مقالات

لمياء محمد عثمان تكتب : رسالة في بريد معالي وزير الثقافة والإعلام.. المكتبات العامة

لمياء محمد عثمان تكتب : رسالة في بريد معالي وزير الثقافة والإعلام.. المكتبات العامة

 

التاريخ: 25/8/2025م
السيد / خالد على الإعيسر ؛؛؛ حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته …
الموضوع / المكتبات العامة في السودان
تعتبر المكتبات العامة ظاهرة حضارية لأنها تعكس مستوى الوعي والثقافة والتطور في أي مجتمع، فوجودها ليس مجرد مبان لحفظ الكتب، بل فضاءات للتنوير والتفاعل الثقافي ومؤشر على تقدم المجتمعات ورُقيها و دليل على أن المجتمع يثمّن المعرفة ويجعلها في متناول الجميع بلا تمييز، لذلك لا يُبنى المجتمع دون كتاب ومكتبة، فالمكتبات العامة لها دور لا يُغفل في

إحداث أثر إيجابي في حياة المجتمعات فهي مراكز حيوية للتعليم، والتنمية، والتواصل المجتمعي. من خلال تمكينها من الوصول للمعرفة والمعلومات بعدالة تضمن حصول الأفراد على فرص متساوية للتعلم مهما كان مستواهم الاجتماعي أو الاقتصادي أليست المكتبات العامة هي جامعات الشعوب؟. أيضا تدعم التعليم والتعلم مدى الحياة وتعزز الثقافة و الهوية المجتمعية، إلى جانب المساهمة في التنمية المجتمعية وبناء مجتمع أكثر شمولية من خلال تقديم خدماتها للجميع على أساس تكافؤ الفرص بغض النظر عن العمر أو العرق أو الجنس أو الدين أو اللغة أو الحالة الاجتماعية أو أي سمة أخرى . وفقا لما ورد في بيان اليونسكو والإفلا (الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات) لعام 2022.

بدأ الاهتمام بالمكتبات في السودان عندما أوفدت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) في عام 1960 مستر “سويل” ومن بعدهـ مستر “باركر” في عام 1971 للتشاور مع المسؤولين وعمل دراسة عن الوضع الراهن للتوثيق وخدمات المكتبة، لوضع خطة قومية لتطوير التوثيق وخدمات المكتبة بأهداف قصيرة، متوسطة وطويلة الأجل. حيث تضمن تقرير مستر “سويل” ثلاثة عشر توصية رئيسية عن تطوير المكتبة في

السودان قدمت الي حكومة السودان عبر اليونسكو في عام 1963 ذكر في الفقرة رقم (4) منها: توفير معيار أدني للمكتبات العامة يكون إجباري في مجالس المدينة. لكن لم تتخذ أي خطوة فيما يتعلق بهذا التوصية حتي إدخال قانون مجالس الشعب بنهاية العام 1971 والذي جعل بموجبه تأسيس وصيانة المكتبات العامة أمر إجباري علي مجالس المحافظة.

سيدي معالي الوزير:
في هذه المرحلة الاستثنائية التي يمر بها المجتمع السوداني نحن أحوج ما نكون إلى أدوات قوية وداعمة تعزز مرحلة البناء لميلاد سودان ما بعد الحرب، وتسهم في تحسين نوعية الحياة وإعادة التوازن والثقة للمجتمع السودان، ولا يوجد أنسب من المكتبات العامة لأنها صانعة المجتمعات إذ يمكنها التواصل بصورة استباقية مع جماهير جديدة باستخدام وسائل تدعم تصميم الخدمات التي تلبي الاحتياجات المحلية. ومدن السودان حُبلى

بمثل هذه الأدوات حيث يوجد عدد لا يُستهان به من المكتبات العامة المنتشرة في قطاعات جغرافية متنوعة تقدم أنشطة نوعية تبعث الأمل في فئات المجتمع الذي تخدمه، تجدد الحياة و ترسل رسائل إيجابية مؤمنة بأنها منافذ التغيير القادم رغم شح و قلة الموارد. هذه المكتبات تحتاج منكم الاهتمام و الدعم الكامل لتقدم الكثير والكثير خدمةً لمجتمعاتها.
فهلا تفضلتم سيدي الوزير بإلقاء نظرة على مؤسسات التغيير القادم.

نسأل الله التوفيق والسداد،،،

لمياء محمد عثمان علي

مدير إدارة العلاقات العامة – مكتبة الميزاب الرقمية

أمين أمانة التدريب – الجمعية السودانية للمكتبات والمعلومات

ممثل السودان في الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (إفلا)

عضو الاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات

lamyaa@mdl.edu.sdEmail:

 

 

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى