كورونا.. جدل بشأن فعالية اللقاحات الحالية ضد أوميكرون ومنظمة الصحة العالمية تدعو إلى إجراءات “منطقية” لاحتوائه
يتواصل الجدل بشأن فعالية فعالية اللقاحات الحالية ضد متحور كورونا الجديد “أوميكرون”، بينما دعت منظمة الصحة العالمية دول العالم إلى إجراءات احترازية “منطقية” لاحتوائه.
وعبّر مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس اليوم الثلاثاء عن قلقه من إقدام بعض الدول على اتخاذ إجراءات غير مبنية على أدلة فعالة ضد دول في الجنوب الإفريقي ولا سيما تلك التي أبلغت سريعا عن المتحور أوميكرون.
وفي كلمة له أمام الجمعية العامة للمنظمة المنعقدة في جنيف، قال غيبرييسوس “ندعو جميع الدول الأعضاء لاتّخاذ إجراءات منطقية ومتناسبة لخفض المخاطر. لا تزال لدينا أسئلة أكثر من الأجوبة بشأن تأثير أوميكرون على انتقال العدوى وشدة المرض وفعالية الفحوص والعلاجات واللقاحات”.
وكانت المنظمة قد أوصت الدول الأعضاء فيها باتخاذ مجموعة من الإجراءات الضرورية للاستجابة للمتحور الجديد، محذرة من أن مخاطره تعتبر عالية جدًا بالنظر الى احتمال سرعة انتشاره.
بدورها، قالت مديرة وكالة الأدوية الأوروبية إيمير كوك إن اللقاحات المعدة خصيصا لمتحورة أوميكرون لفيروس كورونا يمكن الموافقة عليها في غضون ثلاثة إلى أربعة أشهر إذا كانت هناك حاجة إليها، موضحة أن اتخاذ قرار حول ضرورة منح جرعات لقاح إضافية يعود إلى هيئات أخرى.
وأضافت كوك أمام لجنة في البرلمان الأوروبي “إذا كانت هناك حاجة لتغيير اللقاحات الحالية، فقد نكون في وضع يسمح لنا بالموافقة على تلك اللقاحات في غضون ثلاثة إلى أربعة أشهر”.
وتأتي تعليقاتها بعد أن نُقل عن رئيس شركة تصنيع الأدوية الأميركية موديرنا قوله إن اللقاحات الحالية قد لا تقي من المتحورة أوميكرون، حيث سبق أن أعلنت موديرنا أنها تعمل على لقاح خاص بأوميكرون، على غرار شركة فايزر الأميركية.
ولفتت إيمير كوك إلى إن وكالة الأدوية الأوروبية لا تعرف حتى الآن ما إذا كانت اللقاحات الحالية لا تزال فعالة ضد أوميكرون، وأن التأكد من ذلك سيستغرق حوالي أسبوعين.
جدل اللقاحات
ويتواصل الجدل من منتجي اللقاحات بشأن فعالية ما ينتجونه على المتحور الجديد، حيث قالت جامعة أوكسفورد إنه لا دليل حتى الآن بشأن عدم فاعلية هذه اللقاحات.
وفي أحدث التصريحات، نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مؤسس مختبر بايونتك قوله إن المطعمين سيحظون بحماية من أي مضاعفات خطيرة إذا أصيبوا بأوميكرون.
وأبدى ستيفان بانسل رئيس مختبرات مودرنا تشاؤما إزاء فعالية اللقاحات، فقال لصحيفة “فايننشال تايمز” إن البيانات بشأن فعالية اللقاحات الحالية ستكون متاحة في غضون الأسبوعين المقبلين، إلا أن العلماء غير متفائلين في هذا الصدد.
أما شركة فايزر فأعلنت جاهزيتها لإنتاج لقاح فعال ضد متحور أوميكرون خلال مئة يوم.
من جانبها، أعلنت روسيا أنها تعمل على تطوير نسخة من “سبوتنيك-في” تستهدف أوميكرون بشكل خاص، إذا لم يكن اللقاح المتوافر حاليا فعالا “وهو أمر غير مرجح”.
وانتشر المتحوّر الجديد، الذي اكتشف في جنوب إفريقيا الأسبوع الماضي، في كل القارات، من كندا إلى إيطاليا مرورا باليابان وألمانيا وإسبانيا والبرتغال والمملكة المتحدة، ما دفع العديد من الدول إلى تعليق الرحلات مع جنوب إفريقيا وفرض تدابير وقائية.
ويبدو أن أوروبا التي أصبحت منذ أسابيع بؤرة الوباء، هي القارة الأكثر تضررا حاليا بأوميكرون.
من جانبه، حذر رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي جيروم باول الاثنين من أن أوميكرون قد يلقي بظلاله على الاقتصاد والتضخم، مشددا على “مخاطر تراجع التوظيف والنشاط الاقتصادي”.
كما أقرت الصين الثلاثاء بأن أوميكرون ستصعّب استضافة الألعاب الأولمبية الشتوية في شباط/فبراير 2022، لكنها أكدت ثقتها في نجاح الحدث.