
قال أنه لا عداوة.. ولا صداقة.. لكن توجد مصالح دائمة..كامل إدريس.. حديث الصراحة..!!
قدم إضاءاتٍ مهمة عن تفاصيل المشهد التنفيذي…
إجراءات الاختيار وتشكيل الحكومة أخذت وقتًا طويلًا..
الوزراء لديهم فترة محددة لكي يثبتوا جدارتهم بناءً على المعايير والرؤية..
إمكانيات السودان وموارده تحتاج لمن يخرجها من مرحلة كمونها..
لا تفاوض في قضايا كبرى قاتل من أجلها الجيش والقوات المساندة..
تقرير : محمد جمال قندول
أطل رئيس الوزراء في حوار تلفزيوني على الشاشة القومية مساء أمس الأول (الخميس)، حيث قدم إدريس إضاءاتٍ مهمة عن تفاصيل المشهد التنفيذي.
د. كامل تحدث عن أسباب تأخير التشكيل الحكومي وعن خططهم في تبويب العلاقات الخارجية، كما طاف كذلك على شواغل الناس مقدمًا إجاباتٍ عن حرب الكرامة والسلام.
المراجعة الدورية
وفي حواره مع التلفزيون القومي، قال رئيس الوزراء إنّ الوزراء الذين تم تعيينهم وهم خارج السودان بدأوا في عملهم قبل أن يصلوا البلاد و باشروا مهامهم بكل جُرأة وشجاعة.
وأوضح إدريس أن إجراءات الاختيار وتشكيل الحكومة قد أخذت وقتًا طويلًا، وبرر ذلك لجهة أن الاختيارات لم تكن عشوائيةً أو ضربًا من الخيال بل جاءت وفق معايير معينة.
وأضاف إدريس أن أداء الجهاز التنفيذي لحكومة الأمل يخضع للمراجعة الدورية. وتابع: أن الوزراء المعينين لديهم فترة محددة لكي يثبتوا جدارتهم بناءً على المعايير والرؤية الواضحة التي وضعت لكل وزارة خاصة معايير النجاح وضوابطه.
وشدد كامل على أنه لا تفاوض في قضايا كبرى قاتل من أجلها الجيش والقوات المساندة، مُبشرًا بقرب نهاية المعارك، مشيرًا إلى أنهم لن يقبلوا أي سلامٍ مفروض على السودانيين. ولكنه عاد وقال إن السلام الذي ترتضيه الأمة مرحبًا به وهو قادم، واصفًا الحرب بالوجودية التي فرضت على السودان.
وكشف رئيس الوزراء عن عودة الحكومة للعاصمة في مطلع نوفمبر، وأن الأولوية إعادة الخرطوم إلى أفضل مما كان.
مراقبون اعتبروا حديث د. كامل إدريس كان صريحًا وواضحًا وأكد على أن حكومة الأمل أمام منضدتها مهام محددة أولها إصلاح معاش الناس وإعمار الخرطوم وتحقيق السلام.
وأشاروا إلى أن د. كامل وحكومته لا يملكون “عصا موسى” لتغيير الأوضاع بين ليلة وضحاها، والتغيير لا بد له من وقت، وقد بدأت الحكومة بمحاولات وقف تدهور الجنيه، ولكن قبل أن تبدأ الجهات الرسمية عملها، خرج البعض جازمين بفشلها!!
الآمال
رئيس تحرير صحيفة “الانتباهة” بخاري بشير استفاض بتشريح ما حواه حوار رئيس الوزراء من إضاءاتٍ وقال إن الدكتور كامل إدريس تناول في حديثه لتلفزيون السودان عدة موضوعات تشغل الرأي العام، وقدم إجاباتٍ لبعض الأسئلة المطروحة من الرأي العام.
غير أن بخاري ذكر أن رئيس الوزراء تعجل في بعضها، فالإجابات تكون أكثر دقةً بيانًا بالعمل، لا أن تأتي محمولةً على جناح الآمال والأمنيات على حد تعبيره.
وزاد: إدريس قال إن من أولويات حكومته إعادة الخرطوم لأفضل مما كانت عليه، وكان الأوفق أن ينتظر ريثما تنجح الحكومة بكل مؤسساتها في العودة إلى الخرطوم، وتسريع خطوات العودة الطوعية للمواطن، واستعادة الخدمات ذاتها التي كانت متوفرة ما قبل الحرب، فإذا نجحت الحكومة في ذلك يمكن للسيد رئيس الوزراء أن يخرج.
واعتبر رئيس تحرير “الانتباهة” أن الحديث بلغة الأماني في مثل هذه الظروف يقلل من قيمة التصريحات، ويُضعف من شعبية رئيس الوزراء، التي أعتقد أنها بدأت في التآكل بالفعل ويحتاج أن ينقذها.
ويرى محدّثي أن رئيس الوزراء أصاب في حديثه أن السودان يملك أطول نيل وفيه معادن بلا حد، وثروة حيوانية كثيرة، غير أن هذه الإمكانيات والموارد تحتاج إلى من يخرجها من مرحلة كمونها ويفجر طاقاتها ليستفيد السودان، ولن يتم ذلك بالأماني، فلا بد من إرادة وطنية جبارة تعيد ترتيب الأولويات في السودان.
واسترسل: أعتقد أن د. كامل لا تعوزه الرؤية، ولا يفتقر للوطنية.
وأشار بشير إلى أن أهم ما قاله السيد رئيس الوزراء إنه لا توجد صداقات دائمة ولا عداوات دائمة، ولكن توجد مصالح دائمة.. وهذا هو الأساس السليم الذي ينبغي أن تقوم عليه علاقاتنا الخارجية، فقد آن الأوان أن نفجر طاقاتنا ونلتفت لمصالح شعبنا وبلادنا.
ننتظر أن تأتي اتصالات دكتور كامل الخارجية بكل من مؤسسة الأمم المتحدة ودولة كولومبيا أكلها، فالرجل صاحب علاقات ممتدة، وآن الاوان للاستفادة منها في أزمات البلاد الراهنة.
المصدر : صحيفة الكرامة





