الأخبارالشرق الأوسطالعالمية

لغز دوران الأغنام.. “أصحاب الكار” في الأردن يفسرون الظاهرة الغامضة

لغز دوران الأغنام.. “أصحاب الكار” في الأردن يفسرون الظاهرة الغامضة

حاول خبراء ومختصون تقديم تفسير لظاهرة دوران الأغنام التي باتت لغزا بعد أن تكررت في عدد من الدول، ودفعت بالناس إلى البحث والاجتهاد في أسبابها؛ إذ فسّرها البعض بأنها دلائل على اقتراب وقوع كوارث طبيعية، بينما ابتعد آخرون عن ذلك، ووصل الأمر إلى ربط الظاهرة باقتراب قيام الساعة.

تعود الحادثة لأيام قليلة مضت، بعد انتشار فيديو لقطيع من الأغنام يدور حول نفسه في محافظة الكرك بجنوب الأردن، لتردّ وزارة الزراعة حينئذ بإصدار بيان أوضحت فيه أن فريقا فنيا أجرى كشفا على الأغنام بعد تحديد الموقع، ولم يظهر وجود أي أمراض.

وفسّرت الوزارة هذا الحدث بأنه “سلوك أمومة” لأغنام تبحث عن مواليدها في الحظيرة، في حين أفادت دائرة الإفتاء الأردنية بأنها “ستجتمع لدراسة الظاهرة، والبحث عن كافة الأحاديث النبوية التي تشير إلى علامات الساعة واقترابها”، قبل أن تستبعد ارتباط الظاهرة قطعيا بتلك العلامات.

لم يفكّر أحد بالعودة إلى من يسمونهم في الأردن “أصحاب الكار” أو أصحاب الخبرة والاختصاص كما تسميهم بعض المجتمعات، وهم من يعيشون ليلهم ونهارهم بين الأغنام التي باتت جزءا أصيلا من حياتهم، يعرفون كل تفصيل بسلوكها وتحركاتها، والأقدر على وصف حالتها، ألا وهم “الرعاة”.

وفي تقرير لوكالة الأناضول، أجرى المراسل جولة ميدانية مصوّرة في سهول محافظة إربد بشمال البلاد، واطّلع على واقع العديد من قطعان الأغنام فيها، واستمع لآراء رعاتها؛ باعتبارهم الأقرب والأعرف بها.

وتباينت آراء الرعاة في طريقة الوصف، ولكنها لم تختلف من حيث المبدأ، إذ رأى بعضهم أن ما حدث لأغنام الكرك دليل على إصابتها بالمرض، بينما قال آخرون إنه سلوك اعتيادي تقوم به في بعض الحالات التي تتعلّق بمرعاها.

 

مرض الدّوَر

محمد عبد الله المصري (18 عاما)، راعٍ يدرس بتخصص علوم الأشعة في جامعة العلوم والتكنولوجيا (حكومية)، قال “تربّينا وعشنا مع هذه الأغنام منذ كنا أطفالا، تخرّج إخواني في الجامعات وهم يعملون هنا”.

وأضاف أنه شاهد الفيديو (فيديو الكرك) “كما شاهده غيري (..) عدد هذه الرؤوس التي تراها هو 410، من الطبيعي أن يمرض بعضها، وهذا ما أعتقد أنه حدث مع أغنام الكرك”.

وتوقّع المصري أن تكون الأغنام مصابة بمرض الدّور، وهو على حدّ قوله ينتج عن وجود دودة في مخها، ويسببّه لعاب الكلاب الضالّة.

وأوضح أن حل ذلك “يكون إما بعلاج الأغنام المصابة، ويكون بالعادة للأعمار الصغيرة، أو بذبحها، وقد يؤدي إلى نفوق المصابة منها”.

من جهته، استشهد والده عبد الله (50 عاما) بإحضار حالة مصابة من بين القطيع بالمرض ذاته الذي تحدّث عنه ابنه، إذ كانت تدور بشكل لاإرادي صوب جهتها اليمنى.

وقال “هناك أسباب أخرى لدوران الأغنام، فعند تقديم العلف لها حين تكون جائعة تقوم بالدوران، أو عند المرض، وهي نادرة، ومن جهتنا لم نرَ تغيّرا على أغنامنا”.

 

دوران لإخراجها من حوشها

خالد الزعبي (46 عاما)، راعٍ آخر وصاحب قطيع مكوّن من 400 رأس من الأغنام، أشار إلى أن “أي أغنام تُخرَج من حوشها وعلفها تقوم بالدوران لحين إعادتها إلى مكانها”.

ودلّل على ذلك بحدوثه معه، فقال “قامت الأغنام بالدوران حول صهريج المياه لأنها كانت عطشة وتريد الشرب، ونحن أصحاب الخبرة لا نرى في فيديو دورانها غرابة”.

في المقابل، تساءل أحمد الجيزاوي (50 عاما) عن ربط البعض لما حدث بعلامات الساعة، مُطالبا من يقول ذلك بأن “يأتي بحديث يقول إن دوران الأغنام دليل على اقتراب يوم القيامة”.

وشدّد قائلا “لدي القطيع الذي تراه وهو مكوّن من 250 رأس غنم، ولم أرَ أو ألاحظ أي تغيّر على سلوكها نهائيا”.

​​​​​​​مرض معروف

وقبل نحو أسبوعين تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي على نطاق واسع مقطع فيديو سجّل في منطقة منغوليا شمالي الصين، ويظهر مشاهد لدوران قطيع من الأغنام على نحو متواصل.

 

وذكرت صحيفة “نيويورك بوست” (New York Post) الأميركية وقتئذ أن دوران الأغنام قد يرجع إلى إصابتها بمرض بكتيري يسمى داء الليستريات المعروف أيضا باسم مرض الدوران.

ويصيب داء الليستريات جانبا واحدا من دماغ الحيوان، ويتسبّب في الميل نحو الجانب المصاب بشكل يؤدي أحيانا إلى الشلل.

وفي حال تفشّي المرض تتأثر به عادة نسبة قليلة فقط من الأغنام، وتميل إلى اتباع سلوك الدوران.

المصدر : وكالة الأناضول

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى