ماجدة البشير محمد تكتب: مدينة شامخة
ماجدة البشير محمد تكتب: مدينة شامخة
قطار الشوق متين ترحل تودينا
نشوف بلدا حنان اهلها ترسى هناك ترسينا،
نسايم عطبرة الحلوة تهدينا و ترسينا،
نقابل فيها ناس طيبين فراقهم كان ببكينا،
قطار الشوق متين ترحل تودينا،
ما أن يذكر اسم مدينة عطبرة حتي يقترن معها في الأذهان هذا الرمز الشامخ القطار وما ادراك ما (القطر) ومحطة السكة حديد التاريخية،
انها المدينة التي عرفت بمدينة الحديد والنار وذلك نسبة لأهميتها الإستراتيجية ومحطة السكََة حديد العريقة ،
عطبرة لم تكن مدينة عادية بل تعد إحدى أهم محطات
سكك حديد السودان، فكل مهندس او عامل التحق بالسكة حديد كان له شرف العمل في محطة عطبرة.
ولهذه المدينة (العمالية) تاريخها الثقافي الذي لا تخطئه الأعين،
فقد اخرجت احد كبار أساطين الطرب والذي نسب اسمه اليها
(العطبراوي) الفنان الراحل حسن خليفة له الرحمة والمغفرة، وأيضاً لها دور سياسي واقتصادي ورياضي واضح في تاريخ السودان،،
ولا ننسي اغنية البلابل المعروفة قطار الشوق متين ترحل التي زينت صدر المقال ،
والحديث عن مدينة عطبرة يطول بحيث لا تسع المساحة له،،
هذه المدينة الآن تحتضن بداخلها معظم شرائح الشعب السوداني الذي شردته الحرب وافقرته وافقدته داره وما يملك،، عطفاً علي ذلك هي الآن تستعد لاضافة حدث تاريخي لمسيرتها الناصعة الا وهو استضافتها لمراكز امتحانات الشهادة السودانية للدفعة العالقة التي اقعدتها
الحرب المشؤومة من مواصلة تعليمها ،،
ولكن ما ان استعدت عطبرة وبدأت تتهيأ لاستقبال الطلاب وتوفير المعينات اللازمة لتكملة سير الامتحانات،، حتي اتجهت انظار الأعداء والمخربين نحوها،، وظلوا يرسلون في مسيراتهم علي مدار اسبوع كامل حتي
يوهموا الطلاب وذويهم بأن لا أمان فيها وأن قيام الامتحانات ضرب من المستحيل،
ولكن نأمل في اللجنة الامنية وحكومة والولاية والقائمين علي امرها ان يتحلوا علي باليقظة التامة،
فعقد الامتحانات وهجرة الطلاب واولياء امورهم من المناطق البعيدة ليس بالامر السهل عليهم بل يصل الحد الي المحازفة بالحياة،،
قيام الامتحانات في موعدها وتأمين مدينة عطبرة وغيرها من المدن المعنية بالحدث يعد انجازاً كبيراً في زمن المستحيل،،