كيف مات كولن باول بكورونا رغم أنه تلقى اللقاح؟
كولن باول تلقى تطعيما كاملا ضد فيروس كورونا
توفي الاثنين وزير الخارجية الأميركي الأسبق كولن باول جراء مضاعفات الإصابة بفيروس كورونا المستجد كوفيد-19، مع أنه كان قد تلقى اللقاح المضاد، فكيف توفي بالفيروس؟
تم تداول هذا السؤال من قبل العديدين، والبعض رأى في ما حدث دليلا على عدم فعالية لقاحات كورونا، فما الحقيقة؟
وتوفي باول عن عمر 84 عاما، وكان رئيسا لهيئة الأركان المشتركة في ظل إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش الأب خلال حرب الخليج عام 1991 عندما أخرجت الولايات المتحدة القوات العراقية من الكويت. ولاحقا، تولى وزارة الخارجية في إدارة الرئيس جورج دبليو بوش.
الجواب المختصر هو أن باول توفي بكورونا رغم تلقيه اللقاح بسبب أنه كان يعاني من أحد أنواع سرطان الدم الذي يقلل فعالية اللقاحات. كما أنه مسن وهذا عامل خطر للإصابة بكوفيد الحاد. ويؤكد خبراء الأمراض المعدية أن وفاة باول لا تعني أن لقاحات فيروس كورونا ليست فعالة، فلقاحات كورنا فعالة جدا، وهي تقلل من خطر دخول المستشفى أو الوفاة.
هل تلقى باول لقاح كورونا؟
الجواب نعم، إذ قالت عائلته إنه تلقى تطعيما كاملا ضد فيروس كورونا، وذلك وفقا لتقرير في شبكة “سي إن بي سي” (CNBC) الأميركية.
ويقصد بمصطلح التطعيم الكامل أن الشخص طور مناعة كاملة، وهذا يعني أن يكون مضى 14 يوما على تلقيه الجرعة الثانية من اللقاح المكون من جرعتين مثل “فايزر-بيونتك” (Pfizer-BioNTech) و”أسترازينيكا-أكسفورد” (AstraZeneca-Oxford) و”مودرنا” (Moderna) و”سينوفارم” (sinopharm)، أو جرعة اللقاح المكون من جرعة واحدة مثل “جونسون آند جونسون” (Johnson & Johnson)، وذلك وفقا للمراكز الأميركية للتحكم بالأمراض والوقاية.
هل كان باول يعاني من أمراض أخرى؟
الجواب نعم، كان باول يعاني من “الورم النقوي المتعدد” (multiple myeloma)، وهو نوع من سرطانات الدم. وكانت بيغي سيفرينو -التي عملت رئيسة موظفي باول لفترة طويلة- صرحت بأنه أيضا كان مصابا بمرض باركنسون، وفق ما أفادت به شبكة سي إن إن (CNN) الأميركية.
لماذا توفي كولن باول رغم التطعيم؟
أصيب باول بما يسمى “عدوى الاختراق” (breakthrough infection)، وتحدث عندما يصاب بكورونا فرد تم تطعيمه بالكامل.
كولن باول كان مسنا، وهذا أحد عوامل الخطر للإصابة بكوفيد-19 الحاد.
تظهر الدراسات أن الورم النقوي المتعدد يمكن أن يجعل تطعيم كورونا أقل فعالية؛ إذ وجدت دراسة نشرت في مجلة “لوكيميا” (Leukemia) أن 45% فقط من المرضى الذين يعانون من الورم النقوي المتعدد النشط طوروا استجابة مناعية “كافية” بعد التطعيم إما بلقاح فايزر-بيونتك أو مودرنا.
وحتى إذا تم تطعيمهم بالكامل ضد كوفيد-19، فإن أولئك الذين يعانون نقص المناعة معرضون لخطر أكبر من الفيروس.
ويقول خبراء الصحة إنه من المهم ملاحظة إنه لا يوجد لقاح فعال بنسبة 100%.
وقال الدكتور بول أوفيت، الذي يقدم المشورة لإدارة الغذاء والدواء الأميركية بشأن لقاحات كوفيد، “الهدف من اللقاح هو التقليل بشكل كبير من احتمال معاناتك أو دخول المستشفى أو الموت، لكنه لا يقضي عليه”.
كوفيد الحاد
وأضاف أوفيت أنه في حالة باول كان عمره أكثر من 80 عاما وكان مصابا بالسرطان مما جعله أكثر عرضة للإصابة بكوفيد الحاد.
ويقول المنظمون الأميركيون إن جرعة ثالثة من اللقاح يمكن أن تساعد هؤلاء الأشخاص على إنتاج استجابة مناعية أفضل. إذ سمحت إدارة الغذاء والدواء الأميركية في أغسطس/آب الماضي بجرعات ثالثة للأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة والذين تلقوا لقاح فايزر أو مودرنا.
وسمح المنظمون أيضا بجرعات فايزر المعززة للأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عاما فما فوق وغيرهم من كبار السن المعرضين للخطر.
وقالت سيفرينو -لشبكة سي إن إن- إن باول تم تطعيمه في وقت مبكر وتلقى الجرعة الثانية في فبراير/شباط الماضي. وكان من المقرر أن يحصل على جرعة معززة الأسبوع الماضي، لكن ذلك صادف مرضه ولم يتمكن من تلقيها.
من جهته، أوضح كبير المسؤولين الطبيين في جمعية اللوكيميا والأورام اللمفاوية الدكتور جوين نيكولز -في تصريح لموقع “يو إس نيوز” (usnews) أنه “في حين تم تطعيم باول بالكامل، فإنه كان يعاني أيضا من الورم النقوي المتعدد، وهو سرطان يثبط الاستجابة المناعية للجسم”. وأضاف أن “الورم النقوي المتعدد غير قابل للشفاء… ومن ثم فإن مرضه وعمره جعلاه أكثر عرضة للإصابة بالعدوى والمضاعفات والوفاة”.
وقال نيكولز “كل من نقل الفيروس إليه ربما لم تظهر عليهم أعراض، لكنهم أصابوه بمرض لم يستطع محاربته على الرغم من التطعيم”. وأوضح أن هذه الوفاة لا تثبت عدم جدوى اللقاحات، ولكنها -بدلا من ذلك- تؤكد أهمية تلقيح الجميع لحماية الفئات الأكثر ضعفا في المجتمع.
ويؤكد خبراء الأمراض المعدية أن وفاة باول لا تعني أن لقاحات فيروس كورونا ليست فعالة.
قال الدكتور أميش أدالجا، الباحث البارز في مركز جونز هوبكنز للأمن الصحي، في بالتيمور بالولايات المتحدة “ربما تحاول الحركة المناهضة للقاحات استخدام هذه الوفاة لتقويض الثقة في اللقاح.. من المهم أن نتذكر أن كولن باول كان يبلغ من العمر 84 عاما، وكان يعاني من بعض المشكلات الطبية الأخرى. ولهذا السبب نوصي باستخدام المعززات في هذه الفئة العمرية.”