كمال حامد يكتب: ..من السبت الى السبت..مهلا و اهلا ايها الموت (٦٠)
كمال حامد يكتب: ..من السبت الى السبت..مهلا و اهلا ايها الموت (٦٠)
نعم هو هاشم ود امنة ود صديق ود الملك، ابو د قصي و د لينا و هيثم، هل مات؟ لا ما مات، ترك لنا حروفا انيقة كتبها و لحنها و غناها الكبار محمد وردي و محمد الأمين و سيد خليفة و عثمان مصطفى ومصطفى سيداحمد،
كلهم ماتوا فهل مات ( كلام للحلوة) و هل نسينا (النهاية،) و مات طالب الجامعة أحمد القرشي طه، و لكن لا نزال ننشد (كان القرشي شهيدنا الأول) او هل انتهت (قصة الثورة.)
** الكبار لا يموتون و حتى لو ماتت المروءة، فإنه يكتب (جواب مسجل البلد) و (من الكارو الى تاركو) لنسعد بلقائه (بالشوق و الوطن) في دار ابنه الدكتور قصي في ابو ظبي.(يا كارو بس احميني، من حمى السفر،
ما داير افوت و اخلي الشوارع لحميدتي و الغجر )
** كان اللقاء الأخير و لو كنت أعلم ذلك لتواصلت
لساعات مع من كانوا ثوالثنا و آخرهم ابن دفعة عطبرة الدكتور عبد الحميد محمد احمد،(حمندة) شفاه الله و قلبي معه الان،
** لقاء ابو ظبي كان الاخير (يوم الشمس شالت غروبه) و حمله و حملنا (قطار الهم) و ظل (باب التكل مسدود) و لم يعد الرجل (يدق صدره و يقيف وسط البلد و يهتف (بريدك يا صباح عمري).
** مات من غنى للوطن، و هتف له مع (كهنة نبتة حبيبته)، ذهب (بلا مراثي بلا شراع بلا وداع)
** ودعناه على البعد، قلت لابنه البار دكتور قصي ليتك قلت لي ودعه بدلا من عبارتك الأخيرة (ادعوا ليهو) و
كانت العبارة كافية لافهم و هو الطبيب الحاذق ، و لكني لا أود أن افهم او اتخيلني بدونه في أبوظبي.
** عرفته لأول مرة حين التقاه وزير الإعلام المرحوم عبد الماجد ابو حسبو في حضور المرحوم الفنان محمد الأمين ليشد على يده النحيفة و هو مرتديا القميص الأبيض و
الشورت الكاكي و يبلغه إعجاب الزعيم الخالد اسماعيل الازهري (بملحمة الثورة) التي قدمها في الذكرى الرابعة ١٩٦٨م لثورة أكتوبر و زاد الإعجاب بعد ان علم الزعيم بأن المؤلف طالب ثالثة ثانوي و سلمه هدية الدولة و كانت (مائة جنيه).
** كانت أكبر مرتب في الستينات، حين نتظاهر امام البرلمان في وجه النواب الذين (يقبضون المية و ينسونا) .
** شاهدته على المسرح، الذي احببته، في مسرحيتيه (نبتة حبيبتي و احلام الزمان،) و حبي للمسرح الذي درسته كنشاط إضافي في بخت الرضا كمعلم و منه تم ترشيحي للدراسة بالمعهد، و فيه وجدت نفسي وجها لوجه مع استاذ مادة (حرفية الأداء) هاشم صديق، وبدأت العلاقة المباشرة.
** كنت طالبه و اقتراب عمرينا من الثلاثين و كانت إحدى طالباتي في مدرسة بنات العمال الثانوية العامة بعطبرة ايمان عبد الغفور توفيق معي في نفس الفصل، و علق الاستاذ بان هذا حال المعهد طلاب أكبر من البعض بل أكبر من علميهم و طلاب يدرسون اساتذتهم و خفف على بأننا دفعة الشهادة السودانية ١٩٦٩م،
** و كنا نستغل َمعظم المحاضرات في السؤال عن عبارات لا تصدر الا من اهل وادي عبقر و لا أذكر (شيطان الشعر) (جمال الفال و هجعة زول بعد ترحال) و (لما شفتك و انتي قادلة زي ملايكة علينا نازلة) و (ليل
القصائد تشهد و أجراس المعابد تنهد جننتيني توهتيني ) و نساله من هي (البريده ستي و ريده سيدي)و لا يجيب طبعا، و لكنه يبتسم ابتسامته الملائكية الوسيمة و نكتفي بها.
** هاشم صديق مسكون بالحب و لا يعرف الكراهية، رغم انه ذكرها مرة حين ظلمه ذوو القربى (وكت تنعيكا للدنيا، قبيحة خناجر الاصحاب) و يكره بلطف (كرهت تفاهة الثوار وكت يبقى النضال قعدة،
كرهت قصائد الحفلات عن الثورة و عن الجبهة ). و لكن الحمد لله فقد انتهى الخلاف و لو بعد حين.
** استمتعنا به في حوش التلفزيون و هو يعيش مع طاقم برنامجه الشهير (دراما ٩٠) الذي وأده احد قصار النظر، و حاولنا اعادته، و مرة ذكر مستشهدا في إحدى
الندوات انه لم يرفض التعامل مع الأجهزة الحكومية لان ذلك مصدر رزقه و تواصله مع الناس، و استشهد بالأخ الاستاذ عادل الباز و شخصي بأننا تسلمنا موافقته لعودة البرنامج، و ما لم يقله تادبا بأن الرفض كان من التلفزيون و من صاحب النظرة الضيقة نفسه.
** نلتقي سنويا في دار الدكتور قصي بمعدل ثلاث مرات أسبوعيا في السنوات الأخيرة و كلانا تحت ضيافة و كفالة النجارين الطبيب قصي هاشم صديق و المستشارة رشا كمال حامد، و احفادنا و نغني له في سرير المرض بمستشفى خليفة (لما نشوفك ليلنا ضوا و بق نور) و يبتسم قبل أن يشتد عليه الألم و تختفي الابتسامة و نغالب الدموع.
** كتب هاشم ود امنة ود صديق ود الملك قصته في اشعاره و مسرحياته َمفتخرا بنضاله و ادائه و بوالده( الخضرجي صاحب بوفيه الوزارة) ، فمن يكتب بقية قصة الحب و الحياة و الألم و المعاناة؟ انهم انتم و نحن و (الفين سلام يا جنا ) و انا لله و انا اليه راجعون،
** تقاسيم** تقاسيم** تقاسيم
** مرت في الأيام الماضية الذكرى السادسة و السبعين لملحمة عطبرة و انتفاضتها في رفض اعلان الاستعمار قيام ما يسمى الجمعية التشريعية، و سقط خمسة شهداء و كانت الشرارة، التي عجلت بالحرية و حرية العمل النقابي و السياسي.
** الشهداء هم، قرشي الطيب، عبد الوهاب مالك، حسن دياب، فؤاد سيداحمد و عبد العزيز إدريس، سقطوا رميا بالرصاص فيما اصيب العشرات، و لابد من ذكر بعض أبطال الملحمة من السياسيين و النقابيين، ابرزهم السادة الطيب حسن ، ابراهيم المحلاوي، عبد القادر سالم، قاسم امين، عبد الله بشير، عبد القادر عثمان ابراهيم، حسن
خليفة العطبراوي و الاستاذ الصحفي محمد خير البدوي الذي وثق الملحمة في كتابه (قطار العمر) رحمهم الله.
** تحية لصديقنا و دفعتنا في التدريس و بخت الرضا (الدفعة ٤٢ التي ضمت معنا كثيرين ابرزهم الفنان مصطفى سيد أحمد و المذيع الفاتح الصباغ رحمهما الله و
إداري المريخ عصام الحاج ) هو السلطان محمد يوسف كبر رئيس شورى المؤتمر الوطني الذي نزع فتيل أزمة و معركة في غير معترك بدعوة البعض لمجلس الشورى لاختيار رئيس للمؤتمر الوطني في وقت تخوض فيه البلاد معركة وجود،
** بلغ حتى الأمس عدد شهداء الهلالية ٥٥٦ شهيدا معظمهم بالتسمم، و لا تزال ممارسات ماليشيا الجنجويد تواصل الجرائم مستفيدة من سكوت المجتمع الدولي و استمرار تدفق السلاح و المرتزقة و للأسف مساندة و تبرير الجرائم من بعض أبناء الوطن.
** نشط جهاز المغتربين و تحرك امينه العام الدكتور عبالرحمن زين العابدين و مساعده الدكتور حسن بابكر، و التقيا في جدة و الرياض للتفاكر في صيغة جديدة
لاختيار و عمل الجاليات للمرحلة القادمة الخاصة بإعادة التعمير ان شاء الله.
** مجلس الأمن في جلسته الأخيرة اجبر مندوب بريطانيا رئيس الدورة لسحب مشروعه بالتدخل الدولي في السودان، و تناقلت الأنباء كلمة مندوبة روسيا التي طالبت بعدم المساس (بصديقنا السودان) .
** بجلسة مجلس الأمن واصلت قناة (الجزيرة مباشر ٢) سقوطها و دخلت في ونسة مملة فيما كانت الصورة المباشرة أحاديث مندوبي الصين و الجزائر و فرنسا، و اضطروا بعد أن جاءتهم التعليمات لبث كلمة مندوب السودان بعد مرور عدة دقائق،
** اشدت بفضائية الشمالية المتطورة، و أحزن لأداء فضائية كسلا، و التي عرضت كلمة البرهان من قمة الصين في خبرها عن قمة الرياض الأخيرة، و لا نزال في انتظار عودة فضائية نهر النيل.
** وصلتني رسالة تعزيني في الصديق الشاعر هاشم صديق، من الناشطة في مجالات الثقافة و المجتمع المهندسة الشاعرة لمياء عبد الله العبيد و اختتمت الرسالة بابيات جميلة قد اعرضها على فنان ملحن،لأنها تشبه شعر الاستاذ هاشم اخترت منها،
** معزوفة لكل الغلابة.
زي سحابة تمطر تمسح الهم و الكآبة،
تعزف الحان الاماني الدايبة في عمق السرابة،
تفرح الدنيا و تزغرد تمسح أحزان التعابة،
** أعلنت منظمة الأغذية ان حصاد الذرة هذا الموسم في السودان ثمانية مليار طن، و يفوق حاجة السودان خمسة مليار طن ، و على ذلك لا نجد سببا واحدا للرد على من يتمنون و يعلنون عن وجود مجاعة.
** منتخبنا الوطني أصابه الغرور بعد النتائج الأخيرة و الإشادات، و اقترب من التأهل في انتظار نقطة واحدة امام منتخب النيجر ابو نقطة واحدة و كانت النتيجة فوز ابو نقطة على ابو سبع نفاط و كمان بالاربعة مع الرافة و تحرج موقفنا.
** نحن في عصر الاحتراف فلماذا يشتم بعض ناس الهلال نجمهم ابوعاقلة عبد الله، من حقه يضع شروطه، و من حق الإدارة الحوار معه، فقد يكون الرجل سمع باحتراف خارجي و هو مؤهل لذلك.
** نجم المريخ و مدربه تحت الطلب، ابراهومة جارنا الزمان في الكلاكلة، ابلغنا بأنه تلقى عرضين للتدريب في تنزانيا و بانتيو و فضل الاخير، و فجأة سمعنا بأنه يقود المريخ هذه الأيام.
** و ليس بعيدا عن المريخ فقد مرت قبل يومين الذكرى الخامسة لرحيل رمزه الكبير استاذ الاجيال احمد محمد الحسن، و اين تخليده المستحق بل اين كتابه المكتمل كما تصفحته و عشت بين سطوره؟
** بلغني امس خبر رحيل صديقي و جاري و رفيق الصبا و الشباب، كابتننا في الحي و فريق المنتصر و فيما بعد التضامن، الكابتن الخلوق بابكر السقد ابودومة، اسال الله
له الجنة كفارة لمعاناته الأخيرة و خالص العزاء لاسرته و ال السقد في عطبرة و مورة و العزاء للجيران و أسرة نادي التضامن و انا لله و انا اليه راجعون.
** قد نلتقي السبت القادم ان كان في العمر بقية.