
قدم خطابًا قويًا طاف فيه على محاور مهمة..البرهان في مطار الخرطوم.. رسائل حاسمة
تقرير : محمد جمال قندول
أرض مطار الخرطوم استقبلت أمس الثلاثاء رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، حيث شكل الجنرال حضورًا زين منصات التواصل الاجتماعي وكان حديث الرأي العام، واستبق البرهان بزيارته التى استأثرت باهتمام السودانيين والعالم الموعد المعلن لتشغيل مطار الخرطوم ، اعتبارا من اليوم..
تضحيات
وأكد رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان بأن أي اعتداء على الشعب سيرتد على المعتدي.
وقال البرهان من داخل مطار الخرطوم إنّ هذه الأرض كانت محتلة بواسطة الميليشيا الإرهابية في يومٍ ما، ولكن هي اليوم في أيد السودانيين بفضل تضحيات القوات المسلحة والقوات المساندة لها، مشيرًا إلى أنّ أعداء الشعب السوداني لم يقرأوا التاريخ جيدًا ولا يعلمون تصميم وإرادة الشعب السوداني.
وحيا الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان الشعب السوداني، مشيرًا إلى أن هذه عصابة ال دقلو الغاشمة لن تنال منكم شيئًا، والشعب السوداني بجنوده المتواجدين في هذا الموقع قادر على إعادة الكرة آلاف المرات حتى يأمن جميع أهل السودان.
البرهان جدد تأكيداته على المضي قدمًا في القضاء على التمرد وعدم إعطائه فرصة للعودة مرة أخرى للمشهد، مضيفًا بأن دورهم توفير الحماية والأمان لجميع السودانيين وزاد: “قريباً لن يستطيع أحد أن يهدد هذه الأرض”.
ويقول الخبير العسكري العميد إبراهيم الحوري إنّ السيد القائد العام رئيس مجلس السيادة يعمل على اختيار مناطق بعناية لإلقاء خطاباته، مما يضفي عليها ألقًا وجاذبية، حيث اختار أن يُلقي خطابه على الاعتداءات التي تمت للطيران المُسير في العاصمة الإدارية المؤقتة بورتسودان خلال الأشهر الماضية، حيث كانت النيران تشتعل من خلفه في مستودعات الوقود وأطل الرئيس من أمامها مخاطبًا العالم، مما عكس حجم الكارثة الكبير الذي تعرضت له بورتسودان.
وأيضًا في مروي، خاطب في عيد القوات المسلحة ليبرز تاريخ الجندي القديم الذي تشكل منذ القدم، مما يدل على مكتسبات وخبرات الجيش السوداني على مر العقود مما أكسبه قابلية على التصدي للمؤامرات.
ويضيف الحوري بأن ظهوره أمس بمطار الخرطوم امتداد لخطاباته السابقة التي اختار مواقعها بعناية. كما أشارت المصادر أنه يختارها بنفسه.
وبحسب محدّثي، فإن وجود رئيس مجلس السيادة في مطار الخرطوم يحمل دلالات مهمة أبرزها: تأكيد السيطرة والهيمنة، كما يرسل إشارات مهمة بأن الجيش قادر على فرض الأمر الميداني وحماية المطارات والمرافق الحيوية ويرفض أي تسوية من قبل المرتزقة أو الميليشيا، حيث حمل حديث القائد العام بأنه لا مكان لهذه الميليشيا أو من ساندها ولا تفاوض أو دور سياسي لهم، فيما كان حديثه واضحًا في ملف السلام، بحيث إنه لا يرفضه ولكنه يرحب بالسلام الذي يفضي لحكومة وطنية واحدة وجيش واحد لا مكان فيه للمرتزقة، حيث لا بندقية خارج إطار القوات المسلحة.
بعد دراماتيكي
وأعرب رئيس مجلس السيادة عن ترحيبه بكل الجهود للسلام من أجل السلام وعودة الحياة إلى طبيعتها. غير أنه اشترط بأن يكون سلامًا مبنيًا على الأسس الوطنية الراسخة.
البرهان أشار إلى الأضرار البليغة التي ترتبت على الشعب السوداني جراء اعتداءات الميليشيا المتمردة. وتابع بالقول: “هذه الأفعال الإجرامية تؤكد الميليشيا وداعميها أنهم ضد السودان والسودانيين ونقول لهم خسئتم”.
ويعود رئيس تحرير القوات المسلحة السابق الخبير العسكري العميد إبراهيم الحوري للتعليق ويشير إلى أن ظهور الأمس للرئيس حمل رسائل قوية للخارج أهمها أنه لن يقبل بأي تدخلات أو شراكات مع جهات ساندت الميليشيا أو دعمتها.
واختتم الحوري إفادته وقال إنّ المطار له دلالاته بأنه مكان له رمزية تاريخية وواجهة للدولة. والزيارة له عقب الاستهداف تضفي على الخطاب بعدًا دراماتيكيًا ورسالة تؤكد بأن السيطرة الكاملة الآن بالمجال الجوي والبنية التحتية للقوات المسلحة.
ويرى مراقبون بأن زيارة رئيس مجلس السيادة لمطار الخرطوم تحمل أبعادًا سياسية، إذ أنها تؤكد بأن العاصمة أضحت جاهزة لاستقبال المواطنين العائدين وتبرز رسائل بأن الخرطوم مستقرة وتعزز من تواصل السودان مع العالم.
المصدر: صحيفة الكرامة





