الأخبارالعالمية

كيف نتعامل مع النسيان وفقدان الذاكرة؟ ومتى نزور الطبيب؟

كيف نتعامل مع النسيان وفقدان الذاكرة؟ ومتى نزور الطبيب؟

هل تعاني من النسيان المتكرر؟ متى يكون ذلك طبيعيا؟ ومتى يكون خطيرا؟ وما أسباب النسيان؟ وما أنواعه؟ وهل نسيان مكان ركن السيارة -على سبيل المثال- مؤشر خطير؟

ما النسيان؟

النسيان هو فقدان المعلومات التي كانت مخزنة مسبقا في الذاكرة قصيرة المدى أو طويلة المدى أو تغييرها، ويمكن أن يحدث فجأة أو تدريجيا مع فقدان الذكريات القديمة.

وعلى الرغم من أنه أمر طبيعي عادة، فإن النسيان المفرط أو غير المعتاد قد يكون علامة على وجود مشكلة أكثر خطورة.

أسباب كثرة النسيان الذاكرة ذاكرة نسيان

ما أسباب كثرة النسيان؟

يقدم تقرير لجامعة هارفارد الأميركية بعض الأسباب الشائعة للنسيان منها:

قلة النوم

يعد عدم الحصول على قسط كاف من النوم أكبر سبب للنسيان، ويمكن أن يؤدي النوم القليل وغير المريح إلى تغيرات في المزاج وإلى قلق، مما يسهم في حدوث مشكلات في الذاكرة.

بعض الأدوية

تؤثر المهدئات ومضادات الاكتئاب وبعض أدوية ضغط الدم والأدوية الأخرى على الذاكرة، لأنها قد تتسبب في التخدير أو الارتباك، أو قلة الانتباه. تحدّث إلى طبيبك أو الصيدلي إذا كنت تشك في أن دواء ما يؤثر على ذاكرتك.

خمول الغدة الدرقية

يمكن أن يؤثر خمول الغدة الدرقية على الذاكرة، بالإضافة إلى تسببها في اضطراب النوم والاكتئاب، وكلا الاضطرابين قد يكون سببا للنسيان. ويمكن أن يوضح اختبار الدم البسيط إذا ما كانت الغدة الدرقية تؤدي وظيفتها بشكل صحيح.

التوتر والقلق

أي شيء يجعل من الصعب التركيز وحفظ المعلومات والمهارات الجديدة يمكن أن يؤدي إلى مشاكل في الذاكرة، ومن ذلك مثلا التوتر والقلق، فكلاهما يمكن أن يؤثر على الانتباه ويمنع تكوين ذكريات جديدة أو استعادة الذكريات القديمة.

الاكتئاب

تشمل العلامات الشائعة للاكتئاب الحزن الخانق وفقدان الرغبة في التمتع بالأشياء، ويمكن أن يكون النسيان أيضا علامة على الاكتئاب أو نتيجة له.

ما سبب النسيان في سن مبكرة؟

عادة يزداد النسيان مع التقدم في العمر، لكنه يمكن أن يحدث عند أي عمر، وذلك للأسباب التي ذكرناها سابقا.

متى يكون النسيان مرضا؟

قد يكون النسيان مؤشرا لمشكلة صحية، مثل الألزهايمر أو الخرف، وهذه بعض مشاكل الذاكرة التي قد تتطلب مراجعة الطبيب:

  • فقدان الذاكرة الذي يؤثر على الوظائف والأنشطة المعتادة في الحياة اليومية.
  • نسيان الأشياء التي تعلمتها للتو، أو الحاجة إلى تكرار الأشياء أو الحاجة إلى كتابة الملاحظات لتذكر المهام البسيطة.
  • الضياع في الأماكن أو الطرق المألوفة.
  • وضع الأشياء في غير أماكنها المعتادة: في كثير من الأحيان، عدم القدرة على العثور على شيء، أو العثور على شيء في مكان غير معتاد (مثل مفاتيح السيارة في الثلاجة) قد يشير إلى مشكلة في الذاكرة تتطلب مراجعة الطبيب.

ما أنواع النسيان؟

وفق هارفارد، توجد 7 أنواع من النسيان الطبيعي غير المرضي:

النسيان العابر (Transience)

وهو الميل إلى نسيان الحقائق أو الأحداث بمرور الوقت، فمن المرجح أن تنسى المعلومات بعد وقت قصير من تعلمها. فالذكريات التي يتم استدعاؤها واستخدامها بشكل متكرر هي الأقل احتمالا للنسيان. ورغم أن الزوال قد يبدو علامة على ضعف الذاكرة، فإن علماء الدماغ يرونه مفيدا لأنه يزيل الذكريات غير المستخدمة، مما يفسح المجال لذكريات أحدث وأكثر فائدة.

النسيان نتيجة الشرود (Absentmindedness)

يحدث هذا النوع من النسيان عندما لا تولي اهتماما كافيا، فتنسى المكان الذي وضعت فيه قلمك للتو؛ لأنك لم تركز، أو لأنك كنت تفكر في شيء آخر (أو ربما لا شيء على وجه الخصوص)؛ لذلك لم يقم عقلك بتشفير المعلومات بشكل آمن. ويتضمن شرود الذهن أيضا نسيان القيام بشيء ما في الوقت المحدد، مثل تناول الدواء أو تحديد موعد.

النسيان نتيجة الحجب (Blocking)

يسألك شخص ما سؤالا والإجابة على طرف لسانك مباشرة، أنت تعلم أنك تعرف ذلك، لكن لا تستطيع التذكر. ربما يكون هذا هو المثال الأكثر شيوعا للحجب. في كثير من الحالات، يكون الحاجز عبارة عن ذاكرة مشابهة لتلك التي تبحث عنها، ويمكنك استرداد الذاكرة الخاطئة.

 

النسيان الناجم عن الإسناد الخاطئ (Misattribution)

يحدث الإسناد الخاطئ عندما تتذكر شيئا ما بدقة جزئيا، لكنك تخطئ في بعض التفاصيل، مثل الوقت أو المكان أو الشخص المعني. ويحدث نوع آخر من الإسناد الخاطئ عندما تعتقد أن هناك فكرة لديك كانت أصلية تماما بينما، في الواقع، جاءت من شيء قرأته أو سمعته سابقا، ولكنك نسيته.

وكما هي الحال مع العديد من أنواع هفوات الذاكرة الأخرى، يصبح الإسناد الخاطئ أكثر شيوعا مع تقدم العمر الذي يجعلك تستوعب تفاصيل أقل عند الحصول على المعلومات لأنك تواجه مشكلة أكبر إلى حد ما في تركيز المعلومات ومعالجتها بسرعة. وكلما تقدمت في العمر، تكبر ذكرياتك أيضا. والذكريات القديمة معرضة بشكل خاص للإسناد الخاطئ.

النسيان الناجم عن الإيحاء (Suggestibility)

القابلية للإيحاء هي ضعف ذاكرتك أمام قوة الاقتراح، وعلى الرغم من أنه لا يُعرف الكثير عن كيفية عمل القابلية للإيحاء في الدماغ، فإن الاقتراح يخدع عقلك في التفكير في أنها ذاكرة حقيقية.

النسيان الناجم عن التحيز (Bias)

في ذاكرتك، تتم تصفية تصوراتك من خلال تحيزاتك الشخصية (الخبرات والمعتقدات والمعرفة السابقة وحتى مزاجك في الوقت الحالي). تؤثر تحيزاتك على تصوراتك وخبراتك عندما يتم ترميزها في عقلك. وعندما تستعيد ذكرى معينة، فإن حالتك المزاجية والتحيزات الأخرى في تلك اللحظة يمكن أن تؤثر على المعلومات التي تتذكرها بالفعل.

النسيان الناجم عن الاستمرار (Persistence)

يشعر معظم الناس بالقلق من نسيان الأشياء. لكن في بعض الحالات، يتعذبون من الذكريات التي يرغبون في نسيانها، لكنهم لا يستطيعون ذلك. ويعد استمرار ذكريات الأحداث الصادمة والمشاعر السلبية والمخاوف المستمرة شكلا آخر من أشكال مشاكل الذاكرة.

الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب معرضون بشكل خاص لذكريات مزعجة ومستمرة. وكذلك الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة (PTSD). يمكن أن ينتج اضطراب ما بعد الصدمة عن أشكال مختلفة من التعرض للصدمات، على سبيل المثال، الاعتداء الجنسي أو تجارب زمن الحرب.

فوائد النسيان

النسيان قد تكون له فوائد، مثل:

  • مساعدة الدماغ على تنظيم الذكريات، والتركيز على المعلومات المهمة، والتخلص من المعلومات التي لم تعد مهمة للشخص.
  • تخطي الذكريات المؤلمة، حتى لا تعود مصدر قلق وتوتر للشخص.

علاج النسيان

استشر الطبيب -بداية- وأجرِ أي فحوص تطلب منك، وإذا كان السبب مرضيا، فسيخبرك الطبيب ما الذي يجب فعله.

من جهة أخرى، تقول المؤسسة الوطنية للشيخوخة بالولايات المتحدة إنه يمكن للذين يعانون من بعض النسيان استخدام مجموعة متنوعة من التقنيات التي قد تساعدهم على البقاء بصحة جيدة، والتعامل مع التغييرات في ذاكرتهم ومهاراتهم العقلية.

من هذه النصائح:

  • تعلم مهارة جديدة.
  • اتبع روتينا يوميا.
  • تخطيط المهام وإنشاء قوائم لها.
  • ضع المحفظة والمفاتيح والهاتف والنظارات وأغراضك عموما في المكان نفسه كل يوم.
  • مارس أنشطة يمكن أن تساعد العقل والجسم.
  • تطوع في مجتمعك أو مدرستك أو مكان عبادتك.
  • اقض قسطا من وقتك مع الأصدقاء والعائلة.
  • احصل على قسط كاف من النوم، بشكل عام من 7-8 ساعات كل ليلة.
  • تمرن وتناول الطعام بشكل جيد.

نصائح من عالم أعصاب للحفاظ على الذاكرة

يقدم عالم الأعصاب الدكتور ريتشارد ريستاك، وهو الرئيس السابق للجمعية الأميركية للطب النفسي العصبي، في تقرير لصحيفة “غارديان” (Guardian) نصائحه بشأن محاربة فقدان الذاكرة ومرض ألزهايمر، وهي كما يلي:

  • الابتعاد عن المشروبات الكحولية، إذ يؤكد أنها مضرة بالخلايا العصبية.
  • الحفاظ على القيلولة ولو كانت قصيرة، لأن النوم يساعد في تنشيط وظائف المخ.
  • معالجة مشاكل السمع أو الرؤية على الفور، لأنها تجعل من الصعب ممارسة المحادثات والهوايات التي تجعل الدماغ نشيطا.

هل نسيان مكان السيارة مؤشر خطير؟

يقول ريستاك إن الخروج من متجر وعدم القدرة على تذكر المكان الذي تركت فيه السيارة، على سبيل المثال، أمر طبيعي تماما: فمن المحتمل أنك لم تكن مركزا عند ركن السيارة، وبالتالي لم تتم برمجة موقع السيارة بشكل صحيح في دماغك. ويضيف أن نسيان ما جئت من أجله ربما يكون مجرد علامة على أنك مشغول بأشياء أخرى.

متى يكون النسيان خطيرا؟

يؤكد ريستاك أن أكثر مؤشر يستدعي القلق هو عندما يكتشف الإنسان أنه بدأ يضع الأشياء في غير أماكنها الطبيعية، أو يضعها في أماكن غريبة ولا علاقة لها بها، مثل وضع المفاتيح أو الجريدة أو الكتاب في الثلاجة، أو وضع الأحذية في مثلا في دولاب الملابس أو غيرها من السلوكيات الغريبة، حينئذ يكون الشخص وصل إلى مرحلة تستدعي مراجعة الطبيب.

 

المصدر : الجزيرة + وكالات + غارديان + مواقع إلكترونية

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى