(قمة الجزائر ) .. مبادرة السودان لتأمين الغذاء تتصدر الأجندة
تقرير: العهد اونلاين
(قمة الجزائر ) .. مبادرة السودان لتأمين الغذاء تتصدر الأجندة
تتصدر مبادرة السودان لتأمين الغذاء العربي أجندة الزعماء العرب في اجتماع القمة العربية بالجزائر في نسختها الحادية والثلاثون والتى ستبحث أيضاً القضايا والتحديات التي تواجه الدول العربية وتعزيز العمل العربي المشترك.
ويتوقع ان تتبنى قمة الجزائر مبادرة السودان لتامين الغذاء العربي المدرجة ضمن أجندة القمة والتى ظلت تراوح مكانها منذ أن تمت اجازتها في القمة العربية التى انعقدت بالكويت في العام 2013م.
وأكد خبراء اقتصاديون، أن الظروف مهيأة أمام القادة العرب لإحالة مبادرة السودان لتأمين الغذاء العربي الي واقع لسد الفجوة الغذائية التي تكلف الدول العربية مليارات الدولارات سنوياً، خاصة بعد تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية وانقطاع سلاسل إمداد الغذاء.
مبادرة السودان لتأمين الغذاء
ويري دكتور ابراهيم آدم المحلل السياسي والاستاذ بالجامعات السودانية، أن انعقاد القمة العربية في الجزائر يأتي في ظروف صعبة تعاني فيها (7) دول عربية من بين (22) دولة من أزمات داخلية حقيقية بينها اليمن وسوريا والعراق ولبنان وليبيا والسودان وتونس الي جانب مصر التى تشهد تدهورا في الأوضاع الاقتصادية وتراجعا في قيمة الجنيه المصري.
وأكد دكتور ابراهيم ، أن السودان عمد إلى إعادة طرح مبادرته لتأمين الغذاء العربي في قمة الجزائر الآن بعد أن سبق وطرحها قبل عشر سنوات أمام القادة العرب في قمة الكويت العام 2013م.
وقلل دكتور ابراهيم آدم من فرص استجابة القادة العرب لمبادرة السودان لتأمين الغذاء العربي بسبب فقدان الإرادة علي اتخاذ القرار، وتحكم أمريكا في القرار العربي.
مشاركة السودان في القمة
واضاف: عموما مشاركة السودان في القمة العربية بوفد برئاسة الفريق أول عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة فرصة للسودان لإطلاع القادة العرب علي الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد مباشرة بدلاً من سماعها من أطراف أخري، إلي جانب حشد الدعم العربي لتجاوز الوضع الراهن بالبلاد.
استغلال امكانيات السودان
وفي السياق ذاته يري دكتور هيثم محمد فتحي الخبير الاقتصادي، أن السودان يمتلك 200 مليون فدان صالحة للزراعة مع مصادر متنوعة للمياه من أنهار متعددة وأنهار موسمية ومياه جوفية ، وأكثر من 103 مليون رأس من الماشية و45 مليون من الدواجن وثروة سمكية تقدر بحوالي 100 ألف طن للمصائد الداخلية من الانهار و 10 ألف طن للمصائد البحرية.
واضاف هيثم محمد فتحي: السودان في السابق تبني استراتيجية لتشجيع مشروعات الأمن الغذائي بما يمتلكه من موارد طبيعية هائلة من المياه والأراضي والثروة الحيوانية التي تؤهله للإسهام في سد الفجوة الغذائية في العالم العربي، و تلبية حاجة الدول العربية في مجالات إنتاج وتصنيع وتصدير الحبوب واللحوم وزيوت الطعام والسكر والأعلاف الخضراء، مع منح أي ميزات تطلبها هذه المشروعات للاستثمار في قطاعي الزراعة والثروة الحيوانية.
توقف مبادرة تأمين الغذاء
ونوه دكتور هيثم محمد فتحي إلي أنه بعد التغيرات التي حدثت في ابريل ٢٠١٩ بالسودان توقفت هذه المبادرة ولم تتحرك للامام لذا في الان قد يكون الوقت المناسب لها مع ارتفاع قيمة الغذاء عالمياً، كما تاتي في وقت يعاني العالم من مشاكل في الحبوب من خلال تاثيرات الحرب الاوكرانية مما يتسبب في شح الغذاء فالمبادره جزء من الأمن الغذائي العربي.
واضاف هيثم محمد فتحي: لذلك لابد من اشراك بعض الجهات لمتابعة المبادرة السودانية كالأمانة العامة لجامعة الدول العربية
والقطاع الخاص السوداني والعربي وصناديق التمويل العربية والمنظمات والاتحادات العربية المتخصصة واتحادات المصارف العربية والاسواق المالية العربية ، لوضع الخطط وعمل خارطة استثمارية للمشروعات مبادرة الأمن الغذائي العربي وتوفير التمويل اللازم من مختلف المصادر لتمويل البنيات التحتية والأساسية للمشروعات، بجانب الترويج للأستثمار العربي
والأقليمي والأجنبي لانفاذ مشروعات المبادرة عبر الشراكات ومتابعة تنفيذ المشروعات وتوفير الدعم اللوجستي لدعم البنيات التحتية من الطرق والتخزين والترحيل المبرد وشحن المنتجات والتسويق للمنتجات الغذائية ، اضافة لتوفير الدعم الفني والبحوث لتطوير الانتاج الزراعي والصناعي والحيواني وتحديد المعلومات التي تعترض سبل تنفيذ المبادرة ورفعها لجهات الاختصاص .
خفي حنين
لكن الاستاذ محمد نور كركساوي الخبير الاقتصادي وعضو اللجنة الاقتصادية لقوى الحرية والتغيير، قلل من جدوي مشاركة السودان في القمة العربية في ظل ايقاف المساعدات الدولية للسودان.
واضاف كركساوي: السياسة والاقتصاد وجهان لعملة واحدة، وقبلل زيارة البرهان إلى الجزائر سبقتها زيارة وزير المالية إلى الولايات المتحدة الأمريكية (نيويورك) لحضور التقرير السنوي لأداء البنك الدولى وصندوق النقد امام مؤسسيه ، وفى نفس
الوقت محاولة مقابلة مدراء ومسؤلى البنك الدولى لكسر حصار المنح والقروض عن السودان ، لكن وللأسف عاد الوزير ومرافقيه بخفى حنين وخيبة أمل كبيرة بسبب قرار مجلس الأمن بتجميد جميع القروض والمساعدات إلى السودان حتى انهاء انقلاب ٢٥ اكتوبر وعودة المسار الديمقراطى بناءا على رغبة جماهير الشعب السودانى.
ايجاد مخرج من الأزمة
وقال كركساوي، أن الهدف من مشاركة السودان فى القمة العربية بالجزائر هذه المرة بالإضافة إلى مناقشة جدول الأعمال المطروحة على مستوى الوطن العربي ككل، إلا أن البرهان ود. جبريل ومرافقيهم لديهم أمل وعشم كبير فى كسر حاجز التجميد الدولى المفروض علي السودان منذ ٢٥ اكتوبر الماضى ومحاولة إيجاد مخرج للازمة الاقتصادية الطاحنة فى السودان والتى ألقت بتاثيراتها السالبة على الوضع السياسى المازوم اصلا بفعل الانقلاب خاصة وأن بعض دول الجيوسياسية من الداعمين لهم .