ماجدة البشير محمد تكتب: ياهو دا السودان
ماجدة البشير محمد تكتب: ياهو دا السودان
من المعلوم سلفاً أن ظلال الأسر الممتدة تشمل مختلف البيوت في السودان حيث نجد الجد الذي يعتبر الملاذ الآمن لكل الأبناء الأحفاد، إضافة لمشاركة الكل في تربية. وتقويم ابناء الحي ،
ونسبة لظروف الحياة واحتياجاتها وتقلباتها المستمرة فقد فرضت الظروف علي بعض الأسر مغادرة موطنها الأصلي والسكن في ولاية الخرطوم ،، لأسباب متعددة،
ورغم هذا لم ينقطع معظَم سكان العاصمة من اداء
الواحب وصلة الرحم في مسقط راسهم الا القليل منهم،،
في بداية اشتعال الحرب لم يتردد سكان الخرطوم من الفرار من جحيمها الي دوحة (البيت الكبير) ،، حيث استقبلت الولايات اعدادا كبيرة من الناجين من القتال،،،
وقد تباينت المواقف حيث ان هناك من عانى كثيراً من الشماتة والرفض والتنمر ،، ومنهم من وجد الحفاوة والترحاب في الاستقبال ، وهذا أمر طبيعي لأن المجتمع فيه الصالح والطالح،
هذا ما حدث مع من خرجوا بأنفسهم من ديارهم واتجهوا صوب موطنهم القديم،،،
ولكن هناك صورة اخري رسمتها الحرب وبانت ملامحها، صورة يمكن ان نقول عنها انها تعيد رسم التاريخ الإنساني في وجدان هذا الشعب الصابر ،،،
ففي ذروة القتال ووسط سماع دوي المدافع واطلاق الرصاص ،، ظهرت لوحة فنية اجتماعية في غاية الروعة تعرف ب (التكية).
وهي إحدى أنواع المراكز الدينية التي كانت تخصص لإقامة الدراويش وطلبة العلم وعابري السبيل، وتُعرف التكايا بأنها إرث صوفي قديم، إذ يجد الفقراء
والمحتاجين والمريدون فيها ملاذا يوفر لهم ما يسد رمقهم ويمنحهم الراحة والطمأنينة وتجعلك تردد في سرك :
ياهو دا السودان رغم كل المآسي والمحن !.
نعم التكية هي ما يرتاده الفقراء والمحتاحين في سابق العهد ،،
ولكن في عهدنا الجديد، عهد ما بعد الحرب اصبح مرتادي التكية كل الفئات حيث تساوي الجميع في الحوجة والعوز خاصة وان نار الحرب طالت الغني وافقرته وساوته مع الفقير ،،
الان التكية في السودان وخصوصاً في مناطق الحرب هي صورة مكتملة الملامح عن شعب أصبح كل من فيه يقول (يا رب)!
اللهم أصلح حال البلاد والعباد وردنا إليك ردا جميلا ،