في محاولة أخيرة لتبرئة اسمه.. أليك بالدوين يُقاضي طاقم فيلم “راست”
في محاولة أخيرة من الممثل الأميركي أليك بالدوين لتبرئة اسمه وصفته في ما يخص قضية إطلاق النار التي طالته العام الماضي، أقام النجم دعوى قضائية ضد بعض أفراد طاقم التصوير، متهما إياهم بالتسبب بما حدث جراء إهمالهم.
من موقع تصوير إلى ساحة قتل
تعود القصة إلى أواخر أكتوبر/تشرين الأول الماضي، خلال تصوير فيلم “راست” (Rust) حين تُوفيت مديرة التصوير هاليانا هاتشينز، وأُصيب المخرج جويل سوزا بجراح، إثر إطلاق الرصاص من سلاح ناري استخدمه بالدوين أثناء التصوير، وكان من المُفترض أن يحوي طلقات فارغة.
وهو الحادث الذي قلب حياة النجم تماما، وفتح عليه هو نفسه النار سواء بشكل مباشر أو ضمني، تارة من الجمهور الذي شن عليه هجوما ضاريا عبر منصات التواصل الاجتماعي، وتارة أخرى من بعض الفنانين.
وعلى رأس هؤلاء الفنانين جورج كلوني الذي انتقد عدم تأكد بالدوين من طبيعة الذخيرة قبل التصوير، وكذلك فعل الممثل بول شير والمخرج جيمس غان. أما الهجوم الأكبر فقام به الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب الذي وصف بالدوين بـ”المختل”، وأشار إلى احتمال أن يكون صوّب السلاح عن قصد.
قلق رغم عدم ارتكاب الجريمة
وفي حين شعر بالدوين بالانزعاج من تصريحات زملائه، بخاصة كلوني، إلا أن قلقه الأكبر كان حيال تصريحات ترامب، وهو ما أكده خلال مقابلة حصرية مع “سي.إن.إن” (CNN)، مُشيرا إلى شعوره بالخوف والتوتر حيال سلامته الجسدية واحتمال الاعتداء عليه من قِبل مؤيدي ترامب والمهووسين بآرائه بعد أن أوعز لهم بذلك، حسب قوله.
أما عن موقفه من هجوم الجمهور بالعموم فلم يلق بالا؛ من جهة لأنه طالما كان مؤمنا ببراءته، ومن جهة أخرى نتيجة شعوره بالاطمئنان بسبب ما أكده له المختصون، من حقيقة أنه على الأغلب لن يواجه أي دعاوى جنائية، خاصة أنه ليس ثمة دليل على أن الحادث مُدبر أو مقصود.
ومع ذلك وأمام استمرار الاتهامات اللاذعة والقاسية الموجهة له، سرعان ما حذف هو وزوجته حساباتهما على تويتر في ديسمبر/كانون الأول 2021، كما حذفا حساب مؤسستهما الخيرية “هيلاريا وأليك بالدوين”.
محاولة أخيرة لتبرئة اسمه
وهو ما فعله بالتوازي مع استئجاره محققا خاصا للبحث حول كل ما يتعلق بذلك الحادث، قبل أن يُفاجئ الجمهور قبل أيام بإعلانه إقامة دعوى قضائية بشأن حادث إطلاق النار المميت، مدّعيا إهمال العديد من أفراد طاقم الفيلم.
أول مَن ذُكر بالدعوى كانت هانا جوتيريز ريد المسؤولة عن الأسلحة، متهما إياها بالإهمال وأنها لم تتحقق من الأسلحة والذخيرة.
وهو ما عقّب عليه المحامي الخاص بها -جيسون بولز- موضحا أن “ريد” لم تكن بالأصل موجودة خلال التحضير للمشهد أو التصوير، بل إن بالدوين نفسه رفض التدرّب على السلاح وتعامل بغطرسة واستخدمه من دون وجود الشخص المسؤول عن الأمر، مما يجعل ذلك خطأه هو.
الاتهامات طالت أيضا مديرة الفيلم سارة زاكري، باعتبارها فشلت في اكتشاف أن المسؤولة عن الأسلحة كانت تُشكل خطرا على كل طاقم العمل.
كذلك زعمت الدعوى أن بالدوين عانى من أضرار جسيمة بسبب كل ما جرى، سواء نفسيا أو جسديا إثر الحادث، أو حتى مهنيا إذ مُنعت عنه فرص كثيرة واستُبعد أو فُصل من أعمال أخرى إثر الحادث وتوابعه.
لهذا، فهو لا يريد تبرئة اسمه فحسب، بل يُطالب بتعويض مادي أيضا عن أي أضرار قد تلحق به بسبب شكوى أخرى رُفعت العام الماضي من قبل المشرفة على السيناريو للفيلم “مامي ميتشل” (Mami Mitchell) ضد بالدوين ومنتجي العمل بدعوى الإهمال.
أفادت خلالها ميتشل بأن السيناريو لم يكن يتطلب من البطل إطلاق النار بالأساس، وأن بالدوين هو من اختار لعب الروليت الروسي بسلاح محشو من دون التحقق منه.