لماذا يصعب الالتزام بنمط حياة صحي على المدى الطويل؟
لماذا يصعب الالتزام بنمط حياة صحي على المدى الطويل؟
3 نصائح تقيك خطر الإصابة بمرض السرطان؛ هي ممارسة الرياضة والأكل الصحي وأخذ قسط كاف من النوم كل ليلة. ظاهريا، يبدو الأمر بسيطا ويمكنك القيام به ولكن هل تستطيع الالتزام بنظام حياة صحي على المدى الطويل من دون معيقات؟
يقول مايكل هانتر، اختصاصي علاج الأورام بالإشعاع، في مقال له على موقع ميديم (Medium) “أنا طبيب سرطان، وأريد أن أقلل من احتمال أن ألتقي به في يوم من الأيام؛ فهو يعد أحد الأسباب الرئيسة للوفاة في جميع أنحاء العالم، فقد أدى إلى وفاة ما يقرب من 10 ملايين شخص في عام 2020”.
وينصح هانتر بالتركيز على 3 نصائح احترافية في اليوم للحد من مخاطر الإصابة بالسرطان؛ هي ممارسة النشاط البدني وتناول الأكل الصحي والنوم الجيد، لأن ذلك يؤدي إلى تحسين عمل الجهاز المناعي بما يفيد في حماية جسم الإنسان من العديد من الأمراض، فضلا عن إطالة العمر. ولكن الحقيقة أن أغلب الناس غير قادرين على الالتزام بنمط حياة صحي طويل الأمد، على الرغم من استعدادهم إلى حد ما لذلك.
لماذا يصعب الالتزام بنمط حياة صحي؟
تقول الكاتبة أليساندرا سيستارو، في مقال لها على موقع ميديوم، “لقد أصبحنا أكثر وعيا اليوم بأهمية اتباع أسلوب حياة صحي بشكل منتظم. ومع ذلك، نحن فقط لا ننجح في ذلك. قد ننخرط في مجموعة متنوعة من الخطط القصيرة المدى مثل جلسات التخلص من السموم لمدة أسبوع، والوجبات الغذائية القاسية لمدة شهر واحد، والمعسكرات الرياضية المكثفة، ثم تضيع الفوائد التي تولدها هذه الأنشطة القصيرة الأجل حيث يتم جرّنا مرة أخرى إلى عاداتنا (السيئة) على المدى الطويل، فضلا عن الشعور بالإحباط والفشل”.
وتظهر الدراسات الاستقصائية أن العقبات الرئيسة التي تحول دون اتباع أسلوب حياة صحي لدى 85% من الحالات في الولايات المتحدة وأوروبا تتمثل في الآتي:
استبعاد المستقبل ونقص الوعي
يميل البشر إلى استبعاد المستقبل بشكل كبير، وذلك يعني أن الأشياء التي لدينا الآن أكثر قيمة في نظرنا من الأشياء التي سنمتلكها في غضون بضع سنوات. لهذا السبب، لا يمكننا أن نقدّر بشكل صحيح تكاليف وعواقب اختيار العادات غير الصحية التي نمارسها اليوم، ونميل إلى الاستسلام للمتعة القصيرة الأجل.
ضيق الوقت
نحن لدينا حياة مزدحمة، وقليل من الوقت وكثير من التشتت الذهني الناتج عن تعدد المهام، لذا لا نتمكن عادة من تخصيص الوقت الكافي للأنشطة والخيارات اللازمة لنمط حياة صحي. ووفقا لعلم الأعصاب، فإن أدمغتنا تميل تحت الضغط إلى العودة إلى العادات القديمة التي تمثل المسارات الراسخة في أدمغتنا.
الافتقار إلى ضبط النفس والحوافز
بسبب الشخصية أو الميول أو حالة الإجهاد التي نكون عليها نختار عمدا الانغماس في المتع القصيرة المدى. وتشير اكتشافات علم الأعصاب إلى أن الإجهاد بوجه عام يحفز سلوك العادة لدى البشر، لذا فمن المستحسن التعامل مع التوتر وعلاجه أولا ومن ثم إجراء التغييرات الدائمة التي تتطلع إليها.
الافتقار إلى المعرفة والمبادئ التوجيهية
ليس لدينا نهج موجه لأنماط الحياة الصحية، فنحن عادة لا نعرف بالضبط ماذا وكيف ومتى وحتى لماذا يجب أن نتابع نشاطا معينا، نحن نقوم بذلك فقط. لذا نجد أنفسنا ننخرط في الشيء الذي يتطلب قدرا أقل من التفكير والجدولة وهو الروتين الذي اعتدناه.
صعوبة الوصول
أغلبنا لا يتمكن من الوصول بسهولة إلى المنتجات أو الخدمات التي تتيح أسلوب حياة صحي. قد ننتقل إلى مكان بعيد لمجرد الوصول إلى فصل اليوغا، وقد لا نمتلك رفاهية الحصول على وجبات غذاء صحية كل يوم، وهذا يمثل عقبة كبيرة أخرى أمام اتباع أسلوب حياة صحي، لذا نذهب في النهاية إلى ما هو في متناول اليد.
الحياة الصحية في اليابان
تقول أليساندرا إن نمط الحياة الصحي هو نوع من الألغاز يتكون من قطع مختلفة، وبمجرد أن نكون أكثر وعيا بوجود هذه القطع ووزنها، يصبح من السهل علينا اتخاذ الإجراءات المناسبة.
ووفقا لأليساندرا فإنه يمكن تجميع الركائز الخمس الرئيسة لنمط حياة صحي في: التغذية، ممارسة الرياضة البدنية، الصحة النفسية ومستويات التوتر، النوم والتجميل والعناية بالبشرة؛ وهذا ما يتناوله التقليد الياباني. لذا، لا عجب أن السكان اليابانيين لديهم أعلى متوسط عمر متوقع، ومن الواضح أن هذا لا يمكن أن يكون مصادفة. وعلى الرغم من أن المناخ وعلم الوراثة قد يساعدان في ذلك، فإن الطب المضاد للشيخوخة كشف أن ثلثي احتمال العيش أكثر من 100 عام تأتي بممارسة عادات صحية.
ويمكنك الاستفادة من الممارسات اليابانية الصحية في حياتك من خلال اتباع الآتي:
التغذية: تناول 3 وجبات في اليوم، ولكن لا تملأ معدتك بأكثر من 80%. إن ذلك يؤدي إلى تجنب الضغط المفرط على الجهاز الهضمي، ومن ثم تجنب تسريع أكسدة الخلايا وعملية الشيخوخة، مع ضرورة اتباع نظام غذائي غني بالأسماك والخضراوات الطازجة، ويحتوي على قليل جدا من المنتجات المشتقة من اللحوم.
التمرين البدني: في اليابان، المشي المنتظم والبستنة من أشكال التمارين البدنية المنخفضة الكثافة ولكنها منتظمة. وبوجه عام، لا ينبغي أن تؤدي التمارين البدنية إلى “إجهاد مفرط” للجسم، ويجب ألا تستغرق أكثر من 30-45 دقيقة من يومك، وإلا فإن فرص الحفاظ على هذه العادة محدودة للغاية، ويعدّ المشي واليوغا من الأمثلة الجيدة على أنواع التمارين المفيدة.
الصحة العقلية والاجتماعية: إذا كان لديك شغف وهدف واضح في ذهنك عما تحب وتريد أن تفعله بحياتك، كأن تقوم بوضع أهداف سنوية لتحقيقها، فسوف يساعدك ذلك على التخلص من التوتر والعيش بسعادة أكبر.
جزء مهم آخر للحفاظ على مستوى جيد من الصحة العقلية هو الجانب “المجتمعي”، فقد ثبت أن وجود علاقات اجتماعية إيجابية ومساعدة بعضنا بعضا من أهم محركات الصحة العقلية.