في أجواء تراثية وفنية.. “سهيل” يجمع هواة الصقور ومحترفي الصيد في قطر والخليج
في أجواء تراثية وفنية.. “سهيل” يجمع هواة الصقور ومحترفي الصيد في قطر والخليج
رغم أن معرض “كتارا” الدولي للصيد والصقور “سهيل” أصبح ملتقى سنويا مهما لمحترفي الصيد والقنص في دولة قطر ومنطقة الخليج من أجل تبادل التجارب والمعارف والخبرات، فإنه بات أيضا منصة اقتصادية وتسويقية عالمية لكبريات الشركات الدولية المتخصصة لعرض أحدث أنواع الأسلحة وأفضل المستلزمات في عالم القنص والصقور.
وإلى جانب البيع والمزادات وعقد الصفقات، فإن معرض “سهيل”، الأكبر من نوعه في منطقة الشرق الأوسط، يلعب دورا كبير في نشر تراث الصيد والقنص والارتقاء به والمحافظة عليه، باعتباره إرثا ثقافيا تتناقله الأجيال في قطر والجزيرة العربية.
ويستقطب المعرض الأبرز من نوعه في الخليج والعالم العربي، كل عام، الصقارين والهواة والمهتمين في قطر والعالم، فهو وجهة مثالية لعشاق الصيد والصقور، وتعرض فيه كل المستلزمات والمنتجات المتعلقة بالصيد ولوازم الصقور واحتياج الرحلات البرية.
مشاركة كبيرة
يحظى المعرض في نسخته السادسة بمشاركة دولية واسعة، تجاوزت 180 شركة، من 20 دولة، متخصصة في أسلحة الصيد ومستلزمات القنص والصقور والرحلات، بالإضافة إلى الحضور اللافت للشركات المحلية القطرية من خلال إسهامات مميزة تخص عالم الصيد والقنص.
ويقول المتحدث الإعلامي لمعرض “سهيل” خليفة الحميدي إن المعرض رغم صبغته التجارية وما يشهده من بيع وشراء لمستلزمات الصيد والقنص، فإنه يمثل في الوقت نفسه ملتقى ثقافيا وتراثيا مهما لعشاق الصيد والقنص، ومنصة مميزة لتقديم تراث الأجداد الأصيل في مجال الصيد والصقور بطريقة مبتكرة ومتنوعة.
ويلفت الحميدي، في تصريح للجزيرة نت، إلى أن أغلب الزوار من المواطنين القطريين يحرصون على اصطحاب أبنائهم من صغار السن إلى المعرض بهدف غرس ثقافة الأجداد في نفوسهم من خلال تعريفهم بعادات وأساليب صيد الصقور وقنصها، مؤكدا أن المعرض يسهم إلى جانب دوره التجاري في ترسيخ الهوايات والموروثات القديمة لدى النشء من خلال عرض كل ما يتعلق بهذه الهواية المحببة في المنطقة.
محطة سنوية
ويوضح المتحدث باسم معرض “سهيل” أن المعرض أصبح محطة سنوية هدفها تقديم خيارات واسعة للصقارين لاقتناء أحدث الأسلحة والمستلزمات وفق أعلى المعايير، لافتا إلى أن معرض سهيل يمتاز بأنه متجدد وشهد هذا العام قفزة في عدد الشركات المشاركة بلغت 45%، حيث تم تسجيل أكثر من 180 شركة من 20 دولة مختلفة، ومن ثم شهد المعرض حضورا منقطع النظير في النسخة الحالية، نظرا لحرص المهتمين على اقتناء كل جديد تقدمه الشركات المهتمة في عالم الصيد والسلاح.
وفيما يتعلق بمزاد الصقور في النسخة الحالية من معرض سهيل، يشير الحميدي إلى أن مزاد “سهيل” يعدّ “جوهرة المعرض” حيث يقوم بعرض طيور نادرة وذات مواصفات خاصة يعرفها عشاق الصقارة والصيد في قطر ودول الخليج، مشيرا إلى أنه منذ الأربعاء الماضي يقام يوميا مزاد لبيع صقر “حر” من النوع النادر.
ويتنافس عشاق الصقارة في “سهيل 2022” إلكترونيا، للظفر بأفخم الصقور وأندرها، حيث يهتم عشاقها بأصالتها وجمالها ووزنها ولونها.
مزاد سهيل
ويشهد مزاد “سهيل” الإلكتروني إقبالا كبيرا من الصقارين، حيث بدأ الأربعاء المزاد اليومي على أجمل 3 صقور من النوع “الحر” ليباع في نهاية المزاد الصقر رقم 3 “فرخ حر منغولي” بقيمة 171 ألف ريال قطري (نحو 47 ألف دولار)، وكان أعلى سعر في اليوم التالي لصقر من نوع “فرخ حر منغولي” بيع بقيمة 20 ألفا و222 ريالا قطريا (55 ألف دولار أميركي).
وتجري المزايدة على الطيور عبر تطبيق معرض سهيل على الهواتف الذكية بدءا من التسجيل بمبلغ رمزي، حيث يُعرض كل طير برقمه وصورته ويقوم الشخص بالمزايدة، وإذا زايد الآخر على سعره تصله رسالة نصية بالسعر الجديد، حيث من المقرر إعلان نتائج المزاد على الصقور كافة وعددها 56 صقرا حرا في اليوم الختامي للمعرض.
وقد برز خلال معرض كتارا الدولي للصيد والصقور الحضور القوي للصناعات المحلية القطرية المتعلقة بالصيد أو معدات وأجهزة تدريب الصقور، حيث قدمت شركات محلية منتجات جديدة أو تطوير لبعض المعدات والسيارات المخصصة لرحلات البر والتخييم.
ويقول القطري عبد الله محمد، من جناح شركة الدوحة للحلول التكنولوجية، إن أهم ما يميز هذا المعرض أنه يوفر العديد من المنتجات المحلية الصنع ويروّج لها، مشيرا إلى أن أغلب ما يقدمه هو صناعة قطرية 100%، حيث يقدم أجهزة متطورة وطيارات لتدريب الصقور.
ويضيف، في تصريح صحفي، أنه في إطار مواكبة التطور في مجال الصيد بالصقور “أطلقنا مشروعا بطائرات تسمى حفانة، وطورنا فيها أكثر إلى أن أتينا أخيرًا بطائرة جديدة أسميناها الردة، تتحمل الأوزان بصورة أكبر كما تمتلك خاصية الطيران لمدة طويلة”.
صناعة محلية وفنون
من جانبه، يقول عبد الرحيم الكواري، مالك إحدى الشركات المشاركة، إن شركته قامت بابتكار بعض التعديلات على “تيدر” رحلات التخييم من خلال تركيب صناديق منفصلة مصنوعة من الألمنيوم، ويمكن فك كل صندوق بمفرده بكل سهولة وهو ما يساعد الصقارين ومرتادي رحلات السفاري على حمل أغراضهم وتنظيمها بكل يسر، فضلا عن إضافة “تانك” للمياه مصنوع من “ستانلس ستيل” من أجل المحافظة عليه كمصدر آمن للشرب.
كما يضيف الكواري، في تصريح للجزيرة نت، أن شركته المكونة من طواقم قطرية 100%، أدخلت تعديلات على سيارة “نيسان باترول” من خلال قطع جزء من الجسم الخلفي للسيارة وتركيب مجموعة من القطع المنفصلة (صناديق) على جانبي السيارة، ويمكن استخدام كل قطعة بشكل منفصل لإعداد الطعام والمشروبات وحفظ أدوات ومستلزمات الصيد والتخييم.
فعاليات معرض سهيل 2022 لم تتوقف عند الصقور وأدوات الصيد، فقد كان للفنون حظ وافر بالمعرض، حيث سارع العديد من الفنانين إلى التسابق من أجل إظهار مواهبهم في مختلف أروقة المكان المكتظ بمحبي وعشاق الصقارة والقنص.
وفي هذا الصدد، تقول الفنانة التشكيلية القطرية شيخة الكواري إنها تلقت دعوة من “كتارا” للمشاركة بأعمالها الفنية في معرض سهيل للصيد والصقور، لتكون أول فنانة من داخل قطر تشارك بالمعرض، مشيرة إلى أنها أنجزت العديد من اللوحات والأعمال الفنية التي لاقت استحسان جمهور المعرض.
وأكدت الكواري، في تصريح للجزيرة نت، أن مشاركتها في معرض “سهيل” حققت العديد من المكاسب التي تمثلت في دعم الزوار لأعمالها وطلب العديد منهم تنفيذ بعض الرسوم، فضلا عن تعريف الأجانب بالفن والتراث القطري خاصة ما يتعلق بالصيد والأسلحة، مشددة على أهمية الفن وأهميته في توثيق التراث وحفظه وصونه.