في ورشة عن مخاطرها أمس المخدرات.. مهدِّدات الأمن القومي
الخرطوم: صلاح مختار
انتشار المخدرات أصبح قضية رأي عام وأولوية للدولة والمجتمع، ومنذ أن أطلق رئيس المجلس السيادي الفريق عبد الفتاح البرهان، الحرب على المخدرات انتظمت فعاليات كثيرة في المجتمع تعمل وتساعد في الحد من انتشار المخدرات.
حيث دشَّن مركز نبض للخدمات الصحفية حملة إعلامية للتوعية بمخاطر المخدرات تحت عنوان المخدرات وتداعياتها على الأمن القومي.
أم الكوارث
ابتدر مستشار العقاقير والسموم بمركز “حياة” للتأهيل النفسي الفريق أحمد عوض عبد الرحمن الجمل, حديثه بأن كل الأشياء التي تختص بالتنمية ترتبط بالبشر وهم محدودو الإمكانيات ويتعرَّضون لمؤثرات داخلية وخارجية, إضافة إلى وجود الاحتياجات الغريزية، مشيراً إلى الاحتياجات المكتسبة في ذلك. مؤكداً أن موضوع المخدرات لن ينتهي في يوم وليلة، مبيِّناً أن
مكافحتها بدأ منذ وقت مبكِّر وطويل. حققت فيها الشرطة نجاحات كبيرة, مشيراً إلى أهمية التدريب والتأهيل للمكافحة, وقال: إن أي معلومة خطأ تكون أقرب للخيانة، مبيِّناً أن المخدرات لها تأثير على عقول الناس . وأكد أن مخدِّر (الايس) هو أم الكوارث التي حلت بالبلاد, ويقود إلى الدمار للأسر والمجتمع والحي, وله أثر على الدولة والأمة, وسبب رئيس لحدوث الجرائم.
قديم متجدِّد
من جهته أكد مدير إدارة العلاقات الدولية بمكافحة المخدرات بالشرطة السودانية العميد إدريس عبد الله, أن موضوع المخدرات أصبح حديث الساعة لجهة أنه لامس العصب الحي في مسائل تصيب المجتمعات المتقدمة والفقيرة وهي تقود إلى تدميرها، مشيراً إلى التشريعات التي صدرت لمكافحتها. واعتبر موضوع المخدرات قديم متجدِّد وأن المخدر أصبح مهدِّداً كبيراً للعالم
وللأمن القومي، مشيراً للقوانين التي سنت من أجل مكافحتها, وأشار إدريس للآليات المنعية التي وضعت لمكافحة المخدرات, وقال إنها وضعت من أجل الحد منها ومن تلك الآليات مصادرة المال الربحي والعمل بمبدأ الرقابة والتتبع الرقابي ومكافحة الجريمة المنتظمة والعمل بسرية الحسابات المصرفية، لأن الضرورة تقدر بقدرها . وقال: السودان ليس بمعزل عما
يجري في العالم من مخاطر المخدرات، ولكن رغم ذلك المجتمع السوداني محاط بسياج وكوابح ومصدات من خطر الآفة، ولكن بسبب المتغيِّرات الإقليمية والدولية تضرر منه حيث أصبح معبراً للمخدرات وأن القليل منه كان يتعرَّض لخطرها.
دراسة علمية
وقال إدريس: مؤخراً أطلت الأنماط الحديثة برأسها في المجتمع, داعياً إلى ضرورة إجراء دراسات وبحوث في هذا المجال، مشيراً إلى الدراسة العلمية التي أجريت حول أثر المخدرات على المجتمع على (13) جامعة حكومية، حيث خرجت الدراسة بتوصيات ونتائج مهمة تفيد في الحد من انتشار المخدرات لو نفذت. وأشارت إلى بروز أنماط وأنواع جديدة للمخدرات. مؤكداً أن
آفة الايس كرستال ظهرت بعد نتائج تلك الدراسة. وشدَّد على ضرورة تضافر الجهود بشأن مكافحة المخدرات. وقال: إن خطر المخدرات في استهدافه للشباب الذي هو استهداف للأمة وقواها وسيكون له أثر سلبي. ولفت إلى الدور الكبير الذي تقوم به الشرطة في الحد من انتشارها. وقال أفراد الشرطة لديهم واجبات أخلاقية لذلك يتعرَّضون للموت والابتزاز وكثيراً من
المخاطر في عملهم. وقال: من واقع الضبطيات كثير منه يذهب للسوق المحلي، ولذلك لابد من إشراك جميع مؤسسات الدولة, وليس حكراً على الشرطة فقط، مبيِّناً أن الشرطة لا تستطيع وحدها محاربة المخدرات وبالتالي لابد من استقلال المنابر لتوعية المجتمع بمخاطرها، مشيراً للحملات التي تنتظم البلاد للتقليل من الخطر، وشدَّد على ضرورة أن تلعب الأسر دورها الرقابي في عملية المكافحة. وقال: إذا تضارفت كل جهود المجتمع سوف نخرج إلى بر الأمان.
آفة وخطر
ولكن ممثل الإدارة العامة للمباحث والتحقيقات الجنائية العميد إبراهيم بشارة، وصف المخدرات بأنها آفة وخطر داهم يواجه المجتمع. وقال: رغم إنشاء إدارة لمكافحة المخدرات منذ الاستقلال إلا أن الشرطة وحدها لا تستطيع مكافحتها وبالتالي هناك ضرورة لتكاتف قطاعات المجتمع لمكافحتها. وعدَّد أضرار المخدرات الاجتماعية منها انتشار الجريمة بكل أنواعها, وقال: أهم جرائمها السرقات, والنهب. وأضاف الذي يتعاطى المخدرات يمكن أن يسرق حتى من الصيدليات، مشيراً إلى أن بعض
المخدرات تعطى للأغراض الطبية. وقال: المدمن يسرق أي شئ للحصول لتوفير الجرعة, ولذلك يرتكب الجريمة. وقال: في حالة الجريمة الكبرى يمكن أن يقتل نفسه ويمكن أن يعتدي على أي شخص في المنزل كل ذلك في سبيل الحصول على جرعة الايس كرستال. وقال: المخدرات تسبب الاضرابات الأمنية وحالة الفوضى في الدولة. وأكد أن بعض الدول تستغل
المخدرات لتمرير أجندة سياسية معيَّنة من خلال إطلاق المخدرات من أجل خلق الاضطرابات الشعبية. ونوَّه إلى دخول تجارة المخدرات في غسيل الأموال مما يؤدي إلى حالة التضخم في الاقتصاد. وأشار إلى الأضرار الاقتصادية الأخرى حيث أن الشخص المريض لابد من علاجه ويعتبر علاج المدن من أصعب العلاجات ويحتاج إلى أموال صعبة للحصول على العلاج. ولفت للحملات القومية التي يتم الإعداد لها على مستوى المركز والولايات، مبيِّناً أن تجهيز تلك الحملات يحتاج مبالغ طائلة كان
يمكن أن توجه إلى التنمية . وكشف بأن بعض تجار المخدرات يقومون بشراء الدولار من السوق الموازي لذلك الدولار يرتفع. وأكد أن واحد من أسباب ارتفاع الدولار في السوق الموازي تجارة المخدرات. وقال: العامل الاقتصادي والجريمة يسيران في خطوط متوازية وكل ما تحسَّن الاقتصاد نزل معدّل الجريمة . وأشار إلى وجود خارطة لمكافحة المخدرات ونادى بضرورة الرقابة
على الأدوية التي تصرف خارج المخزون ويجب أن لا تصرف خارج الأطر القانونية. وأكد على أهمية العلاقات الدولية والثنائية مع الدول التي تساعد في توفير المعلومات، ولكن شدَّد على أهمية الدور المجتمعي، قال: هو الأساس في عملية المكافحة،
وقال: نحن وحدنا لا نستطيع وإنما هي شراكة بين المجتمع المحلي والشرطة, لأن الأمن مسؤولية الجميع. وقال: واحد من الآليات الرادعة تغليظ العقوبة حتى تكون عظة وعبرة للآخرين, وشدَّد على ضرورة وجود دور للشباب في قيام الدورات التثقيفية. وقال: إذا لم تُجَد أندية ودور للشباب سوف يستوعبهم الشارع وبالتالي يكونوا عرضة للمخدرات. وطالب بتوفير أجهزة حديثة للكشف عن المخدرات .
مسؤولية الحكومة
بدورها حمَّلت ممثلة لجان المقاومة يارا محمد، الحكومة مسؤولية انتشار المخدرات لأنها أهملت الشباب في الوقت السابق وتركتهم دون رعاية وطالبت الحكومة بتشديد الرقابة على الشقق المفروشة التي يتجمع فيها الشباب حتى لا تكون عرضة للاستقطابات من أي جهة.
المصدر: الصيحة