كيف تصبح مليارديرًا بعد سن الستين؟

في سن الستين، قبل جوزيبي كريبا تعويضا لإنهاء خدمته، وأسس شركته “تكنوبروب” (Technoprobe) التي تتعامل مع أكبر العملاء مثل آبل وسامسونج، وتصنع أجهزة لاختبار الرقائق الإلكترونية.

وفي تقريره الذي نشرته مجلة “فوربس” (forbes) الأميركية، تحدث الكاتب جياكومو تونيني عن العديد من الأشياء التي ساعدت كريبا على أن يصبح مليونيرا.

ويقول الكاتب إن جوزيبي كريبا قد حصل على مبلغ مالي تعويضا من الشركة الفرنسية الإيطالية لصناعة أشباه الموصلات عام 1995، منهيًا بذلك 35 عامًا من العمل في الشركة، وبدلًا من الاستقرار في حياة التقاعد والرفاهية، انتهز كريبا -الذي كان يبلغ من العمر 60 عامًا آنذاك- الفرصة لبدء شركته الخاصة التي جاءت تنفيذا لفكرة لطالما استحوذت على عقله.

وقد بدأ كريبا شركة “تكنوبروب” (Technoprobe) في بلدة صغيرة خارج ميلانو لصنع بطاقات مسبار، وهي أقراص مصغرة توضع على الرقائق الإلكترونية لاختبارها.

وقال ستيفانو فيليسي الرئيس التنفيذي لشركة “تكنوبروب”، وابن أخي كريبا: “لقد كان مبدعًا للغاية، ونظرًا لأن إصلاح جهاز اختبار الرقائق يتطلب وقتًا طويلا، فقد لجأ إلى ابتكار عملية لصنعها في مطبخه”.

وتابع الكاتب أنه بعد مرور 27 عامًا على تأسيسها، أصبحت “تكنوبروب” من أكبر مصنعي أجهزة اختبار الرقائق في العالم، حيث تتعامل مع العديد من عمالقة التكنولوجيا بما في ذلك “آبل” (Apple) و”كوالكوم”(Qualcomm) و”سامسونغ” (Samsung) و”نيفيديا”(nvidia)، بالإضافة إلى صانعي أشباه الموصلات “إي إم دي” (EMD) و”إنتل”  (Intel) وشركة تايوان لصناعة أشباه الموصلات.

وأضاف الكاتب أن “تكنوبروب” -التي يديرها ابن أخي كريبا في الوقت الحالي- قد استفادت من نموها الأخير للاكتتاب العام الذي حول كريبا البالغ من العمر 87 عامًا، والذي تنحى عن منصب الرئيس التنفيذي عام 2017، إلى واحد من أغنى الأغنياء في إيطاليا، بثروة تبلغ قيمتها 4 مليارات دولار تقريبًا، بفضل حصته البالغة 75% من الشركة.

وبحسب الكاتب، يُعدّ كريبا مثالًا جيدًا على أن العمر ليس حاجزًا، فقد كان واحدًا من ضمن 8 مليارديرات جدد في هذا العام، منهم: مارفي فينجر، وويليام فرانك، اللذان كانا في الثمانين أو أكبر. ولا يوجد أي علامات على تباطؤ عمليات بيع الشركة، حيث تقوم شركات مثل آبل وسامسونغ بتوزيع هواتف وحواسيب محمولة جديدة كل عام، ويستخدم صانعو السيارات أجهزة اختبار الرقائق للمساعدة في تصنيع الشاشات وأجهزة الاستشعار للسيارات الجديدة، وفي هذا السياق تقول سكارناتي: “أنت تضع العديد من الرقائق المختلفة معًا حتى يكون هاتفك الذكي أصغر، وأخفّ وزنا. وبما أنك تُضطر إلى اختبار كل القطع، فأنت بحاجة إلى المزيد من أجهزة الاختبار هذه”.

ويشير الكاتب إلى أن كريبا قد وُلد ونشأ في بلدة صغيرة شمال شرق ميلانو عام 1935 خلال الحرب العالمية الثانية، وإثر التحاقه بمدرسة ثانوية تقنية في بيرغامو وحصوله لاحقًا على وظيفته الأولى في شركة الهندسة “بريدا” (Breda)، قام بأول خطوة له في عالم الرقائق الإلكترونية عام 1960 (في سن 25 عاما)، عندما بدأ العمل في شركة أشباه الموصلات”إس جي إس” (SGS) التي شكلت مشروعًا مشتركًا مع “فيرتشايلد لأشباه الموصلات” (Fairchild Semiconductor) بكاليفورنيا.

وبعد ذهابه إلى وادي السيليكون للتعرف على تكنولوجيا الشركات الرائدة هناك، عاد إلى إيطاليا عام 1963 وساعد في إطلاق خط الإنتاج الأول من وادي السيليكون في أوروبا، وقام بعد ذلك بتصليح أجهزة اختبار الرقائق في مطبخ منزله الريفي.

ولطالما اعتقد كريبا بوجود فرصة واضحة في السوق، نظرًا لأن جميع أجهزة اختبار الرقائق الخاصة بصاحب العمل والتي كانت عبارة عن مواد استهلاكية منخفضة الجودة نسبيًّا ومتأتية من موردين أميركيين، كانت تتطلب إصلاحات بعد الاستخدام.

وفي عام 1995، بعد أن بلغ سنَّ التقاعد، قرر كريبا إنهاء خدمته، وقد مكنته الأموال النقدية التي تلقاها من تأسيس شركة “تكنوبروب” التي نمت بسرعة لتمتد إلى فرنسا عام 2001 وسنغافورة عام 2004.

وبعد 4 عقود من رحلته الخاصة إلى الولايات المتحدة، قام بإرسال ابن أخيه فيليشي إلى كاليفورنيا لافتتاح أول مكتب أميركي لـ”تكنوبروب” في سان خوسيه عام 2007، حيث بدأت الشركة فور إنشائها في تطوير أجهزة اختبار أصغر وأكثر تقدمًا.

ولفت الكاتب إلى أن شركات أشباه الموصلات لطالما كانت العميل الوحيد لـ”تكنوبروب”، لكن الشركة فازت بالمزيد من العملاء من مواقع جديدة في تايوان والفلبين عام 2010.

وفي هذا الصدد، يقول فيليسي: “بدأنا حقًا في اقتحام السوق مع أكبر العملاء في آسيا. وبحلول عام 2017، تمكنا أيضًا من دخول أميركا”.

وقد ساعد هذا الاستحواذ “تكنوبروب” على صنع أجهزة أصغر وأكثر كفاءة، تزامنًا مع الرقائق التي أصبحت أصغر وأكثر تعقيدًا، حيث يقول تشارلز شي محلل أشباه الموصلات في بنك الاستثمار “نيدهام” (needham): “بحسب قانون مور، تصبح هندسة الرقائق أصغر فأصغر، وهو ما تحتاج أجهزة الاختبار أن تواكب تغيراته”.