قبل الاندفاع إلى متجر أو طلب أي شيء عبر الإنترنت؛ من الأفضل دائما التريّث والتحلي بالواقعية بشأن ما هو مهم بالنسبة لك.
نظرا لأن الكثير منّا يتبنى نمط حياة يولي فيها أهمية كبيرة للصحة؛ فإن الكثير من الأشخاص قد زاد إقبالهم على شراء أجهزة تسهّل حياتهم وتجعلها أكثر بساطة، ومن بين هذه الأجهزة، جهاز تتبع اللياقة البدنية والساعة الذكية، وهما جهازان بدآ ينتشران بشكل متزايد لدرجة أن البعض يزعم أنهما ضروريان، فأيهما يجب اقتناؤه؟
نشر موقع “بي دي تاك تالكس” (BDtechtalks) تقريرا للكاتب هانك روبرتسون؛ قال فيه إن عدد الأسماء التجارية المنافسة في هذا المجال قد ازداد بالتزامن مع ارتفاع شعبية هذه الأجهزة؛ حيث تحتل “آبل” و”سامسونغ” الريادة في صناعة الساعات الذكية، بينما تلبّي “فيت بيت” و”جارمين” متطلبات الأشخاص المهتمين بـ”الصحة والرياضة”.
ويبين الكاتب أن أجهزة مراقبة اللياقة البدنية والساعات الذكية -والتي يتم عادة ربطها بالهواتف الذكية- تساعد على إبقاء المستخدم متصلا وفي نفس الوقت تتبع أنشطته اليومية ومتابعة تقدمه نحو الأهداف التي رسمها للوصول إلى لياقة متوازنة بناء على عمره واحتياجاته وأسلوب حياته.
ومع ذلك؛ وفق الكاتب، ونظرا للاختلافات بين هذين الجهازين اللذيْن يتم ارتداؤهما؛ فإنه بالإمكان أخذ بعض النصائح لاختيار ما نشتريه وخاصة من ناحية المواصفات، والتي تعتبر ذات أهمية كبيرة بالنسبة لنا.
وأشار الكاتب إلى أنه عاش ما يقرب من 4 سنوات من أسلوب الحياة هذا، وهو ما منحه بعض الخبرة التي تمكنه من المساعدة في اختيار ما يجب شراؤه.
مقدمة لا بد منها
ويوضح الكاتب أنه حتى الآن؛ كان التفريق بين متتبع اللياقة البدنية والساعة الذكية أمرا سهلا للغاية، إذ إن متتبع اللياقة عبارة عن شريط بسيط مزوّد بمستشعرات متصلة بهاتفك الذكي لتحليل البيانات، في حين أن الساعة الذكية هي بمثابة نسخة مصغرة عن هاتفك الذكي، تخفف عنك عناء سحبه في كل مرة لتفقّد الرسائل النصية والبريد الإلكتروني والإشعارات الأخرى. ولكن؛ شيئا فشيئا، ومع تقدم التكنولوجيا واحتدام المنافسة بين مختلف الشركات، بدأنا نشهد تقاربا بين هذين الجهازين، كما قال الكاتب.
ويرى الكاتب أنه نتيجة لهذا التقدم ظهرت أجهزة لتتبع اللياقة البدنية أكثر تطورا، مزودة بشاشات كبيرة، وتتيح لك هي الأخرى عرض إشعارات هاتفك الذكي، مبينا أنه من المثير أن الساعات الذكية في الجهة المقابل؛ أصبحت هي الأخرى تستخدم ميزات اللياقة والصحة لتقديم المزيد من الخدمات لعملائها، مؤكدا أن جهاز تتبع اللياقة الأكثر شعبية اليوم ليس من أجهزة التتبع؛ بل هو الساعة الذكية “آبل ووتش”، التي تعد هي الرائدة في السوق، في حين أن أجهزة تتبع اللياقة البدنية وبالإضافة إلى مراقبة الصحة والنشاط، قد أصبحت شاشاتها الحديثة تتيح لمستخدميها ميزات أخرى مثل الرد على الرسائل.
ما أولوياتك؟
يلفت الكاتب إلى أنه قبل الاندفاع إلى متجر أو طلب أي شيء عبر الإنترنت؛ من الأفضل دائما التريّث والتحلي بالواقعية بشأن ما هو مهم بالنسبة لك، مبينا أنه من المهم -بناء على تجربته- قراءة ما لا يقل على 3 أو 4 مقالات أو مشاهدة ما يقرب من ساعة من مراجعات اليوتيوب، فهي الخطوة الأولى في تحديد نوع متتبع اللياقة البدنية أو الساعة الذكية التي يجب شراؤها؛ فإذا كنت تتواصل باستمرار عبر هاتفك لأسباب متنوعة على مدار اليوم، فإنه من المفيد أن يكون لديك ساعة ذكية تضع عنك هذا العبء وتسهّل عليك استخدام هاتفك، أما إذا كانت جوانب اللياقة والصحة أكثر أهمية بالنسبة لك، فعليك بالبحث عن أجهزة تتبع اللياقة البدنية التي تكون عادة بأسعار معقولة أكثر من الساعات الذكية.
ويشرح الكاتب قائلا إنه عندما كان مهتما بامتلاك أحد هذين الجهازين؛ وحين سأله أصدقاؤه أيهما تفضل، اختار ساعة “آبل ووتش 3” غير أن سعرها جعله يتردد ثم استقر بعد إجراء بعض الأبحاث على “فيت بيت” لتتبع اللياقة، وبعد عام التقى صديقا له يرتدي أحدث ساعة “سامسونغ غلاكسي ووتش” التي أثارت شغفه الذي اصطدم مرة أخرى بالسعر، ولكن بعد عامين أصبح أكثر نضجا وأدرك أن المرء يجب أن يركز على احتياجاته الشخصية، وقام باقتناء جهاز “غارمن” (Garmin) الذي يوفر شيئا من كلا الجانبين، فهو متعقب لياقة مع بعض ميزات الساعة الذكية.
ما يجب معرفته
ويرى الكاتب أن الاختلاف الأكثر أهمية بين الساعة الذكية وجهاز تتبع اللياقة البدنية يتمثل في تنوع الميزات والقدرات التي يضعونها أمامك. فبشكل عام؛ بحسب ما قال، تُوفِّر الساعة الذكية معظم الخصائص الموجودة في متتبع اللياقة البدنية، مثل قياس معدل ضربات القلب على سبيل المثال. بالإضافة إلى ذلك؛ تعد الميزات الذكية الموجودة في الساعات أكثر تقدما من تلك الموجودة في أجهزة تتبع اللياقة، مثل التحكم في الموسيقى وإجراء المكالمات، كما تقدم المزيد من الشركات الآن ساعات ذكية تسمح بالعمل باستقلالية كاملة عن الهواتف الذكية.
ويؤكد الكاتب على أنه من المهم دائما اتخاذ قرارات حكيمة؛ فلا يجب نسيان أن بعض أجهزة تتبع اللياقة البدنية الأكثر تقدما هذه الأيام توفر ميزات وإمكانيات ذكية مماثلة، كما أن عمر البطارية هو الميزة التي تتفوق فيها أجهزة تتبع اللياقة، والحجم أيضا هو عامل مهم يجب أخذه في الاعتبار؛ إذ إن الساعات الذكية أكبر من متتبع اللياقة البدنية.
التفكير في الميزانية
ويتابع الكاتب قائلا إنه في هذا السوق، مثل العديد من الأسواق الأخرى، فإن الإنفاق يساوي الحصول على المزيد من الميزات في ساعتك، لكن السعر ليس بالضرورة أهم مؤشر للجودة والأداء، فهناك أجهزة تتبع اللياقة البدنية وساعات ذكية، على الرغم من ارتفاع أسعارها، لكنها قد تكون غير دقيقة، ناصحا بقوله إذا كنت لا ترغب في إنفاق مئات الدولارات على ساعة ذكية متطورة للغاية، فمن السهل جدّا العثور على متعقب لياقة بدنية لائق بسعر معقول، والذي يتراوح من 50 دولارا إلى 200 دولار للموديلات الأكثر تميزا، بينما معظم الساعات الذكية ذات الأسعار المعقولة عادة ما تبدأ أسعارها من 200 دولار، أما النماذج المتقدمة منها فيمكن أن تصل إلى 600 دولار.
هل اخترت جهاز تتبع اللياقة؟
يكشف الكاتب عن بعض مميزات متتبع اللياقة البدنية؛ فهو يساعد في مراقبة الأنشطة اليومية، وتتبع الخطوات، وحساب السعرات الحرارية المحروقة، كما تدعم الأجهزة ذات الميزات الأكثر تقدما أنواعا معينة من الرياضات أو التمارين، مثل تمارين الجري المحددة وركوب الدراجات في الهواء الطلق، ويمكن للأجهزة المزودة بنظام تحديد المواقع العالمي أن تعمل بشكل منفصل عن الهاتف، مما يسمح بتركه في المنزل أثناء الاستمتاع بالجري أو ركوب الدراجة.
إيجابيات وسلبيات جهاز تعقب اللياقة البدنية
الإيجابيات
يمكن العثور على أجهزة بسيطة بأسعار أقل، وتتوفر الميزات اللائقة بالتأكيد؛ مما يوفر خيارا جيدا لمن لديهم ميزانيات أكثر محدودة، كما أنها تركز على الراحة، مما يتيح لك ارتداءها طوال اليوم دون أي مشاكل.
السلبيات
وتختلف أجهزة تتبع اللياقة البدنية أحيانا في التنوع الذي توفره عندما يتعلق الأمر بوظائف أخرى من هاتفك مثل تشغيل الموسيقى ونقل الرسائل.
أم يجب عليك شراء ساعة ذكية؟
ويقول الكاتب إنه إذا كنت ترغب بوجود امتداد لهاتفك الذكي يمكن الوصول إليه بسهولة أكبر على معصمك، فعليك بالتأكيد شراء ساعة ذكية، فالميزة الأكثر جاذبية في الساعة الذكية هي قدرتها على الارتباط بهاتفك، ومع تقدم تقنية الهواتف الذكية بوتيرة مذهلة هذه الأيام، يمكن القول إن الهواتف الذكية هي أجهزة كمبيوتر صغيرة والساعات الذكية أجهزة تحكم فيها.
إيجابيات وسلبيات الساعات الذكية
الإيجابيات
تعتبر الساعات المزودة بميزات ذكية متقدمة، رائعة بشكل خاص للبقاء على اطلاع دائم بالإشعارات والرد عليها، كما توفر أفضل الساعات الرياضية المتاحة تتبعا دقيقا للياقة البدنية.
السلبيات
غالبا ما تكون الساعات الذكية باهظة الثمن، ما يؤدي إلى تردد الأشخاص في اقتنائها وحتى الأكثر حماسا بينهم.
هل هناك جهاز يقدم أفضل ما فيه؟
ينوه الكاتب إلى أنه أصبح التمييز بين الساعات الذكية وأجهزة تتبع اللياقة البدنية أكثر صعوبة، ومع ذلك؛ لا يمكن إنكار استمرار وجود اختلافات قليلة بين هذين الجهازين، مؤكدا على أن تحديد ما هو الأفضل لك بالضبط وما تريده لنفسك، هو العامل الأهم والأكثر تحديدا في الاختيار بين متتبع اللياقة البدنية والساعة الذكية.
وفي النهاية؛ أوصى الكاتب بشراء ساعة ذكية أو متتبع للياقة البدنية، لأن امتلاك المرء لمثل هذه الأجهزة يجعله منتبها للصحة والتي غالبا ما يتم إهمالها في أسلوب حياتنا.