لغز غامض.. قطيع من الأغنام يدور لأيام بلا توقف
انتشر أخيرا على مواقع التواصل الاجتماعي مشهد محيّر لقطيع من الأغنام في الصين يسير في دوائر بلا توقف لأكثر من 10 أيام. ولا يزال السبب غامضا رغم محاولات المتخصصين لتفسير هذه الظاهرة المثيرة للخوف والغموض.
ونشرت وسائل إعلام صينية مقطعا مصورا في أحد المزارع في مدينة باوتو بمنطقة منغوليا (شمالي الصين) لعشرات الأغنام وهي تسير في دوائر منظمة وضيقة ومتحدة المركز، وأكدت أن “الخراف بصحة جيدة، لكن سبب هذا السلوك الغريب لا يزال لغزًا”.
حالة غامضة
وأفادت صحيفة “مترو” البريطانية بأن مالكة مزرعة الأغنام -وتدعى السيدة مياو- قالت إن حركة الأغنام الدائرية المخيفة بدأت ببضعة خراف فقط، قبل انضمام بقية القطيع إليها.
وعلى الرغم من وجود 34 حظيرة للأغنام في المزرعة ذاتها، فإن الأغنام الموجودة في الحظيرة رقم 13 فقط هي التي تتصرف بهذه الطريقة.
واستمرت الأغنام على هذا السلوك ما يقل عن 12 يوما، من دون مزيد من التفاصيل حول كيفية تناول هذه الأغنام الطعام أو الشراب أو قضاء حاجتها طوال تلك الفترة.
محاولات لحل اللغز
وتعددت التفسيرات لهذا المشهد غير المألوف، الذي أثار حيرة المتخصصين، وأشار موقع “ساينس أليرت” (ScienceAlert) -المعني بالأخبار العلمية- إلى أن سلوك الأغنام يمكن أن يكون بسبب دخولها دوامة الموت، مثلما يحدث للنمل أحيانا.
بينما ذكرت صحيفة “نيويورك بوست” الأميركية أن دوران الأغنام قد يرجع إلى إصابتها بمرض بكتيري يسمى داء “الليستريات”، المعروف أيضا باسم “مرض الدوران”.
ويصيب داء “الليستريات” جانبا واحدا من دماغ الحيوان؛ مما يتسبب في الميل نحو الجانب المصاب الذي يصل أحيانا إلى الشلل. وفي حال تفشي المرض تتأثر به عادة نسبة قليلة فقط من الأغنام، وتميل إلى اتباع سلوك الدوران.
ويمكن لهذه العدوى أن تنتقل عن طريق الطعام الملوث أو التربة أو براز الحيوانات، وتتسبب في ظهور مجموعة من الأعراض؛ مثل الاكتئاب وفقدان الشهية والحمى والشلل الجزئي والسلوك الدائري.
ويتسبب داء الليستريات عادة في موت الحيوانات المصابة به في غضون 48 ساعة، لذلك لا يمكن تفسير كيفية مواصلة الأغنام في الصين المشي في دوائر طوال هذه المدة الطويلة نسبيا.
واستبعد أستاذ طب إنتاج الماشية والأغنام في جامعة ملبورن الأسترالية أندرو فيش أن يكون السبب وراء سلوك هذه الأغنام “مرض الدوران”، وأوضح أن هذه العدوى عادة تصيب بين 1 و10% فقط من القطيع.
حالة نفسية
ولا يعتقد الأستاذ في قسم الزراعة بجامعة “هارتبوري” البريطانية مات بيل أن تصرف الأغنام لغز صعب، وقال لمجلة “نيوزويك” الأميركية إن سلوك الأغنام يرجع إلى حبسها في الحظيرة فترات طويلة.
وأضاف أن تقييد الحيوانات “يمكن أن يؤدي إلى إصابتها بالإحباط بسبب وجودها في حظيرة محدودة، وتبدأ السير في دائرة بشكل متكرر، وتنضم لها الخراف الأخرى، لأنها حيوانات قطيع، وترتبط بأصدقائها وتتبعهم”.
وهو عرَض شائع في الحيوانات البرية المحتجزة في أماكن محدودة، ويمكن أن يؤدي إلى تكرارها سلوكا معينا من دون هدف محدد، إذ بمجرد أن يتصرّف الحيوان بهذه الطريقة ينتقل السلوك إلى البقية مثل العدوى الغريبة.
وأعربت خبيرة الثروة الحيوانية في جامعة “نيو إنغلاند” الأسترالية إيما دويل -لشبكة “إيه بي سي نيوز“- عن دهشتها مما شاهدت، وقالت “لم أرَ قط أغناما تتصرف بهذه الطريقة”، مضيفة “يبدو الأمر مخادعا بعض الشيء، وكأن هناك شيئا موضوعا وسط الدائرة ويمنعها من دخولها”.
حالة مشابهة
وكان أحد المارة في مقاطعة شرق ساسكس البريطانية نشر على مواقع التواصل الاجتماعي العام الماضي مجموعة صور لقطيع من الأغنام يقف بسكون وهدوء على شكل دوائر متقنة الشكل.
وعزت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية حينها الأمر إلى أن مالك المزرعة وزّع لهذا القطيع الغذاء على شكل حلقات، مما تسبب في تجمعه في دوائر متداخلة.
في حين لم يتضح حتى الآن السبب القاطع لتحرك قطيع الأغنام في الولاية الصينية، وما مصيرها الأخير.