مقالات

لواء شرطة دكتور  نجم الدين عبدالرحيم يكتب : عن إحتفالات المرور و إحتفالات السودانيين فى فيصل 

لواء شرطة دكتور  نجم الدين عبدالرحيم يكتب : عن إحتفالات المرور و إحتفالات السودانيين فى فيصل

 

إحتفلت الإدارة العامة للمرور السودانية باليوم العربى للمرور ، و هو يوم قد درجت الادارة العامة للمرور على الاحتفال به عام .
يجئ هذا العام و البلاد تمر بظروف أمنية حرجة و بالغة التعقيد تهدد وحدتها و وجودها ، فبرز سؤال تلقائى الى ذهن كل من تابع هذه الاحتفالات ،

هل كان من الأولى فى ظل هذه الظروف البائسة الاحتفال باليوم العربى ام الامتناع عن الاحتفال ؟
للإجابة على هذا السؤال علينا ان نستعرض بعض الجوانب
الخاصة بهذا الاحتفال

اولا” : تحتفل الدول بهذا اليوم لعدد من الأسباب أهمها ينحصر فى الاتى :

١ _ الهدف السياسى الذى يتمثل فى التأكيد على تضامن الدول العربية تحت مظلة الجامعة العربية لمواجهة التحديات التى تواجه الامة العربية بشكل عام و الدول العربية كل على حدة .

٢_ التاكيد على أهمية العمل العربى المشترك من اجل نهضة أعمال المرور فى الدول العربية و تبادل الخبرات و الانجازات فى مجال المرور .

٣_ التأكيد على دعم الجامعة العربية ، و دعم الدول العربية بعضها البعض لمواجهة اى تحديات قد تواجه عمل المرور فى الدول الأعضاء .

٤ _ التأكيد على الالتزام بقانون المرور العربى و المحلى لضمان السلامة المرورية و متابعة اى مستجدات قد تطرأ على هذا المجال بما يساهم فى تطور اعمال المرور فى الدولة .

٥ _ استعراض الدولة للوضع المرورى عندها للعام السابق و استعراض الانجازات و التحديات التى تواجه عمل المرور فيها .

٦_ التأكيد على تحقيق الشعار السنوى للمرور العربى الذى يسعى دائما” لضمان السلامة المرورية و قد جاء الشعار هذا العام ( تمهل .. أمامك حياة).

ثانيا” : هل يشجع الوضع الحالى للمرور فى السودان لقيام أى إحتفال ؟
للإجابة على هذا السؤال علينا ان نتذكر ان اضلاع المرور هم اربعة :

١/ الطريق
٢/ المركبات
٣/مستخدمى الطريق
٤/ رجل المرور

فكيف هو حال هذه الاضلاع الاربعة فى السودان إذا أخذنا العاصمة القومية نموذجا” ؟
من غير عناء فى التفكير و البحث ستجد ان هذه الأضلاع الأربعة فى أسوأ حالاتها ،

١/ الاف المركبات إما منهوبة لا يعرف لها مكان ، او مبعثرة على قارعة الطرق منزوعة الأجزاء لا يمكن التعرف عليها الا برقم الهيكل المدون على قائم السيارة .
فما معنى المرور اذا لم توجد سيارات تسير على الطريق

٢ / عندما يذكر الطريق فذلك يعنى الاشارات المرورية الضوئية و العلامات المرورية التى تنظم عمل المرور ، و اللوحات الارشادية التى تساعد مستعمل الطريق ، فهل تبقت علامات مرورية على الطرق ؟ و هل هناك كهرباء لتشغيل الاشارات الضوئية ؟

٣/ هل يوجد مستعمل للطريق الان فى ظل الهجرة الكاملة

٤/ ماذا يفعل رجل المرور فى ظل عدم وجود سيارات او مستعمل طريق او طريق جاهز للإستخدام ؟

ثالثا” : ماذا فعلت الجامعة العربية لمساعدة السودان سياسيا” او اقتصاديا” او أمنيا” بما فى ذلك دعم الشرطة السودانية لمواجهة تحديات المرور ؟
بالتأكيد لم تتدخل لتقديم اى دعم لإصلاح حال المرور فى السودان و بالتأكيد ان النتيجة صفر كبير .

أعتقد أن الإعتذار عن الاحتفال هذا العام بخطاب رسمى للمرور العربى و الإمتناع عن إبراز اى مظهر احتفالى كان سيكون اكثر نفعا” للمرور السودانى بل لحكومة السودان ايضا” لان ذلك سيلفت انتباه الجامعة العربية لتجاهلها دعم السودان و الوقوف معه فى هذا الظرف الاستثنائى الحرج من تاريخ الامة السودانية و هو هدف أساسى من أهداف إنشاء هذه المنظمة الاقليمية .

أما الإحتفال فى ظل كل ما أصاب السودان فلا شئ يماثله عندى إلا حفلات السودانيين النازحين فى شوارع فيصل و شارع غبيرا العام .

كسرة :
ماذا فعلت إدارة المرور بخصوص تسجيل العربات المبعثرة فى الطرقات فى النظام الالكترونى و نشر هذه المعلومات حتى يتمكن المواطن من العثور على سيارته بدلا” عن الاسلوب العقيم فى ارهاق المواطن للبحث عن سيارته فى كل أحياء ولاية الخرطوم او فى وسائل التواصل الاجتماعى و التى اصبحت مرتعا” لكل اساليب الاحتيال و الابتزاز لحصول المواطن على سيارته .

ركزوا على مساعدة المواطن للعثور على سيارته المفقودة بدلا” عن مجاملة من لا يستحقون .
و محبتى

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى