
في زيارة استثنائية لتنشيط القطاعات الإنتاجية ودعم الاعمار والتنمية…د. كامل في الرياض.. شراكة استراتيجية ..
كامل سيجري مباحثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان..
إمكانية خلق شراكات اقتصادية مع الرياض في الجوانب الزراعية..
تركيبة الوفد المرافق تعكس بوضوح أولويات المرحلة المقبلة..
تقرير : محمد جمال قندول
في ثاني محطاته الخارجية، وصل رئيس مجلس الوزراء د. كامل إدريس أمس الأول (الاثنين) إلى المملكة العربية السعودية وتحديدًا المدينة المنورة، فيما يصل العاصمة الرياض اليوم لإجراء مباحثات مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
شراكات اقتصادية
وفي مستهل رحلته للسعودية، وصل إدريس للمدينة المنورة، حيث كان في استقباله بمطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي وكيل إمارة منطقة المدينة المنورة عبد المحسن بن نايف بن حميد، ورئيس مكتب المراسم الملكية بالمنطقة إبراهيم بن عبدالله برّي، إلى جانب عدد من المسؤولين.
َويرافق د. كامل في محطته الخارجية الثانية وزير المالية د. جبريل إبراهيم ووزير الثروة الحيوانية أحمد التجاني ووزير الإعلام والثقافة والسياحة خالد الإعيسر.
وتعد هذه الرحلة هي الثانية لكامل بعد اختياره رئيسًا للوزراء والأولى بعد تشكيل حكومته، إذ كان إدريس قد عبر المملكة في رحلة عودته للبلاد لأداء القسم رئيسًا للوزراء في خواتيم مايو الماضي .
وبرزت السعودية من ضمن الدول التي وقفت مع البلاد في محنة الحرب، حيث كانت بادرت عبر منبر جدة المساهمة في الوصول لاختراق لأزمة البلاد، كما استضافت بدورها أعدادًا كبيرة من السودانيين بأراضيها.
ويرى مراقبون أن زيارة رئيس الوزراء لأرض الحرمين تكتسب أهمية كبيرة، وذلك من خلال الدور الكبير لها بالمنطقة، فضلاً عن إمكانية خلق شراكات اقتصادية مع الرياض في الجوانب الزراعية.
استعادة الأمن
وفي تعليقه على زيارة رئيس الوزراء الدكتور كامل إدريس إلى المملكة العربية السعودية، قال الكاتب السياسي والباحث في الإعلام التنموي، د. إبراهيم شقلاوي، إن الزيارة تحمل أبعادًا استراتيجية تتجاوز الإطار التقليدي وتعد مفتاحية، وتأتي في توقيت دقيق يشهد فيه السودان تحولات سياسية واقتصادية وأمنية معقدة، ما يجعل من التنسيق مع دولة بحجم وتأثير المملكة أمرًا بالغ الأهمية.
وأكد شقلاوي أن تركيبة الوفد المرافق لرئيس الوزراء تعكس بوضوح أولويات المرحلة المقبلة، حيث ضم الوفد وزراء من قطاعات حيوية كوزارة المالية، والثروة الحيوانية والسمكية، والثقافة والإعلام والسياحة، موضحًا أن هذه القطاعات في تقديري تم اختيارها بعناية لأنها تمس صميم الملفات التي تسعى الحكومة السودانية لتحريكها عبر شراكات فاعلة، خاصة في ظل الأزمة الاقتصادية الحالية، وضرورة تنشيط القطاعات الإنتاجية وتطوير البنية الإعلامية والثقافية للدولة.
َوعزز محدّثي رؤيته بالإشارة إلى أن السودان لا ينظر إلى المملكة العربية السعودية كدولة شقيقة فحسب، بل كشريك استراتيجي موثوق، لطالما وقف إلى جانب السودان في أحلك الظروف. وهناك ثقة متنامية – شعبية ورسمية – في الدور السعودي المحوري في دعم جهود استعادة الأمن والاستقرار، ومرافقة السودان في مرحلة إعادة الإعمار والتنمية.
ومن ناحية أخرى، أضاف شقلاوي أن اللقاءات المرتقبة بين رئيس الوزراء وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تحمل طابعًا عمليًا، إذ من المتوقع أن تشمل مباحثات مباشرة في ملفات التعاون المالي والاستثماري، وتبادل الخبرات في قطاعات الزراعة والثروة الحيوانية، وكذلك تعزيز التنسيق في المجالات الثقافية والإعلامية، بما يخدم تطلعات السودان نحو الخروج من عزلته وتقديم نفسه مجددًا للمنطقة والعالم كدولة مستقرة ومنفتحة.
وتابع د. إبراهيم أن “المملكة تمتلك من الأدوات ما يؤهلها للعب دور محوري في دعم السودان، سواء عبر الاستثمارات المباشرة أو من خلال تيسير التعاون مع المنظمات والمؤسسات الدولية.
والمطلوب الآن هو ترجمة هذه الزيارة إلى خارطة طريق واضحة، تتضمن مشاريع واقعية لا سيما في مجال الزراعة، حيث للمملكة مشروع سابقةت حول بحيرة سيتيت إذا تم تفعيل الاتفاق سوف يمثل ذلك نقلة نوعية في مستقبل البلدين، بجانب العديد من الأُطر التنفيذية القابلة للقياس والمتابعة، والتي تضمن استدامة التعاون وتحقيق أثر ملموس على أرض الواقع.
واختتم د. إبراهيم حديثه بالقول إن رحلة إدريس للمملكة تُعد “فرصة نادرة” لإعادة بناء جسور الثقة مع الشركاء الإقليميين، وعلى رأسهم المملكة، بما يضمن للسودان الدخول في مرحلة جديدة من التعافي السياسي والاقتصادي، ترتكز على علاقات متوازنة، ومصالح متبادلة، وشراكات طويلة الأمد.
المصدر: صحيفة الكرامة