ماذا تعرف عن رأس المال الجريء وما مزاياه في الاستثمار؟

ماذا تعرف عن رأس المال الجريء وما مزاياه في الاستثمار؟
الاستثمار الجريء (Venture Capital)، أو ما يطلق عليه أيضا “الاستثمار المغامر” أو “رأس المال المجازف”، هو شكل من أشكال التمويل الذي يوفر الأموال للشركات الناشئة التي لديها إمكانات نمو عالية في المراحل المبكرة، في مقابل الحصول على حصة من الملكية.
وتعتمد الشركات الناشئة ورواد الأعمال على الاستثمارات الجريئة كمصدر تمويل مهم. ولا يأخذ الاستثمار الجريء دائما شكلا نقديا، بل يمكن أن يكون على شكل خبرة فنية أو إدارية. وعادة ما يتم تخصيص الاستثمار الجريء للشركات الصغيرة التي تتمتع بإمكانات نمو استثنائية، أو للشركات التي نمت بسرعة فائقة ويبدو أنها مستعدة لمواصلة التوسع.
وتحدث الكاتب آدم هيز -في تقرير لموقع “إنفستوبيديا” (Investopedia)- عن أهمية الاستثمار الجريء للشركات الناشئة، ولماذا يجب أن يفهم رواد الأعمال آلية عمل صناديق الاستثمار المغامر من حيث كيفية صنع القرارات ومدة العملية الاستثمارية وشروطها، حيث تعدّ كل هذه التفاصيل أمرا بالغ الأهمية لكل رائد أعمال ومؤسس شركة ناشئة.
ويؤكد الكاتب أن صندوق الاستثمار الجريء تكون لديه الأموال الكافية دائما لتحمل الخسائر التي قد يتكبدها من خلال الاستثمار في شركات عالية المخاطر، وفي المقابل، فإنه يأمل أن يربح عوائد كبيرة عندما تنجح هذه الشركات. وعند اختيار الشركات للاستثمار فيها، فإن صندوق الاستثمار الجريء يأخذ في الاعتبار إمكانات نمو الشركة، وقوة فريق إدارتها، وتفرد منتجاتها أو خدماتها.
ولكون الاستثمار الجريء شكلا استثماريا عالي المخاطرة، يصحب الاتفاقية الاستثمارية عدد من الشروط والتفضيلات التي تضمن للمستثمر درجة من الحماية في حال فشل العملية الاستثمارية.
ويحصل المستثمر على حصة من الأسهم الممتازة في الشركة، بالإضافة إلى عدد من الشروط مثل حقوق تصويت تعطيه درجة عالية من التأثير على أبرز القرارات، وتفضيلات تخارج تمنحه الأولوية عند توزيع العوائد في حال التخارج، بالإضافة إلى شروط تحمي حصته مستقبلا في حال اضطرت الشركة الناشئة إلى جمع الاستثمارات بتقييم أقل من الجولات الاستثمارية السابقة.
ويوضّح الكاتب أن هدف الشركة الناشئة من استخدام رأس المال المغامر يكون بناء أسس وركائز يمكن للشركة الناشئة من خلالها أن تعزز وتزيد من نموها وتوسع عملياتها إلى أكبر نطاق ممكن، ويجب أن يضع رائد الأعمال نصب عينيه أن الاستثمارات الجريئة تسعى إلى التخارج بعد عدة سنوات من خلال البيع أو الاندماج أو الطرح في الأسواق المالية، حيث يسعى المستثمرون دائما إلى تحقيق عائدات عالية جدا تصل إلى 10 أضعاف المبلغ الاستثماري الأساسي.
كيف تعمل صناديق الاستثمار الجريء؟
ويؤكد الكاتب أن الشروط الاستثمارية التي يطلبها المستثمر الجريء تؤثر على تركيبة المساهمين وحصص الملكية داخل الشركة بشكل كبير، وتحمل العملية الاستثمارية تبعات بارزة على مستقبل الشركة، فقد يصبح المؤسسون تحت خطر فقدان جزء كبير من ملكيتهم للشركة في حال كان أداء الشركة تحت التوقعات وفشلت في تحقيق أهدافها، وهو ما يجعل فهم المؤسسين للاستثمارات الجريئة وطريقة عمل صناديق الاستثمار الجريء أمرا حتميا يضمن لهم تفادي المخاطر المحتملة.
ويقول الكاتب ألكس هاربين -في مقاله الذي نشره موقع “بيزنس نيوز ديلي” (Business news daily) الأميركي المتخصص في شؤون الاستثمار- إن هناك عنصرين أساسيين في صندوق الاستثمار الجريء، هما الشركاء العامون والمحدودون.
الشركاء العامون هم الأشخاص المسؤولون عن اتخاذ قرارات الاستثمار، أما الشركاء المحدودون فهم الأشخاص والمنظمات الذين يقدمون رأس المال اللازم لإكمال تلك الاستثمارات. بمعنى آخر، يقوم الشركاء العامون بالاستثمارات ويقدم الشركاء المحدودون الأموال.
أهم مزايا الاستثمار الجريء
النمو السريع: بمجرد حصول الشركة الناشئة على استثمار، فإن ذلك يساعدها في تكوين إدارات مهمة مثل الإدارة المالية وإدارة الموارد البشرية، وهو ما يساعد الشركة على اتخاذ قرارات أفضل في هذه المجالات الرئيسية ويدفعها للنمو السريع.
مصادر إضافية: من الممكن أن يكون الاستثمار الجريء حاسما في عدد من المجالات الرئيسية للشركة، مثل الشؤون القانونية والضريبية وشؤون الموظفين. ويمكن لصندوق رأس المال المخاطر تقديم دعم شامل للشركة الناشئة في كل هذه المجالات، بما يسمح للشركة بالنمو السريع في وقت قصير.
الروابط: عادة ما يكون أصحاب رأس المال الاستثماري على اتصال جيد في مجتمع الأعمال، ويمكن أن يكون لهذه الروابط فوائد هائلة في نمو الشركة.