ما الأفضل للطفل.. النوم بمفرده أم مع والديه؟
يعود النوم مع الطفل بالكثير من الفوائد عليه حتى مع تقدمه في العمر، وهو ما يخالف اعتقاد الكثير من الآباء والأمهات.
ونشرت مجلة “أميليور تا سونتي” الفرنسية تقريرًا قالت فيه إن الكثير من الأمهات ينامون مع الطفل حديث الولادة حتى يطمئنوا عليه ويطعموه في كل مرة يحتاج ذلك، وأحيانا مع تقدمهم في السن، لا يسمح الكثير من الآباء بالأطفال بالنوم في أسرتهم بمفردهم.
ومع ذلك، يسود اعتقاد شائع أن الأطفال لا يتعلمون بهذه الطريقة أن يصبحوا مستقلين، لكن الباحثين الذين نظروا في هذا الأمر خلصوا إلى أن هذا الاعتقاد ليس صحيحًا تمامًا، فقد يؤدي ترك الأطفال للنوم مع والديهم إلى فوائد متعددة.
عامل الأمان
وأوضحت الصحيفة أن العديد من الآباء قالوا إنهم لا يسمحون لأطفالهم بالنوم معهم لأنهم يخشون ألا يتعلموا أن يكونوا مستقلين. ومع ذلك، أوضح جيمس ماكينا، مدير مختبر سلوك الأم والطفل في جامعة نوتردام، أن الأطفال الأكثر ثقة هم أولئك الذين ينامون مع والديهم. فخلال هذه اللحظات، يشعر الطفل بالحماية ويتخلص من المخاوف والقلق.
ووفق الصحيفة، يقود هذا الشعور بالهدوء الأطفال إلى الحياة بطريقة أكثر إيجابية، لذلك فهم لا يترددون في مواجهة تحديات جديدة بأنفسهم واختبار مهاراتهم. وقد وجد الاختصاصي نفسه أن الأطفال الذين حُرموا من هذه الفرصة يميلون إلى أن يكونوا أكثر خوفا، حيث إن الشعور بالوحدة في الأوقات الحرجة يجعل من الصعب التحكم في العواطف.
حب النفس
وذكرت الصحيفة أن لويس جاندا وروبرت لويس، وهما باحثان مشهوران آخران، شجعا على اكتشاف عواقب النوم المشترك على الطفل، حيث قابل الباحثان عام 1988 حوالي 133 امرأة و77 رجلا ناموا مع والديهم خلال فترة طفولتهم.
وفي مرحلة التحليل، وجد الباحثان أن هذه العادة تعزز الثقة بالنفس حيث يشعر الأطفال بالحب. ونتيجة لذلك، يسهل على الأطفال التواصل مع الآخرين لأنهم لا يعتقدون أنهم سيحكم عليهم، كما يعرفون أنه يمكنهم التفاعل بهدوء وصدق.
الرابطة الأسرية
ولفتت الصحيفة إلى أن باحثين آخرين أكدوا أن النوم المشترك يسمح للأطفال بعلاقة عاطفية أفضل مع والديهم، ويحدث في اللحظات التي تسبق النوم الكثير من القبلات والضحك، وهكذا يشعر الأطفال بأن جميع احتياجاتهم العاطفية مغطاة.
وبالنسبة للآباء، يُعد الاستلقاء مع أطفالهم لفترة من الوقت بديلا رائعًا للتخفيف من الضغوط، كما يعد هذا الوقت الجيد ضروريا للاتصال العاطفي الجيد وتذكير الأطفال بمدى أهميتهم في حياة الوالدين، إضافة إلى أنه من الضروري للأطفال أن يفتحوا قلوبهم ويخبروا والديهم بأفكارهم العميقة.
كيف ومتى تستعدين لفصل طفلك؟
قرار انفصال الطفل عن غرفة والديه يأتي حتما، حتى ولو تأخر قليلا، لذلك بعد أن تتخذي قرارك أنه قد حان الوقت لانتقال طفلك إلى غرفة منفصلة، إليك نصائح الخبراء لجعل هذه المرحلة أسهل لك ولطفلك:
ضعي روتينا محددا لوقت النوم
الحفاظ على روتين يومي يساعد الطفل على بناء نظام محدد بما يتعلق بوقت النوم، وهو أحد أساسيات تنظيم نوم الطفل، ووجوده يجعل تغيير الغرفة أسهل، إذ يتعلق الأمر الآن بتغيير مكان نومه فقط، وليس تغيير كل شيء.
اجعلي غرفته مألوفة
قبل فصل الأطفال إلى غرفتهم لا يقضون عادة كثيرا من الوقت فيها، ولذلك يفضل جعلها مألوفة أكثر لهم، وذلك بجعلهم يعتادونها، من خلال قضاء مرحلة ما قبل النوم فيها، مثل وقت قراءة القصة، وكذلك أخذ القيلولة لبضعة أيام فيها قبل نقله.
ويمكنك نقل بعض ألعابه المفضلة مثل الدمى المحشوة، وقضاء بعض الوقت فيها للعب صباحا.
اضبطي أجواء النوم
اضبطي درجة حرارة الغرفة، والهدوء بها، أو استعيني بالضوضاء البيضاء إذا كان الطفل معتادا إياها، واجعلي الغرفة مظلمة باستثناء ضوء ليلي خافت لمساعدة الطفل على النوم.
لا تتعجلي تأقلم طفلك
تتباين استجابات الأطفال، ويواجه بعضهم صعوبة في التأقلم على التغيير ولا يستطيعون تقبل الأمر على الفور، وفي هذه الحالة يمكنك مرافقته إلى غرفته الجديدة والنوم معه فيها بضع ليال، قبل تركه ينام فيها وحده.
ويمكنك جعل اختفائك تدريجيا، بحيث تبقين في الليالي القليلة الأولى بجوار سرير طفلك وهو يحاول النوم، وبعد بضعة أيام تجلسين بين السرير والباب، ثم خارج الباب.
وإذا استيقظ طفلك في منتصف الليل ولم يتمكن من النوم مرة أخرى بمفرده، يمكنك السماح له بالنوم بجانبك.
أمّني غرفته
عند نقل الطفل إلى غرفته، يجب أخذ بعض الاحتياطات، مثل:
تغطية المنافذ الكهربائية وأي زوايا حادة، ووضع السرير بعيدا عن أي شيء يمكن أن يسقط عليه أو يتشابك فيه، مثل المصباح أو حبال الستارة، ولا تضعي السرير تحت النافذة، وكذلك أغلقي أي نوافذ في الغرفة، وضعي وسائد على الأرض بجانب السرير لمنع إصابة الطفل إذا سقط خلال نومه.
من المهد إلى السرير
تعدّ قدرة طفلك على الخروج من المهد علامة تنبئ بأنه حان الوقت لنقله إلى السرير الأكبر، إذ تشكل أسرّة الرضع خطرا عليهم وتزيد احتمال إصابتهم إذا تمكنوا من تسلقها بشكل متكرر.