كشفت دراسة حديثة استراتيجيات جديدة من شأنها منع ومعالجة كل شيء من الطفيليات إلى الحساسية لدى البشر واللقاحات.
تناولت الدراسة، التي نشرت في مجلة “Cell Reports”، كيفية تحفيز خلايا الفئران المصابة للاستجابات المناعية.
افترض الباحثون أن خلايا الأمعاء المتضررة من الديدان الطفيلية تستدعي الجهاز المناعي عن طريق إطلاق الأدينوسين ثلاثي الفوسفات (Adenosine triphosphate, ATP)، والذي يتم استقلابه في نوكليوتيد الأدينوزين. الأدينوزين، بدوره، يرتبط بمستقبلات محددة على سطح الخلايا الظهارية المعوية (intestinal epithelial cells) لتحفيز الاستجابة المناعية.
اختبر أعضاء فريق البحث، الذي يضم علماء من كلية الطب “روتجرز” في ولاية نيو جيرسي وجامعة هارفارد الأميركية وجامعة ولاية تكساس الأميركية في مدينة هيوستن وجامعة فيرارا في إيطاليا، نظريتهم عن طريق حقن الديدان في الفئران المصممة هندسيًا لتفتقر إلى مستقبلات الأدينوزين على خلاياها الظهارية. على عكس الفئران العادية، التي تشكل استجابة مناعية قوية لهذه الطفيليات، أظهرت الفئران المصممة خصيصًا استجابة مناعية منخفضة بشكل ملحوظ.
تصيب الديدان الطفيلية نحو 1.5 مليار شخص حول العالم، وفقًا للدراسة. لا يتوفر لقاح لها. لكن هذا الاكتشاف، حول كيفية دفاع الجسم عن نفسه بشكل طبيعي ضد الديدان الطفيلية، يفتح طريقًا للتطور.
وقال كبير المؤلفين ويليام غوس، مدير معهد “روتجرز” للأمراض المعدية والالتهابية في كلية “روتجرز” للطب في ولاية نيو جيرسي “إذا جمعت بروتينًا فريدًا من نوعه للديدان الطفيلية مع ناهض يمكن أن يحفز مستقبلات الأدينوزين، فقد تكون قادرًا على صنع لقاح من شأنه أن يجعل جهاز المناعة أكثر حساسية”.
والناهض هو مركب كيميائي يرتبط بالمستقبلات فينشطها لإنتاج استجابة بيولوجية، وفقا لما جاء في موسوعة “ويكيبيديا” الإلكترونية.
وأكد غوس “على الجانب الآخر، تشير هذه النتيجة إلى أنه قد يكون من الممكن علاج الحساسية، وهي في الأساس استجابات مناعية غير مرغوب فيها، بأدوية تمنع مستقبلات الأدينوزين وتقلل من الاستجابة المناعية والالتهابات الضارة المرتبطة بها”.
ما يسمى بإشارات الخطر الصادرة عن الخلايا المصابة هي إحدى الطريقتين الرئيسيتين اللتين يتعلم بهما الجهاز المناعي من المهاجمين. هذه الإشارات غير مفهومة بشكل أقل من المحفزات الأخرى للجهاز المناعي، وهي جزيئات تطلقها مسببات الأمراض التي تتعرف عليها مستقبلات معينة على الخلايا المناعية.
وأضاف غوس أن إطلاق الأدينوسين ثلاثي الفوسفات (Adenosine triphosphate, ATP) قد يكون إشارة خطر شائعة ومهمة للخلايا المصابة. تحتوي كل خلية في الجسم على الأدينوسين ثلاثي الفوسفات الذي يمكن أن يطلق عند الإصابة.
يخطط الباحثون، الآن، لدراسة متابعة من شأنها استكشاف ما إذا كانت خلايا الرئة تستخدم نفس الإشارة لتنبيه الجهاز المناعي إلى الغزاة.
دنيا الاتحاد