الأخبارحوارات

فضيلة مولانا الشيخ / محمد حاج حمد الجعلي شيخ السجادة القادرية بكدباس و حوار عن معاني الحرية مع الحاكمين و المحكومين و المعارضين

فضيلة مولانا الشيخ / محمد حاج حمد الجعلي شيخ السجادة القادرية بكدباس و حوار عن معاني الحرية مع الحاكمين و المحكومين و المعارضين
الحرية نور و نار فمن اراد نورها فليصطلي بنارها


حاوره : عبد الرازق الحارث
الحرية من الشعارات النبيلة و الجميلة التي رددها الثوار و هم بكتبون بدمائهم و ارواحهم و عرقهم فجر الخلاص للسودان حتي انكتب تاريخ جديد للشعب السوداني بعد سقوط نظام البشير
و بعد نجاح الثورة العاتية و الجماهرية الخالدة تدور حوارات ممتدة حول ماهي الحرية و ماذا يعني هذا الشعار الجميل و الكبير في المعاني , فضيلة مولانا الشيخ محمد حاج حمد الجعلي شيخ كدباس التي اشرقت من مواقفها الوطنية شمس الحرية و لم تغيب بالمواقف الوطنية التي سجلها التاريخ للشيخ الجعلي و هو يرفض ذهب المعز و لا يخاف سيف الجلاد و بذالك تعلم الثوار معاني الشجاعة و البطوالات النبيلة و واجهوا السجان حتي انهد حائط السجن
سالت شيخ كدباس حول معاني كلمة الحرية فقال ان الحرية كما وصفها الزعيم الراحل اسماعيل الازهري نور و نار فمن اراد نورها فليصطلي بنارها و ذلك يعني ان الحرية هي نور و النور يهزم الظلام و يهزم أي عتمة يمكن ان تنام علي جروف الوطن فتمنع السواقي ان تدور نص الليل لتسقي الحرث و النسل و الزرع
و علي ذلك فان كلمة الحرية جميلة تعجب كل من يرددها في الحياة الدنيا , و لكن الحرية كما هي نور هي نار و النار دلالة علي الهداية و الرشد و احياء المعاني و قيم اهل السودان في النجدة و المروءة و الشجاعة فاهل السودان في الماضي كانوا يوقدون في الصحاري النار فيهتدي بها في الليالي المظلة ضيف الهجوع الذي ياتي فيطعم من جوع و يأمن من خوف و الناس شركاء في ثلاث الماء و النار و الكلاء كما جاء في الاثر النبوي الشريف
و لا ريب ان الحرية لا تعني ابدا الفوضى او مصادرة حقوق الاخرين باسم الحرية فكل الاديان الدستاير و القوانين نصت علي ان حرية الفرد تنتهي عندما تبدء حرية الجماعة و نحن في السودان في حوجة الي ادارة حوار هادئ و شفاف للتعريف بمعاني كلمة الحرية


الاديان منذ توراة موسي عليه السلام و انجيل عيسي عليه السلام و قران محمد عليه الصلاة و السلام تتحدث حول حرية الانسان وفقا للتشريعات السماوية و الرسالة المحمدية جائت بمعاني الحرية في الزواج باختيار الزوجة الصالحة لتاسيس الاسرة و يناء المجتمع و الطيبيون للطيبات , و لعل المقولة الخالدة للخليفة الراشد عمر بن الخطاب ” متي استعبدتم الناس و قد ولدتهم امهاتهم احرار ” عبرت عن معاني الحرية في اسمى معانيها .
الحرية في الاسلام تعني العبودية الخالصة لله رب العالمين باقامة الصلاة و ايتاء الزكاة و تحريم المويقات كالخمر لانها تذهب بالعقل و تجعل الانسان يترنح كالقرد و تفقده انسانيته و كرامته و الاسلام يحرم الميسر لانها تهدر المال الحلال و تضيع الوقت هباء منثورا و يحرم الزنا لانه يعني اختلاط الانساب و يحرم الربا لانه اكل اموال الناس بالباطل و كل الاديان اتفقت علي ان الحرية لا تعني الفوضى لان الانسان بعد الموت يعود الي ربه فيحاسبه حسابا عسيرا و الحياة الدنيا تنتهي بالموت لتبدء الدار الاخرة التي هي خير و ابقى .
اما الحرية في العمل السياسي تعني انتظام كل القوي السياسية و الاحزاب في منظمات حزبية جماهيرية تعبر عن ارائها بالندوات و المنابر و الصحف و العصف الذهني و القاءات الجماهيرية و الفكرية علي ان تكون المنافسة عبر صناديق الاختراع بالوسائل الديمقراطية السلمية و الشعب السوداني عبر الاقتراع الحر الديمقراطي هو الذي يقرر فالشعب السوداني المعلم هو صاحب القرار و الكلمة العليا فالتنافس الحر الديمقراطب هو سدرة منتهي العملية الديمقراطية و هو الذي يقود سفينة الوطن لتصل الي بر الامان دون عنف او اراقة دماء و وصيتي للشباب السوداني الذي فجر الثورة بربطها بمعاني الدين و قيم اهل السودان و المحافظة علي اداء الصلوات في جماعة و التواصل الاجتماعي في عمل الخير و بالعمل الانساني بتكوين منظمات و جمعيات لدعم مرضي السرطان و الفشل الكلوي و تفقد المرضي في المستشفيات و المساعدة في اعمال البر و التقوي وهذه هي المعاني الاخلاقية للحرية .
و هنالك بعض الدخلاء يحاولون سرقة معاني الثورة و القول ان الحرية شعور طويلة مسدلة او ضفائر مجدولة و هم يذلك يعطلون عقل الانسان السوداني الذي يتضمن الجوهرة في الراس و هو العقل الانساني و لا نريد تقليد الحضارة الغربية في اللبس او الشعور المنكوشة و انما نريد من شبابنا التطور في الطب و الهندسة و الكيمياء و العلوم الاحيائية و كل منجزات الحضارة الغربية التي جعلت اوربا تتفوق في التكنولوجيا فالحكمة كما جاء في الحديث النبوي” الحكمة ضالة المؤمن اينما وجدها فهو احق الناس بها “
فيا ابناء الجيل و ورثة المستقبل تحركوا في معاني الحرية الحقيقية في اصلاح التعليم و تعليم كبار السن في قري السودان البعيدة و اصلاح المستشفيات الحكومية و بحث المسارح في كل ولايات السودان بمبدء اعطني مسرحا اعطك امة و علي شبابنا بحث و احياء التراث السوداني و الذي يحوي ماضي و ارث الاباء و الاسلاف و زراعة الاراضي البور البلقع في كل ولايات السودان و تعمير الزراعة حتي تصبح السنابل مخضرة و الثروة الحيوانية تدخل ضمن ايرادات خزينة الدولة و تفجير الارض قمحا و وعدا و تمني
و صفوة القول ان الحرية ان تعني ان يحمل شباب السودان في حدقات العيون يزرعون غسن اخضر في الجروف لتنبت الاف السنابل تطويرا و دعما للعمل الديمقراطي الحر

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى