كريم بنزيما.. “ميسي” الذي كان يحتاج إلى الحب
كريم بنزيما.. “ميسي” الذي كان يحتاج إلى الحب
بيوت ذات طُرز معمارية مختلفة غير متناسقة، بُني أغلبها في ستينيات القرن الماضي بتكلفة منخفضة على حساب برنامج الإسكان الاجتماعي، ومرافق متهالكة، وإحساس عام بالنبذ، ومئات الآلاف من المهاجرين الذين فرَّوا من الجزائر عقب انتهاء حرب الاستقلال في 1962، بعضهم كانوا ممن أُطلق عليهم “أصحاب الأقدام السوداء” (Les pieds noirs) الذين ساندوا الحكم الفرنسي للجزائر وعارضوا الاستقلال الوطني، وبعضهم كانت فرنسا ملاذا له من العنف وأهوال الحرب، ومع الوقت، أصبح هذا المكان نقطة جذب للمهاجرين العرب في جميع أنحاء فرنسا.
هذه هي ضاحية برون، التي تقع بعد 10 كيلومترات شرق ليون، ثاني مدن فرنسا حجما بعد العاصمة، والمكان الذي بدأت فيه حكاية “كوكو” الصغير، كما كان يُطلق عليه أصحابه وإخوته الثمانية. (1)
لا تضحكوا
يحكي غييم باياغيه، الصحفي الإسباني الأشهر في مجال كرة القدم، أن حب كريم لكرة القدم بدأ في سن مبكرة للغاية، وكذلك انضمامه لأكاديمية ليون التي التحق بها وهو لم يتم عامه العاشر بعد. كريم كان يلعب لفريق ضاحيته المحلي برون تيرايون وسجل هدفين في مواجهة فريق ليون تحت 10 سنوات، فأُعجب به مدربو الأكاديمية وقرَّروا ضمّه. (1)
من اللحظة الأولى، كان هناك تناقض واضح بين حياة كريم في الملعب وحياته خارجه؛ على العشب، كان كل شيء سهلا، وكان التدرج بين فِرَق الأكاديمية متوقَّعا ومحتوما، وكان كريم أبرز مواهب فريقه وأكثرها لمعانا وجذبا للعين. أما خارجه، فلم تكن الحياة بهذه السهولة لأكثر من سبب؛ كريم لم يكن مهاجرا عربيا مسلما وحسب، بل كان من مواليد مارسيليا كذلك، المدينة التي تجمعها عداوة تاريخية مع ليون على مستوى كرة القدم. (2)
هذه الضواحي التي تنشأ حول المدن الكبيرة تُعرف شعبيا باسم “بونليو” (banlieue)، ومع الوقت، وزيادة الهجرات إلى فرنسا، اكتسبت اللفظة معنى آخر معبرا عن نمط معين من العيش، محروم من المزايا التي يتمتع بها أهل المدن الكبيرة، ويقع خارج أولويات الحكومة في التطوير، لسبب واضح هو أنها لا ترى داعيا لتطويره. كل هذا يخلق ما يُعرِّفه الاقتصاديون بأفخاخ الفقر (Poverty Traps)؛ مجتمعات منغلقة معزولة اجتماعيا وثقافيا واقتصاديا، لا تُنتج شيئا بقدر ما تُنتج الفقر والجريمة. (3) (4)
في أجواء كهذه، كان خجل كريم وانطوائيته لافتين للانتباه، ببساطة لأنهما ليسا منتجات طبيعية لهذه الظروف، ولا يتوافقان مع الصورة الذهنية الدارجة عن أبناء الـ “بونليو”، وهذه هي الظروف المثالية لتكوين انطباع أول خاطئ عن شخص ما؛ أن يكون سَمْته مخالفا للمتوقَّع من الوهلة الأولى.
ربما لو كان كريم شخصا غاضبا عدوانيا مغرورا عالي الصوت لكانت حياته أسهل بكثير. هذا ما نتوقَّع أن يُفرزه الفقر والنبذ والحرمان العاطفي لطفل تربى بين تسعة أبناء يعمل ذووهم طوال الوقت. هذا الشخص كان ليصبح أسهل على الفهم، وأقرب للانطباعات السطحية السريعة التي نُكوِّنها في أولى اللحظات، والأهم؛ هذا الشخص كان ليخشاه الكثيرون، ولم يكونوا ليجرؤوا على السخرية منه أو إثارة غضبه.
كان هذا أول سوء تفاهم في حياة كريم بنزيما؛ الخلط ما بين هدوئه وخجله وانطوائيته من ناحية، وما بين ضعفه وقلة حيلته من ناحية أخرى. شخص آتٍ من برون بهذه المواصفات هو أضحوكة بالنسبة للكثيرين، وعندما قام بول لو غان بتصعيده للفريق الأول وهو في الثامنة عشرة من عمره، كان هذا هو انطباعهم عنه أيضا.
الفريق الذي كان يضم أسماء مثل ميكائيل إيسيان وسيلفيان ويلتورد وفلوران مالودا وإيريك أبيدال كان دائم السخرية من خجل كريم وتلعثمه أثناء الحوارات الجماعية، هم أيضا وقعوا في الفخ ذاته حتى تمكَّنوا من إثارة غضبه أخيرا، عندها قام الشاب الذي لم يبلغ التاسعة عشرة من عمره بعد وقال: “لا تضحكوا. لقد جئت لآخذ مكانكم”. (1)
سوء تفاهم
26 هو عدد اللاعبين الذين تضمهم قائمة ريال مدريد عادة. تخيَّل أن تكون مديرا فنيا للفريق وأن تُشرف على 26 لاعبا يوميا؛ ستمر أيام، وربما أسابيع، دون أن تتحدَّث للكثيرين منهم على انفراد، أو تُوجِّه لهم أي تعليمات، أو تسألهم عن ظروفهم، وفي جميع الأحوال، ستحتاج إلى الكثير من الوقت لتتعرَّف على أغلبهم.
بعد أن أخذ بنزيما مكانهم في ليون فعلا، وأصبح نجم الفريق الأول، وبعد أربعة ألقاب للدوري و66 هدفا وصناعة 26 غيرها في 148 مباراة، كان فلورنتينو بيريز يقوم برحلته خارج البلاد بهدف ضم لاعب محدد، في سابقة هي الأولى من نوعها، وبعد منافسة قوية من سير أليكس فيرغسون الذي عرض على ليون مبلغا أكبر وعلى اللاعب راتبا أعلى، كان كريم ينتقل إلى ريال مدريد رفقة رونالدو وكاكا وألونسو وألبيول في سوق انتقالات تاريخي. (1)
26 هو عدد اللاعبين الذين تضمهم ريال مدريد عادة، ما بالك إذا كانت القائمة تضم 7 أو 8 نجوم، من ضمنهم اللاعب الأكثر جاذبية ونجومية في العالم آنذاك، والحاصل على الكرة الذهبية، من المؤكَّد أن هذا يجعل موقفك بوصفك شابا خجولا وانطوائيا قادما من برون صعبا للغاية.
أضف إلى ذلك حقيقة أن بيلّيغريني لم يبقَ طويلا، وكان على كريم إقناع المدرب الجديد، جوزيه مورينيو، بإمكانياته في خضم منافسة شرسة من شاب أرجنتيني أتى من مارسيليا اسمه غونزالو هيغوايين. المدرب الذي لا يُقدِّر أي شيء في لاعبيه بقدر الرغبة وروح المبادرة والصوت العالي والعدوانية.
كان هذا ثاني سوء تفاهم في حياة كريم؛ مورينيو وقع في خلط مشابه بدوره، ما بين طبيعة كريم الهادئة، وما بين خموله وقلة رغبته من جهة أخرى، وكعادته، لم يمر وقت طويل حتى بدأ البرتغالي في التصريح بقناعاته في المؤتمرات الصحفية، حتى ولو كانت تعني المخاطرة بعلاقاته بلاعبيه، أو المقارنة بينهم أمام الصحفيين والمراسلين. فإن كنت مثل كريم، وتمر بفترة سيئة، فإن مورينيو لا يعلم إلا طريقة واحدة لتحفيزك؛ الطريقة الأبوية الكلاسيكية في تفضيل أحد الأبناء على الآخر لإثارة غيرته، حتى لو كانت تعني إهانته علنا.
“سنعاني بدون هيغوايين. غيابه مشكلة ضخمة. في رحلات الصيد؛ إن لم تكن تمتلك كلبا ليرافقك فستصطحب قطتك، لسبب وحيد هو أنك لا تستطيع الصيد وحدك. هذا يشبه الموقف مع بنزيما وهيغوايين”.
(جوزيه مورينيو في ديسمبر/كانون الأول 2010 مُشيرا إلى بنزيما عقب إصابة هيغوايين) (5)
كان هذا ثاني سوء تفاهم في حياة كريم، ومرة أخرى، كان الأمر مقترنا بالضحك؛ منذ ثلاث سنوات قال كريم بنزيما إن هذا التصريح كان ما أفقده احترامه لمورينيو، وإنه عندما ذهب ليتحدث معه بعدها، أتاه الانطباع بأن مورينيو يظن الأمر كله مضحكا، وهذا أغضبه بشدة، واستمرت المحادثة لمدة ساعة كاملة، قال فيها كريم ما أراده، ومن ضمنه ضرورة أن يحترمه البرتغالي إذا أراد أن يحظى باحترامه. (6)
“بعدها، لم يكن هناك قطط أو كلاب أو أي شيء من هذا القبيل. أنا شخص خجول، ولكن إن حاولت السخرية مني فسأخبرك بما أعتقده ولن أخاف”.
(كريم بنزيما في حديث لكانال بلوس الفرنسية في 2018) (6)
المرجعية صفر
كانت هذه الواقعة في ديسمبر/كانون الأول 2010، وبطريقة ما تمكَّن بنزيما من إنهاء الموسم مُسجِّلا 15 هدفا في الليغا خلال 1800 دقيقة لعب. هذا يعني هدفا كل 72 دقيقة بالمتوسط، ولكن المتوسط لا يُعبِّر عما حدث، ببساطة لأن 14 هدفا منها جاءت بعد تصريح مورينيو، بالإضافة إلى 6 أهداف في دوري الأبطال، و5 في كأس الملك التي تُوج بها ريال مدريد في نهاية الموسم، التي لم يبدأ كريم مباراتها النهائية، كما مباراتَيْ نصف نهائي دوري الأبطال، رغم تألقه اللافت. جدير بالذكر أن المباريات الثلاثة كانت ضد برشلونة. (1) (7)
غضب كريم مجددا وذهب ليواجه مورينيو في أحد معسكرات الفريق، صعد إلى غرفته وسأله عن السبب لعدم مشاركته رغم أدائه، وفيما يبدو، كان هذا التصحيح الثاني لانطباع مورينيو الأول، إذ أدرك أن خجله وهدوءه ليسا دليلا على كسله أو قلة رغبته، ومن حينها، أصبح كريم عنصرا أساسيا في أغلب المباريات الكبيرة.
في مايو/أيار 2019، صرَّح مورينيو بأن هدفه من كل ذلك كان “تحويل لاعب موهوب إلى سفاح”، وأن “الأمر لم يكن خلافا قط”، بل إنه “استمتع كثيرا بالعمل مع كريم وتدريبه”. (8) ولكن وفقا لسِد لو، مراسل الغارديان في مدريد، كانت الحقيقة بعيدة عن ذلك؛ كريم كان لا يزال يعاني بعد عام كامل في مدريد ولم يكن قد تمكَّن من الاستقرار ذهنيا ونفسيا، وكان هذا يحبطه بشدة. كريم، الذي كان في الثانية والعشرين من عمره، كان يفتقد أهله وأصدقاءه والحياة في فرنسا، وكان يكره الطعام الإسباني الذي كان “دهنيا أكثر من اللازم” من وجهة نظره. (9)
ما عزَّز هذا الإحساس بالغربة كان فشله في التأقلم تكتيكيا وفنيا؛ ريال مدريد كان قد تعاقد مع الكثير من اللاعبين في آخر نافذتين، وكان كلٌّ منهم يسعى لإثبات جدارته باحتلال أكبر مساحة ممكنة من خطط المدرب، وتسجيل أكبر كمٍّ ممكن من الأهداف، والسيطرة على كل لعبة وكل هجمة، وهو ما حرمه من قدر كبير من الحرية التي كان ينعم بها في ليون، الحرية التي لا يُفضِّل مورينيو منحها لأيٍّ من لاعبيه حتى لو كان رونالدو نفسه، وبالتبعية، أصبحت الخانة الوحيدة المتبقية هي خانة المهاجم البديل لهيغوايين، الدور الذي لم يُفضِّله كريم أبدا، وشعر بأنه يحد من قدراته.
بدأ كريم يشعر بالندم على رفض عرض فيرغسون الذي كان يرى فيه كانتونا الجديد، وأصبح يقف في أحضان المدافعين كالقطط فعلا، بلا مخالب، وبلا رغبة، وبلا حرية، وينتظر منه الجميع أن يلعب في مركز غير الذي اعتاده، وبأسلوب غير الذي تألق فيه. أصبح كريم فجأة بلا نقطة ارتكاز واحدة، بلا مرجعية.
الأهم، الذي أضاف إلى هذه الحالة المزرية، أن كريم كان جزءا من لعبة سياسية أكبر من إدراكه طبقا للو؛ من ناحية، كانت صحافة العاصمة تَعُدُّه التجسيد الأمثل لفشل الغالاكتيكوس الثالث لصاحبه فلورنتينو بيريز، فصفقة رونالدو كانت منسوبة لرامون كالديرون الذي أنجزها قبل وصول بيريز، وكاكا كان قد فشل في ترك بصمته بدوره، وتصاعدت الانتقادات لكريم تحديدا إلى حدٍّ غير مسبوق بعد هزيمة الكلاسيكو المدوية أمام برسا بيب، لدرجة أن الماركا وصفته في أغلفتها بـ “الميت”.
من ناحية أخرى، كان مورينيو يسعى للتعاقد مع مهاجم جديد من اختياره بدلا من الأرجنتيني المُصاب، وكانت تلك المسألة محل نزاع بينه وبين الإدارة، أولا لأن كلًّا من بيريز ومدير الفريق خورخي فالدانو كانا يراهنان على موهبة كريم، وثانيا لأن ريال مدريد كان قد أنفق ما يزيد على 300 مليون يورو في آخر نافذتين صيفيتين، ومن هنا قرَّر مورينيو خوض حربه مع فالدانو في الإعلام، وكلما اقتربت نافذة يناير/كانون الثاني كانت حِدَّة تصريحاته ضد كريم تتعالى. (9) (10)
“نحن لا نستطيع بدء التدريب في العاشرة صباحا لأن كريم يكون نائما في هذا الوقت”، و”كريم يمكنه تعلُّم الكثير إن جلس على الدكة”، و”أنا ألعب بكريم لأن ليس لدي خيار آخر”. كانت هذه عينة من تصريحات مورينيو وقتها، لدرجة أن زملاء كريم بدأوا يحذون حذو مدربهم في واقعة نادرة على المستوى الاحترافي، بمَن فيهم كاكا الذي كان يمر بأسوأ لحظات مسيرته، الذي صرَّح بأن “الجميع يشعر بأن كريم يحتاج إلى فعل المزيد”، ليتبعه مورينيو مؤكِّدا أن “كاكا قد صرَّح بما يعتقده الجميع”. (9)
باختصار؛ كان كريم في حرب مع الجميع، ولكنها حرب لم يخترها ولم يسعَ إليها، وكل ما كان يحتاج إليه هو القليل من التفهُّم والاحتواء والوقت. في الواقع، لفظة “حرب” غير دقيقة إطلاقا، فعندما ينتقدك الجميع، بمَن فيهم زملاؤك في الفريق، بلا رد واضح منك فهي مجزرة وليست حربا.
هجين بنزيما
لم يكن الأمر عادلا إطلاقا، ببساطة لأن بنزيما لم يكن الوحيد الذي يعاني، ولأن الأمر لم يكن مُتعلِّقا بأسلوب لعبه وحسب، بل بشخصيته كذلك، التي لم تناسب نجما أو “غالاكتيكو” أو حتى لاعبا ممن يُفضِّلهم مورينيو، والأهم؛ الأمر لم يكن عادلا لأن أجندة مورينيو لم تتغير حتى عندما حاول كريم التحسُّن، بل في الواقع، كان يستخدمه درعا ضد الانتقادات كلما طالته.
في منتصف نافذة يناير/كانون الثاني بالضبط كان ريال مدريد سيواجه ألميريا، وحينها قرَّر مورينيو إجلاس بنزيما على الدكة والبدء برونالدو مهاجما، وبعد مرور قرابة الساعة دون أهداف، قرَّر إشراك كريم بديلا لكاكا، ورغم تسجيل ألميريا للهدف الأول عقب التغيير بخمس دقائق فقط، تمكَّن كريم من صناعة هدف التعادل لغرانيرو بعد تمويه ذكي، ورغم ذلك، خرج مورينيو عقب المباراة ليُبرِّر التعادل أمام الفريق الذي أنهى الموسم أخيرا في الدوري بـ30 نقطة و20 هزيمة بأنه “لم يكن يملك مهاجما”. (9)
استفز التصريح فالدانو لدرجة أنه رد قائلا: “بلى، المهاجم كان يجلس بجانبك على الدكة أغلب الوقت”. في المباراة التالية أمام مايوركا، حصل كريم على أول 90 دقيقة كاملة منذ شهرين ليُسجِّل هدف الفوز الوحيد، وبعدها بيومين أتمَّ مورينيو التعاقد مع أديبايور، ثم خسر من أوساسونا بهدف وحيد في مباراة لعبها كريم كاملة ولم يُسجِّل، فقرَّر إجلاسه على الدكة مجددا لمباراتين متتاليتين.
لا نعلم إن كان التعاقد مع أديبايور هو نقطة التحوُّل في موسم كريم أم لا، ربما كان الموقف برمته تكرارا لما حدث في غرفة ملابس الفريق الأول لليون؛ الضحك والسخرية والظن بأنه سيتلقَّى كل هذه الإهانات دون رد، ولكن المهم أن كريم استجاب بشكل استثنائي، بالضبط مثلما فعل في ليون.
13 هدفا في الـ13 مباراة المتبقية في الليغا، مع صناعة هدف وحيد فقط، وهو عكس ما كان يفعله كريم قبل تصريح مورينيو بالضبط، إذ كان عدد تمريراته الحاسمة يفوق أهدافه. مورينيو كان يريد سفاحا وكريم كان قد تحوَّل إلى سفاح فعلا، وعند لحظة كانت حصيلة أهدافه في 2011 تساوي حصيلة رونالدو، ولا يتفوق عليها في أوروبا إلا ليونيل ميسي فقط.
اللافت في هذه الواقعة كان قدرة كريم على تغيير أدواره جذريا في هذا الموسم، من صانع للأهداف لا يعبأ كثيرا باستغلال كل فرصة للتسجيل إلى سفاح لا يرحم أمام المرمى، ولكن طبقا للو، فإن هذا التحوُّل لم يكن بفضل مورينيو، ولا لأن كريم أصبح أكثر رغبة فجأة، بل في الواقع، حدث هذا التحوُّل على الرغم من انتقادات البرتغالي المهينة، وبلا تغير ملحوظ في شخصية كريم أو طريقة تعامله مع اللعبة وزملائه. (9)
هذا التحوُّل حدث لأنه حظي بالاستقرار ببساطة، ووجد نقطة مرجعيته بعد أن شارك أساسيا باستمرار لأول مرة مع مورينيو ولأول مرة منذ وصوله إلى مدريد عموما. هذا التحوُّل حدث لأنه حظي بقدر ضئيل من الثقة والحب، ولأن لعبة مورينيو السياسية مع الإدارة كانت قد انتهت بفوزه، ولم يعد هناك مبرر لجلد كريم مع كل هزيمة أو تعادل باعتباره السبب الوحيد في التعثُّر. (9)
كريم كان إحدى البوادر الأولى لجيل جديد هجين من المهاجمين يحمل أدوارا مركبة، لا يكتفي بانتظار العرضيات والفرص داخل المنطقة، بل يشارك في عملية بناء اللعب وصناعة الفرص، يتحرَّك باستمرار ويطلب الكرة ويُكوِّن مثلثات التمرير رفقة زملائه، ويُخرج مدافعي الخصم عن تركيزهم وتمركزهم، والأهم أنه كان يملك المهارات الكافية لإنجاز كل ذلك؛ المزية الشمولية التي لم يُقدِّرها مدربو ريال مدريد إلا عندما قرَّر رونالدو تغيير أدواره، وحتى عندما أدركوها، لم تُدركها جماهير ريال مدريد.
ظل رونالدو
كان الأمر الوحيد الذي اتفق عليه مورينيو وفالدانو هو كون كريم أكثر مناسبة لأدوار رونالدو الجديدة من هيغوايين. البرتغالي والأرجنتيني لم يتفقا لأن أهدافهما كانت واحدة، أي إحراز المزيد من الأهداف مع كل مباراة جديدة، وبعد رحيل الأخير، تمهَّدت الساحة لأهم شراكة في مسيرة بنزيما، والأهم في مسيرة رونالدو أيضا، التي أنتجت أكبر سوء تفاهم بين كريم والعالم.
في سبتمبر/أيلول 2015، طرح اثنان من محللي “Outside of the Boot” السؤال الذي كان يطرحه الجميع بلا إجابة: ما مدى تأثير كريم على أهداف رونالدو؟ هل يستحق الأمر أن يكون هناك لاعب محدد دوره مساعدة رونالدو على التسجيل فقط؟ ماذا لو استبدلنا كريم بمهاجم من عينة أغويرو أو ليفاندوفسكي؟ (11)
الثنائي، الذي كان أحدهما مشجعا مخلصا لريال مدريد، عادا إلى الخصوم الذين واجههم رونالدو وكريم في السنوات الست التي مرَّت منذ انضما إلى الميرينغي معا، وقارنوا بين أداء البرتغالي رفقة كريم وبدونه، ليكتشفوا أن هناك علاقة طردية بين جودة الفرص التي تُتاح لرونالدو وبين وجود كريم في الملعب، وأن دقة تسديدات البرتغالي ومواقعها تتأثر بشدة بغياب الفرنسي رغم ثبات عددها، إذ تزداد تسديدات رونالدو خارج المرمى بنسبة 18%، وتقل تسديداته على المرمى بالنسبة ذاتها، وتقل أهدافه من لعب مفتوح بدرجة كبيرة في غياب بنزيما.
من أجل ذلك، كان أنشيلوتّي يؤكِّد في كل مناسبة أن ثلاثية البي بي سي التي فازت بدوري أبطال 2014 وكأس الملك والسوبر الأوروبي وكأس العالم للأندية لم تكن لتنجح دون كريم، ليس فقط لأنه كان أحد أعضائها، بل لأنه كان العضو الوحيد الذي يجعل الباقين أفضل. (1)
“بدون كريم، لم يكن شيء ليعمل بشكل صحيح. أنا محظوظ لأنه لاعب في هذا الفريق”.
(كارلو أنشيلوتّي)
بالطبع، شاب تلك الفترة لعبة سياسية أخرى كانت أكبر من إدراك كريم أيضا، وكان بطلها هذه المرة هو الجانب العنصري من فرنسا، وقضية مضحكة ما زالت جارية حتى اللحظة، تتهم كريم بالتخطيط عدة أشهر لابتزاز فالبوينا بمقطع جنسي، أملا في الحصول على ما يزيد على 100 ألف يورو بقليل، أي أقل من راتبه الأسبوعي آنذاك. (12) (13) (14)
بعد موسم خرافي على مستوى معدلات التسجيل والصناعة في 2015-2016، انتكس كريم مجددا للفترة الأطول في مسيرته كلها؛ موسمين كاملين من اللا شيء، وهذه المرة لم يكن الفريق يعاني، على الأقل في 2016-2017 التي توهَّج فيها الجميع بمَن فيهم البدلاء محليا وقاريا، وطفت الانتقادات القديمة على السطح مجددا.
كانت تلك هي الفترة الأصعب في حياة كريم داخل الملعب وخارجه، لأن السبب في إحساسه بالغربة كان وطنه نفسه، ولم تُفلح إشادات بيريز وزيدان المستمرة، والمستفزة أحيانا، في إخراجه من هذه الحالة، خاصة أنها لم تفعل شيئا سوى إغضاب المشجعين، وتذكير كريم نفسه بعلاقته السامة معهم، وانعدام ثقتهم في قدراته، إذ كان أغلبها استجابة لموجات حادة من الانتقادات الجماهيرية والإعلامية.
اسأل الأرقام
إحصائيا، كان لرحيل رونالدو أثر إيجابي واضح على كريم. لا تُسئ فهمنا من فضلك، والأهم؛ لا تُسئ فهم كريم نفسه، لأنه عبَّر أكثر من مرة عن سعادته بشراكة رونالدو، رغم أنها الشراكة التي جلبت له أكبر كمٍّ ممكن من المتاعب عبر مسيرته، إذ انقسم العالم إلى معسكرين؛ أحدهما يرى أن لاعبا بموهبة كريم كان بإمكانه تأدية أدوار أكبر وأهم وأفضل في أي نادٍ كبير آخر، وثانيهما لم يكن يرى كريم لاعبا موهوبا من الأصل، بل يعتقد أن استبداله بمهاجم مثل سواريز كان لينعكس إيجابيا على رونالدو. (15)
إحصائيا، كان لرحيل رونالدو أثر إيجابي واضح على كريم، ولكن هذا هو نصف الحقيقة فقط لا غير، لأن لا أحد يجرؤ على التصريح بالنصف الآخر، وهو أن رونالدو تأثَّر سلبيا، وبوضوح أيضا، بعد فض الشراكة والرحيل ليوفنتوس.
إذا سألنا الأرقام، كما يحب رونالدو أن يُصرِّح دائما، فسنكتشف أن هناك عدة طبقات للأمر؛ أولاها هي الإحصائية البدائية التي تقول إنه في المواسم الثلاثة التي قضاها رونالدو وحيدا في تورينو، كانت مساهماته التهديفية (تسجيل وصناعة) تفوق كريم بعشرة أهداف فقط، وعلى مستوى المعدل، كان كريم يشارك في هدف كل 103 دقيقة مقابل 93 دقيقة لرونالدو. (16) (17)
الطبقة الثانية تأتي بمزيد من التدقيق في هذه الأرقام، إذ يخبرنا موقع “Understat” المتخصص في تحليلات الأهداف المتوقَّعة (Xg) أن الأمر ليس بهذه البساطة، ويمنحنا فكرة عن السياق الذي سُجِّلت فيه هذه الأهداف وقيمتها وصعوبتها.
أول ما يلفت الانتباه هو الفارق الضخم في حجم التسديدات بين الثنائي، إذ يُنهي رونالدو عددا أكبر من هجمات فريقه بتسديدات ومحاولات صعبة التسجيل، رغم أن عدد أهدافه من خارج المنطقة كان أقل مقارنة بكريم (4 مقابل 5).
ثاني ما يلفت نظرك هو أن الثنائي سجَّل العدد نفسه تقريبا من الفرص منخفضة الجودة (الدوائر متناهية الصغر – احتمالية تسجيل 20% أو أقل) بينما أُتيح لرونالدو عدد أكبر من الفرص متوسطة وعالية الجودة مقارنة بكريم، وهو ما يتضح في مقياس الأهداف المتوقَّعة (xg)، إذ سجَّل كريم أكثر من 5 أهداف فوق المتوقَّع خلال المواسم الثلاثة، مقارنة برونالدو الذي سجَّل أقل من المتوقَّع في اثنين من مواسمه الثلاثة في تورينو، لتكون حصيلته أقل مما ينبغي منطقيا بهدفين تقريبا. (18) (19)
بالطبع أحد أسباب هذا الفارق السلبي هو نزعة رونالدو الفردية المبالغ فيها، واستئثاره بكمٍّ كبير من هجمات فريقه يسمح له بتحقيق أعلى معدل تسديد لأي لاعب في العالم، وبفارق ضخم عن تاليه، إذ يبلغ متوسط عدد تسديدات البرتغالي في المباراة الواحدة في تلك الفترة نحو 6 تسديدات، مقابل ما يتراوح بين 3-4 تسديدات للفرنسي. هذا كله يساهم في زيادة عدد الفرص المتاحة لرونالدو على المستوى الإحصائي، بينما في الواقع هي لم تكن لتُعَدّ فرصا لولا أن رونالدو سدَّدها. (18) (19)
النقطة الأهم في هذا السياق، التي تمنح كل ما سبق بُعدا مغايرا تماما، هي أن رونالدو مُنح أفضلية غير مسبوقة في هذه الفترة على كريم، إذ أُتيحت له ثلاثة أضعاف ركلات الجزاء التي أُتيحت لكريم، 27 مقابل 9، تمكَّن رونالدو من تسجيل 23 منها بينما نجح كريم في ركلاته بنسبة 100%.
في الواقع، لو أزلنا ركلات الجزاء من المعادلة، لتساوى إجمالي ما سجَّله الثنائي مع تفوُّق كريم في عدد الأهداف المصنوعة، وهو ما يمنحه أفضلية بسيطة إحصائيا في معدل المشاركة التهديفية.
المستوى التالي من التحليل الإحصائي ينقلنا إلى سياق بناء اللعب وصناعة الفرص والمساهمة في الاستحواذ، ويظهر فيه مرة أخرى تفوُّق كريم في كل ما هو جماعي تقريبا، بما في ذلك الفرص التي يصنعها كمًّا وكيفا، بينما يتفوَّق رونالدو في كل ما هو فردي من مراوغات وحمل الكرة. (20) (21)
قليل من الحب
في مجتمعاتنا الإنسانية عموما، وفي عالم ذكوري قاسٍ نسبيا مثل كرة القدم خصوصا، تُعَدُّ الحاجة إلى حب الجماهير دليلا على الضعف والهشاشة الذهنية والنفسية، وللمفارقة، كان رونالدو، شريك بطل هذه الحكاية، أحد هؤلاء الذين غذّوا هذه الأسطورة، رفقة نماذج مثل زلاتان إبراهيموفيتش، ومورينيو، وآخرين.
لكن دكتور ميل شوارتز، الطبيب النفسي الشهير وخريج جامعة كولومبيا الأميركية، يعتقد، مثل العديد من الأطباء النفسيين، أن العكس هو الصحيح. الشجاعة هي أن نعترف بحاجتنا إلى حب مَن حولنا، وأن نتحمَّل تبعات ذلك من إحباطات وخيبات أمل، وأن التظاهر بالقوة طوال الوقت ليس أكثر من تظاهر ببساطة، وهذا هو الضعف الحقيقي. (22) (23)
الحقيقة أن الصورة النمطية عن النجم الخارق الذي يقهر الصعاب منفردا ولا يحتاج إلى أحد هي صورة ساذجة للغاية، والأهم أنها غير حقيقية إطلاقا. منذ أيام، كتب دانييل تيلور محرر “ذا أثلتيك” تقريرا طويلا حاور فيه عددا ممن درَّبوا رونالدو عبر مسيرته في كل محطة من محطاته؛ لشبونة ومانشستر يونايتد وريال مدريد، وكان الدرس الأول الذي اتفق عليه الجميع هو أن رونالدو، مثله مثل أي إنسان طبيعي، يحتاج إلى الحب، ويحتاج إلى التقدير، بل إلى درجة عالية جدا منهما. (24)
“الدرس الأول هو أن تُدلِّلـه، أن تُجاري غروره وتُغرقه بالمديح. رونالدو يحتاج إلى الشعور بالحب، ويحتاج إلى الشعور بأهميته، ولذلك عليك أن تعامله كملك”.
(دانييل تيلور، محرر “ذا أثلتيك”) (24)
يستنتج تيلور من حديثه مع أيتور كارانكا، مساعد مورينيو السابق في ريال مدريد، أن السبب خلف فشل كلٍّ من بينيتيز ومورينيو في احتواء رونالدو عاطفيا كان بخلهم بالمديح، ووضع الفريق أولا قبل كل شيء بما في ذلك رونالدو، وهو أمر، طبقا لكارانكا، لم يعجب البرتغالي كثيرا.
أحد المدربين السابقين لرونالدو الذي رفض الإفصاح عن اسمه قال إن تلك كانت خطيئة بينيتيز الكبرى؛ أي محاولة تطويع رونالدو لخدمة النظام وأسلوب اللعب، بدلا من وضعه أولوية قبل أي شيء. الأهم أن بينيتيز لم يُرضِ غرور رونالدو، وعندما سُئل في مؤتمر صحفي إن كان البرتغالي هو الأفضل في العالم أم لا، كان أفضل ما استطاع قوله هو إنه “واحد من الأفضل”.
“كلنا نحب أن يُقال لنا إننا الأفضل فيما نفعله، وعندما نكون الأفضل فعلا، فإننا نحب ذلك أكثر. عندما لم يكن رونالدو يسمعها مني أو من مورينيو، كان يحاول إثبات أفضليته في التدريب التالي أو المباراة التالية، ثم كان يأتي إلينا ليقول: أرأيتم أنني الأفضل؟”.
(أيتور كارانكا، مساعد مورينيو في ريال مدريد) (24)
شيء مُشابه يمكن قوله عن ميسّي، الرجل الذي تأثَّر أداؤه الدولي لسنوات طويلة للسبب ذاته؛ أنه لم يشعر بالحب الكافي من أهل بلاده، وأنهم ضغطوا عليه وأهانوه وحمَّلوه ما لا طاقة له به. هذا هو ما قاله الكثيرون من المراقبين والمحللين مثل بن هيوورد وخورخي فالدانو، وهذا الإحساس بالغربة هو ما يقتل عزيمتك، ويُشعرك أنك قيد اختبار دائم، وأن ما تفعله لن يكون كافيا أيًّا كان. (25)
هذا الإحساس بالغربة، الذي لم يُطقه أيٌّ من رونالدو أو ميسي رغم قلة تعرُّضهم له، وكان دافعا كافيا لهم للرحيل والاعتزال، كان أيضا حياة كريم بنزيما بأكملها. نعم، مسيرة كريم الاحترافية كانت عبارة عن سوء تفاهم كبير؛ الجميع ظنَّه لا يفعل ما يفعله الآن لأنه لا يستطيع، وأطلقوا حكمهم النهائي بناء على ذلك. لم يُصدِّق أحد تصريحاته المتكرِّرة بأنه يحاول مساعدة الفريق، وأن هناك ما هو أكثر من الأهداف في لعبة معقدة مثل كرة القدم، واعتبروها حججا بائسة يُدافع بها عن نفسه. (26) (27) (28) https://981d505f071136fa488d1d39f457dfef.safeframe.googlesyndication.com/safeframe/1-0-38/html/container.html
المؤسف في هذه القصة أن التحوُّل الذي أنجزه كريم عقب رحيل شريكه الأبرز كان مشابها للتحوُّل الذي أنجزه في موسم مورينيو الأول؛ لم يكن لأي مدرب الفضل فيه، ولم يحدث لأن كريم قرَّر تغيير شخصيته وأسلوب لعبه، ولا لأنه اكتشف في نفسه مهارات مدفونة فجأة، بل حدث لأنه فعل ما يفعله دائما؛ تأقلم مع المعطيات الجديدة ليساعد فريقه، وبإيثاره المعتاد، لم يفكر حتى في منازعة راموس على ركلات الجزاء لتزيد حصيلته التهديفية بنهاية كل موسم.
الأهم أن هذا التحوُّل لم يحدث لأن كريم حصل على الحب الذي يستحقه أخيرا، بل في الواقع، كان العكس أقرب للحقيقة، كريم أنجز ما أنجزه في ظل أكبر هجوم تعرَّض له في مسيرته بعد موسمين سيئين، وبعد رحيل رونالدو والفشل في ضم “بديل مناسب” من وجهة نظر قاطني البرنابيو. جمهور ريال مدريد لم يحب كريم فجأة، بل أُجبر على مشاهدته يحتل قلب هجوم فريقه، وهو يتمنى لو لم يكن الأمر هكذا.
رغم ذلك، نجح كريم في تغيير الآراء واستمالة هؤلاء الذين رفضوه طيلة مسيرته. صحيح أنه ليس ميسي ولا رونالدو، ولن يكون مثلهما أبدا، على الأقل إحصائيا، ولكن لو كان هناك إحصائية تقيس النسبة بين درجة العطاء والإيثار من ناحية، ودرجة الحب والتدليل من ناحية أخرى، لتفوَّق كريم على الثنائي، ببساطة لأن ما منحه لريال مدريد وفرنسا ورونالدو كان أكثر بكثير مما حصل عليه في المقابل، وما يجعل كريم عظيما فعلا هو أنه لم يعبأ بذلك.
________________________________________________________________________
المصادر:
- كريم بنزيما: كيف خرج المهاجم الفرنسي من عباءة رونالدو وبيل؟ – BBC
- مباراة مارسيليا وليون تفور ولكن الدوري الفرنسي بحاجة إلى ديربي الأولمبيين – The Guardian
- فرنسا الأخرى – The New Yorker
- تعد منطقة محرمة: رحلة إلى الـ93.. أكثر ضواحي فرنسا إجراما – The Guardian
- كريم بنزيما: “فقدت احترامي لمورينيو بعد وصفه لي بالقط” – ESPN
- كيف فقد كريم بنزيما احترامه لمورينيو؟ – BeSoccer
- سجل مشاركات كريم بنزيما في كل البطولات موسم 2010-2011 – Transfermarkt
- مورينيو: “مع بنزيما.. أدرت تحويل لاعب موهوب إلى سفاح” – AS
- جوزيه مورينيو يطلق قطة الحرب: كريم بنزيما – The Guardian
- تاريخ انتقالات ريال مدريد – Transfermarkt
- تحليل إحصائي: ما مدى أهمية كريم بنزيما لأهداف رونالدو؟ – Outside of the boot
- كريم بنزيما يعود للأزرق – Sports Illustrated
- بنزيما وزيدان وفرنسا.. عنصرية بمئة ألف يورو فقط – الجزيرة
- كريم بنزيما.. حينما يتحول تفريغ المساحات لتفريغ غضب الجماهير – الجزيرة
- بنزيما يتذكر نجاحاته مع رونالدو عقب لقاء الثنائي في مباراة منتخبي بلادهما خلال منافسات يورو 2020 – AS
- إحصائيات رونالدو التهديفية – Transfermarkt
- إحصائيات بنزيما التهديفية – Transfermarkt
- إحصائيات الأهداف والأهداف المتوقعة لرونالدو – Understat
- إحصائيات الأهداف والأهداف المتوقعة لبنزيما – Understat
- إحصائيات رونالدو التفصيلية – FBREF
- إحصائيات بنزيما التفصيلية – FBREF
- لماذا يعد التظاهر بالقوة ضعفا؟ – Psychology Today
- دكتور ميل شوارتز – Psychology Today
- الموهبة، والغرور، وأخلاقيات الاحتراف.. كيف يبدو تدريب رونالدو؟ – The Athletic
- خورخي فالدانو: “الأرجنتينيون لا يعاملون ميسي بإنصاف” – Essentially Sports
- بنزيما: “رونالدو كان يسجل 50 هدفا كل موسم وكان علينا أن نتأقلم” – Goal
- مورينيو يمزح قائلا إن رونالدو كان واقعا في غرام بنزيما في ريال مدريد لأنه كان يترك له المجد كله ويساعده على تسجيل الأهداف – Daily Mail
- كريم بنزيما يقول إنه يستطيع لعب “كرته الحقيقية” في غياب كريستيانو – Bleacher Report
المصدر : الجزيرة