ما أشهر أسئلة أطفالكم المحرجة؟ وما أهم النصائح للرد عليها؟
بيروت- من الطبيعي أن يكون الوالدان المرجع الأول للطفل للإجابة عن تساؤلاته الحائرة، وإيجاد الحلول للقضايا الغامضة في حياته، ومع تقدم عمر الطفل تكثر الأسئلة المحرجة التي تناقش كثيرا من الموضوعات الحساسة التي تدور حول الموت والجنس والمشكلات الأسرية، وغيرها.
وترتبط كثير من الأسئلة التي يطرحها الأطفال بتجاربهم الشخصية؛ مثل: لماذا أنا مختلف؟ أو ماذا سيحدث لي عندما أموت؟ أو من أين أتيت؟ وكلها أسئلة يجب معرفة الرد عليها بطريقة مناسبة وبلا تردد.
وعلى الرغم من أن المهمة تزداد صعوبة لدى الأهل، فإن من الضروري عدم تجاهلها والرّد عليها بصدق ووضوح يتناسب مع العمر العقلي للطفل.
الاختصاصية النفسية للأطفال والمراهقين رشا سلمان تعرّف قراء الجزيرة نت على أكثر الأسئلة المحرجة والمضحكة للأطفال التي يطرحونها من عمر 3 سنوات حتى 7 سنوات.
وأغلب هذه الأسئلة تشغل بال الصغار، وهي شائعة جدا لدى الجميع، ومن أهمها:
من أين أتيت؟ وكيف أنجبتني أمي؟
هذا السؤال هو الأكثر طرحا بسبب طبيعة الطفل الفضولية، ويجب الإجابة عنه بطريقة صحيحة، وبشرط أن يكون الطفل في مرحلة عمرية تسمح له باستيعاب ذلك، مع استخدام الاسم العلمي (أي الرحم)؛ فالأطفال يأتون من اندماج البويضة مع النطفة في رحم الأم. وعندما يكبر الطفل يمكن تزويده بالمعلومات الأخرى من دون مبالغة أو تهويل.
هل سأتزوج أمي عندما أكبر؟
هذا السؤال يطرحه الصبي، وهنا يجب على الأهل أن يقدموا للطفل الإجابة بطريقة سليمة وإخباره بأنه يستطيع أن يحب أمه إلى الأبد، لكنه لا يستطيع زواجها، وعندما يكبر سيتزوج من فتاة في مثل عمره.
ما معنى أنه مات؟ هل سأموت أنا؟
من الأسئلة التي تحتاج إلى تعامل خاص عندما يطرحها الأطفال، خاصة عندما يصادف ذلك وفاة في محيط العائلة.
وأفضل المداخل للرّد على مثل هذه الأسئلة التطرق إليها من الناحية الطبية:
- أولا: إخبار الطفل بأنه في لحظة الموت تتوقف أجهزة الجسم عن العمل وتخرج الروح منها.
- ثانيا: القول إن هناك حياة أخرى من الناحية الدينية، ومن المهم عدم التطرق إلى عذاب القبر وظلمته في هذا العمر، بل بالعكس التحدث عن الإنسان المؤمن والصالح، وعن وجود الله سبحانه وتعالى، كما أن كل الكائنات تموت، ويحدث ذلك عندما يكبر الشخص في العمر ويشيخ ويمرض.
لماذا يتشاجر أبي وأمي دائما؟
هذا السؤال له علاقة بالخلافات الزوجية التي تحدث أمام الأطفال. ويجب إخبار الطفل بأن هناك علاقة حب ومودة بين الوالدين، إلا أنه يحدث أحيانا اختلاف في طريقة التفكير مما يؤدي إلى الشجار، مع الاعتراف أمام الطفل بأن ما حدث من صوت مرتفع خطأ لن يتكرر.
لماذا هذا سمين؟ ولماذا لونه مختلف؟
هذه الأسئلة يجب شرحها ببساطة للطفل بأن هناك أشخاصا يولدون مع تغير ما في أجسادهم، ويجب عدم السخرية منهم.
أين يوجد الله؟
هذا السؤال يمكن الإجابة عنه بمفهوم ديني مبسط ومحبب لقلوب الأطفال؛ بأن الله موجود في كل مكان تذهب إليه، موجود فوق السماء، وفي قلبك، وفي كل شيء جميل. هذه الإجابة تجعله يعتقد أن الله في كل مكان، فيرتاح ويطمئن أكثر، ويصبح أكثر إيمانا.
وتنهي رشا سلمان كلامها بأنه يجب تشجيع الطفل على طرح الأسئلة لينمو بطريقة صحيحة، ويجب التعامل مع الأسئلة على أنها مفاهيم ستكبر معه وستحدد تصرفاته في المستقبل، كما يجب الحذر من قول كلمة “عيب أو خطأ ” للطفل، وإلا فإنه سيكبر ويفهم أن هذه التصرفات غير جيدة.
أسئلة الأطفال والنمو العقلي
كلما كبر الطفل في العمر كانت أسئلته أكثر تعقيدا، ومن المهم جدا تشجيع الطفل على طرح الأسئلة من أجل النمو العقلي، ومن أهم الأسئلة التي يطرحها الأطفال في هذه المرحلة، على سبيل المثال: ما رأيك في الديناصورات؟ الإجابة هنا تكون منطقية وبأنها مخلوقات مثيرة للاهتمام، وأنها عاشت منذ زمن طويل، وفي ما يلي بعض الأسئلة التي يطرحها الأطفال وأجوبتها النموذجية وفقا لموقع “مام نيوزديلي” (momnewsdaily):
كيف بنيت الأهرامات؟
بنى المصريون القدماء الأهرامات باستخدام الحجارة الكبيرة.
لماذا السماء زرقاء اللون؟
الإجابة العلمية بأن الغازات والجسيمات الموجودة في الغلاف الجوي للأرض تعمل على تشتيت ضوء الشمس في كل اتجاه، وهذا يشمل الضوء الأزرق الذي يبرز واضحا أكثر من الألوان الأخرى.
أنا طفلك، لم عليك الذهاب للعمل؟
هنا يجب إخبار الطفل بأنه يجب الاعتناء به ومنحه الأشياء التي يحبها، لذلك فعلى أحد الوالدين -أو كلاهما- أن يعمل، وهنالك وظائف ممتعة لكسب المال.
كيف يتعلم الأطفال النطق؟
ببساطة، يكون الرد بأن الطفل بعد 6 أشهر يتعلم الاستماع إلى الأشخاص من حوله، ويردد الأصوات ذاتها.
لماذا نحتاج إلى النوم؟
يجيب الأهل بأن جسم الإنسان يحتاج إلى الراحة، وأثناء النوم هناك هرمونات مهمة تساعدنا على النمو وإصلاح العضلات والعظام.
طرق تربوية للإجابة عن كل الأسئلة
يرى المستشار الأسري الدكتور حسين الحلبي “أن الفضول أحد أهم أسباب مصادر أسئلة الأطفال، وهو من صفات الأطفال الأساسية، وعندما يتعلق الأمر بالشيء المحظور فإن الفضول سيتضاعف لإيجاد إجابات”.
ويلفت الحلبي إلى ضرورة حرص الأهل في زمن الإنترنت والتكنولوجيا على الإجابة عن أسئلة الطفل وعدم إهمالها، حتى لا ندفعهم إلى تلك الوسائل بيسر وسهولة، خاصة أنها وسائل متاحة في البيت والمدرسة ويمكن تصفحها بلا عراقيل.
ومن الأخطاء الشائعة التي يحذر الحلبي منها لوم الطفل وقطع أسئلته لأنها كثيرة، كما يجب عدم توبيخه أو التعامل بعصبية لسؤاله عن شيء يخص الكبار، أو تقديم معلومة خاطئة له، أو حتى تجاهله وعدم الرد عليه، إذ هناك طرق تربوية للإجابة عن كل الأسئلة، ومن أهمها:
- انتقاء مفردات ومصطلحات مناسبة حتى لا يفهمها الطفل بطريقة مغلوطة، ومن الواجب شرح الفكرة بطريقة مبسطة وصحيحة؛ مثل: إن الله سبحانه وتعالى خلقنا مختلفين، وكل واحد منا له وظيفته.
- عدم الوقوع في حيرة، وإيجاد إجابات منطقية وبسيطة للأسئلة المعقدة، لأن الطفل ينتظر بفارغ الصبر الإجابة بوضوح. مثل: إذا توفي الأب فجأة يسأل الطفل: لماذا ذهب أبي ولم يعد؟ ويجب عدم الكذب عليه أو قول إنه سافر. هنا يجب القول له إنه مات وإنه سيبقى في قلوبنا، وإنه في السماء وإن الله سبحانه وتعالى خلقنا وكلنا سنموت.
- تقديم شرح مبسّط للطفل عن وجود اختلافات شكلية بين كل الأشخاص، موضحين أن هناك الطويل والقصير والسمين، وهناك أيضا من يعانون من مرض ما، وقد يحرجهم التحدث أمامهم بتلك الطريقة. كما يولد كل ولد وبنت ولديهما اختلافات شكلية في كل شيء، وهو ما سيساعدهما على الزواج عندما يصبحان في سن يؤهلهما لذلك، إذ لا يمكن الزواج إلا للشكلين المختلفين فقط.
- يجب عدم التحدث مع الطفل بلهجة الأمر أو السخرية، بل التعامل مع مشكلاته بجدية شديدة، فمن المهم أن يأتي إلى الأهل للاستفسار عن الأشياء التي يجهلها.
والخلاصة أنه من الأفضل أن يجد الطفل معلومات أبوية سليمة، ليستمر في اعتبارهما المرجع الأول للثقة في كل مراحله العمرية، لا العكس.
وحسب الحلبي، فإن الأطفال شديدو الملاحظة، ويرغبون في تلقي الحقيقة عند طرحهم الأسئلة، فهم لا يقتنعون بالإجابات السطحية.