ما تأثير تربية القطط على الأطفال سلوكيا ونفسيا وصحيا؟
بيروت – تربّي أسر كثيرة القطط في منازلها لإمضاء وقت جميل معها، ولسهولة العناية بها، بالإضافة إلى كونها ودودة واجتماعية أكثر من غيرها من الحيوانات، إذ لا تزال القطط من أهم الحيوانات الأليفة التي استأنسها البشر، فهي تعرف مالكها من خلال نبرة صوته ورائحته، وتظهر مشاعر الودّ والحب للطفل.
لكن، هل لوجود القطط في المنزل تأثير صحي ونفسي على الأطفال؟ وهل تربية الحيوان في المنزل مفيدة لتطورهم النفسي؟ وكيف يمكن أن تؤثر على سلوكهم؟
تنصح المتخصصة في علوم الحيوانات سيم دبوس كلش الأهل بضرورة تنبيه الطفل أن الحيوان الأليف الموجود في المنزل هو صديقه لا دميته، فذلك يساعد على التقارب والألفة بين الاثنين.
وتقول كلش للجزيرة نت “يجب مراقبة سلوك الطفل مع القطة، تجنبًا لعراك أو صدام قد يحصل بينهما، إذ غالبًا ما يلعب الأطفال مع القطط عبر شدّها من ذيلها أو أذنها، وهذا السلوك سيكون له رد فعل دفاعي غير متوقع”.
تتّسم القطط غالبًا بصفات الانعزال والمزاج المتقلّب، لذلك على الطفل أن يعرف متى يكون وقت اللعب معها، ومتى يكون وقت الراحة أو عدم الرغبة في الحركة والمشاكسة.
وعندما تتطور العلاقة بين الطفل وحيوانه الأليف سيتعلم كيفية المشاركة والتعاطف والصبر والهدوء والاسترخاء، بالإضافة إلى التعلم كيف يحب وأن يكون محبوبًا ولطيفًا، وفق كلش التي ترى أن “رعاية حيوان أليف مسؤولية كبيرة تحتاج إلى مهمات يومية، مثل إطعامه وتنظيفه واستخراج صندوق الفضلات”.
أطفال التوحّد يفضلون القطط
تشير كلش إلى دراسات أجراها علماء في غرب فرنسا أظهرت أن الأطفال الذين يعانون من التوحّد يولون القطط اهتمامًا أكبر من الكلاب، لأن الاتصال المستمر بالعين يمكن أن يكون مرهقًا لشخص غير بارع في تفسير الإشارات التفاعلية.
ووفقًا لمجلة “أوتيزم بارينتينغ” (Autism Parenting)، تمثّل القطط للأطفال شيئًا منخفض المستوى للتركيز عليه، وذلك يسهّل الطريق للتفاعل الاجتماعي مع الناس، ويمكن أن يؤدي تعامل الطفل مع قطة إلى غرس الثقة وتعليم التعاطف والرحمة وتخفيف القلق لديه.
فوائد الخرخرة
عندما تخرخر القطط (الخرخرة أو القرقرة صوت تصدره القطط عند شعورها بالفرح والطمأنينة، للدلالة على السرور، وأيضًا عند اقترابها من أصحابها والمفضلين لديها من البشر) تطلق هرمون الإندروفين، ويشعر الإنسان بالسعادة أيضًا، فخرخرة القطط قد تساعد البشر في الشفاء والتعافي من مشكلاتهم في وقت أسرع، وفق كلش.
وتقدم الكاتبة المتخصصة في الرفق بالحيوان جوزي تيرنر، في موقع “أنيمال وايزد” (Animalwised)، بعض النصائح التي تساعد أولياء الأمور على حماية أطفالهم في المنزل بوجود قطط أليفة بأقل آثار سلبية ممكنة.
وتقول تيرنر إن التعامل مع القطط المنزلية يجب أن يكون وفق المعايير التالية:
القطط ليست ألعابًا
من الأفضل توخّي الحذر من القطط في حال وجود أطفال رضّع، وتلزم مراقبتها تجنبا لخدش الرضيع وتعرضه للإصابة، فلا ينبغي تركه وحده من دون إشراف.
ضرورة الحفاظ على نظافة القطط
لتجنب الأضرار الصحية، يجب إجراء كل اللقاحات الوقائية للقطة لحمايتها من الأمراض الخطيرة، مع تنظيف الفراء بشكل جيد وتقليم الأظفار وغير ذلك من الأمور الصحية، بهدف تأمين الوقاية الكاملة للطفل، فهو يضع يديه في فمه من دون تفكير بعد مداعبته القطة.
تعلم لغة الجسد
على الوالدين تعليم الطفل لغة جسد القطة، ليعرف متى يمكنه اللعب معها، ومتى يجب تركها وشأنها حتى لا تخدشه.
مراعاة مشاعر القطة
ينبغي التعرف على شخصية القطة ومراعاة مشاعرها وتعلّم التعامل الدقيق معها سواء في التقاطها أو معانقتها.