في بيتي مراهق غير مهذب.. حيل الأم للنجاة وتقويم السلوك
تعد مرحلة المراهقة من أصعب المراحل التي يمر بها الطفل والأم لما فيها من تغيرات جسدية ونفسية ومزاجية حادة. يحاول المراهق، فيها، إثبات وجوده واستقلاله ويدفعه ذلك إلى إساءة الأدب في كثير من الأحيان.
في المقابل، تجد الأم نفسها بحاجة إلى تعلم كيف تفهم طبيعة تلك المرحلة ولماذا يتبنى طفلها سلوكا غير مهذب، وكيف تتعامل معه حتى لا تسوء العلاقة بينهما.
في مرحلة المراهقة، يحاول المراهقون إثبات وجودهم وترسيخ موقعهم وفرض سيطرتهم، وغالبا ما ينتقدهم الوالدان مما يجعلهم مزاجيين ومتحفزين. ومع استمرار هذا الوضع لفترة من الوقت، يستنتج المراهق أنه لا أحد يفهمه حتى والديه، فيبدأ في إظهار سلوك غير مهذب تجاه الوالدين وإساءة الأدب.
وبحسب موقع “إيمباورينغ بيرنتس” (Empoweringparents) فإن السلوك غير المهذب هو إحدى الطرق غير المناسبة التي يحاول الأطفال، خصوصا المراهقين، من خلالها حل مشاكلهم. ويمكن أن يشعر الأطفال بالعجز في مواجهة القواعد والتوقعات، والتحدث مرة أخرى وإظهار عدم الاحترام هو إحدى الطرق التي يحاولون بها استعادة بعض القوة.
وهناك أشكال متعددة لإساءة الأدب أو السلوك غير المهذب الذي يظهره المراهق أمام والديه، وفقا لموقع “مام جانكشن” (Momjunction):
- الجدال الدائم والمستمر.
- استخدام لغة مسيئة.
- تجاهل الطلبات أو رفضها.
- صدم الأبواب أثناء المحادثات.
- رفع الصوت أو الصراخ عند التحدث.
- نظرات الغضب والتحدي.
هل المراهق شخص غير مهذب؟
يعد سوء الأدب جزءا شائعا من تطور المراهق، على الرغم من أنه ليس قاعدة عامة.
وبحسب “رايزينغ تشيلدرين” (Raisingchildren) تحدث إساءة الأدب أو عدم التهذيب لعدة أسباب:
الاستقلال
الطفل يطور ويعبر عن أفكار وقيم مستقلة، وبالرغم من أن تطوير الاستقلال هو جزء أساسي من النمو، سيختلف الوالدان في بعض الأوقات مع أفكاره وآرائه، ولأن الطفل لم ينضج تماما حتى يتعلم كيفية التعامل مع الخلاف والآراء المختلفة بشكل مناسب، سيحصل الصدام وإساءة الأدب.
الخصوصية
يحاول الطفل الموازنة بين حاجته إلى الخصوصية وحاجة والديه للبقاء على اتصال به ومشاركته اهتماماته. وقد يشعر أن والديه متداخلان بشكل كبير في حياته وأنشطته فيتعامل بفظاظة.
الحالة المزاجية
بسبب الطريقة التي تتطور بها أدمغة المراهقين، يمكن أن تتغير الحالة المزاجية للطفل بسرعة أيضا. ولا يستطيع الطفل دائما التعامل مع المشاعر المتغيرة وردود الفعل تجاه الأشياء اليومية أو غير المتوقعة. ويمكن أن يؤدي ذلك، أحيانا، إلى الحساسية المفرطة والغضب وعدم القدرة على التعاطف وفهم وجهة النظر الأخرى.
التوتر والقلق
يشعر المراهق عادة بالضغط والتوتر والقلق من كل ما يحيط به بسبب عدم الثقة في نفسه مع التغيرات الجسدية والنفسية، وربما بسبب ضغط زملائه، ويتسبب ذلك في ضيقه وتعامله بشكل مسيء مع والدته.
إثارة الإعجاب
يتناقل المراهقون التجارب السيئة والتي يعتقدون أنها جذابة أو لافتة للاهتمام. وقد تكون إساءة الأدب أو السلوك غير المهذب إحدى تلك التجارب.
كيف تروضين مراهقا غير مهذب؟
تنصح منصة “فيري ويل فاميلي” (Verywellfamily)، الآباء باتباع بعض الطرق للتعامل مع المراهق الذي يسيء أدبه، منها:
وضع القواعد
من الضروري على الآباء أن تضع قواعد توضح السلوكيات المقبولة وأيها لن يتم التسامح معها، وتؤدي إلى عواقب سلبية.
القدوة
من المهم أن يكون الآباء قدوة لطفلهما. ويؤدي الصراخ والتأديب اللفظي القاسي اللذان قد يستخدمهما الآباء مع الطفل إلى مشاكل في السلوك وأعراض الاكتئاب لدى الأطفال، وخصوصا المراهقين.
الهدوء
الصراخ في وجه المراهق أو الجدال معه لن يؤدي إلا إلى تصعيد الموقف. وبغض النظر عن ما يقوله الطفل من الضروري أن يحافظ الآباء على هدوئهما من خلال أخذ نفَس عميق أو الانسحاب في الوقت الحالي حتى يحل الموقف.
تجاهل محاولات الانخراط في جدال
غالبا يستهدف المراهق من الجدال الطويل تأجيل القيام بشيء مطلوب منه أو الحصول على شيء يريده، أو يحاول التفاوض على القواعد والعقاب. وعلى الآباء إدراك ذلك، والبقاء هادئين مع تكرار التوقع والنتيجة وتجاهل أي محاولة منه لجذبهما في جدال لن ينتهي.
عدم الاستسلام
يعتقد المراهق أنه يستطيع الضغط على والديه وتغيير رأيهما إذا ما تعامل بسلوك غير مهذب. ومن الضروري ألا يستسلم الآباء عندما يتصرف ابنهما المراهق بقلة تهذيب، لأنه لو فعلا ذلك فسوف يعززان السلوك غير المهذب ويتعلم المراهق أنه وسيلة فعالة للحصول على ما يريد.
تحذير واحد
إذا رفض المراهق اتباع التوجيهات أو استمر في التصرف بعدم احترام، فعلى الآباء تقديم تحذير له بسوء العاقبة إذا تكرر ذلك السلوك. ومن المهم عدم تكرار التحذير، وإذا كرر سلوكه فلا بد من عقابه على الفور.
العواقب الفورية
إذا خالف المراهق إحدى القواعد أو لم يغير سلوكه بعد تحذيره، يجب عليه تحمل العواقب التي وضعها الآباء مسبقا. ويمكن للآباء إزالة الامتيازات التي يحصل عليه مثل أخذ هاتفه، أو عدم الخروج مع أصدقائه أو تقليل وقت الشاشة أو يمكنهما تحميله مسؤوليات ومهام إضافية.
حل المشكلات معا
إذا كان الطفل يتعمد إثارة المشاكل في البيت باستمرار، يمكن أن يستخدم الآباء ذلك كطريقة لتعليم مهارات حل المشكلات لديه.
وبعد أن يهدأ الموقف، من الجيد أن يجلس الوالدان أو أحدهما مع الطفل ويناقشا مخاوفهما بشأن عدم الاحترام، ويدعاه يقدم أفكارا وإستراتيجيات حول كيفية معالجة هذا السلوك.
ومن المهم أيضا أن يظهر الوالدان أنهما على استعداد لإجراء تغييرات في طريقتهما أيضا إذا اشتكى الطفل من أمر بعينه. ومن أفضل الأشياء في تلك المرحلة العمرية أن يتحدث المراهق ووالداه عن المشكلات المتكررة وإيجاد الحلول سويا.