فرصة لتجنب الطلاق.. 6 شروط لإجازة زوجية تعيد الودّ بين الطرفين
تستحق العلاقة الزوجية منح طرفيها أكثر من فرصة للاستمرار وعلاج المشكلات اليومية للحفاظ على الزواج من الانهيار. وفي الوقت الذي يظنّ فيه البعض أن الطلاق حلٌّ جذري لمشكلات الزوجين المتراكمة، قد يصبح الخروج من دائرة الخلاف ومراجعة النفس وسيلة جيدة لرأب الصدع بين الزوجين، وهو ما يطلق عليه المتخصصون اسم “الإجازة الزوجية”.
ما الإجازة الزوجية؟
ظهر مصطلح “الإجازة الزوجية” للمرة الأولى عام 1999، في كتاب “الإجازة الزوجية: رحلة تعيدك إلى بيتك” (The Marriage Sabbatical: The Journey That Brings You Home)، للصحافية شيريل جارفيس. وصفت جارفيس في كتابها خططًا مبتكرة اتبعتها 55 امرأة، خضن تجاربهن الفردية في اكتشاف ذواتهن، وشرحت كيف ساعدهن ذلك في إحياء علاقاتهن الزوجية بعد سنوات من الملل.
عرّفت جارفيس الإجازة الزوجية بأنها فترة زمنية محددة ومخطط لها، تترك فيها المرأة عالمها لممارسة هواية قديمة، أو استعادة علاقتها بصديقاتها، أو خوض مغامرة تحلم بها. يمتنع الزوجان خلال تلك الفترة عن اتخاذ قرار يخص علاقتهما، سواء بالاستمرار أو الطلاق، وهي بمثابة الهدنة بين الطرفين بهدف الإصلاح.
توصلت جارفيس إلى استنتاجات عدة؛ مثل أن النساء قد يتمنين العيش بمفردهن لفترة من الوقت، وأن الأحلام القديمة لم تمت بعد، لكن كان الاكتشاف الأوضح أن النساء لا يضعن أحلامهن ضمن أولوياتهن، وهو السبب الذي دفع جارفيس لتوجيه كتابها للنساء.
6 شروط للإجازة الزوجية
اتفقت جارفيس والنساء اللواتي تحدثت إليهن في كتابها على أنه يمكن التخطيط لإجازة زوجية بمعايير تناسب الزوجين واحتياجاتهما ووضعهما، ويمكنهما إلغاء الفكرة في أي وقت، لكن ينبغي أن يتبع الزوجان قواعد محددة لضمان نجاح التجربة.
توقعات واضحة
ينبغي على الزوجين الانفتاح أثناء الاتفاق على قواعد الإجازة، ووضع توقعات واضحة وقابلة للتطبيق، ويقبلها كلاهما؛ فيعد الاتفاق على التوقعات أمرًا أساسيًا، للحفاظ على مشاعر الثقة المتبادلة بين الطرفين، وتجنب الاتهام بالتقصير أو الإخلاف بالوعود.
فإذا توقعت الزوجة التواصل هاتفيًا كل يوم، ولم يتوقعه الزوج، فستتأذى مشاعر الزوجة، وربما تتهم زوجها بالتقصير. كذلك إذا توقع الزوج قضاء الزوجة إجازتها في ممارسة هواية قديمة، لكنها خططت للعودة إلى وظيفتها، فسيتهمها بخداعه وإساءة استخدام الإجازة.
توحيد الأهداف
قد تكون الأسباب الدافعة لأخذ إجازة زوجية مختلفة بين الطرفين، لذلك يتوجب على الزوجين التصريح بنيتهما الحقيقية؛ لأن الإجازة الزوجية فرصة لمن يسعى إلى إصلاح علاقته فقط، وليست فترة استراحة قصيرة قبل الانفصال.
تعتقد سوزان جادو، مؤلفة كتاب “التفكير في الطلاق: دليل تفصيلي لاتخاذ قرار بالبقاء أو الرحيل”، أن اختلاف الأهداف ينبئ بفشل الخطة، كذلك لا ينبغي الشروع في التجربة على أمل أن يغير أحد الأطراف هدفه، أما إذا شك أحدهما في رغبته، فعليه ذكر ذلك مقدمًا.
لا لخيانة العهد
لا ينبغي للزوجين -أحدهما أو كليهما- استخدام الإجازة الزوجية وسيلة لطيفة للانفصال، واعتبارها مرحلة انفصال نفسي قبل مرحلة الانفصال الجسدي تمهيدا للطلاق، خاصة إذا قرر أحدهما التستر على رغبته في الطلاق.
لأن أسوأ طريقة للانفصال هي إظهار رغبة في إصلاح العلاقة، فذلك لن يمنع انهيار ما تبقى من الثقة والاحترام بين الزوجين.
تحكيم طرف ثالث
يمكن للأزواج الترتيب لإجازة زوجية، وكتابة الاتفاقات بمفردهم، لكنّ جادو توصي -في تقرير على موقع “سيكولوجي توداي”- باختيار طرف ثالث محايد، خاصة إذا اختار الزوجان الابتعاد بسبب توتر العلاقة بينهما، أو نوى أحدهما الانفصال تحت وطأة مشاعره الغاضبة.
يمكن أن يكون الطرف الثالث استشاريا زوجيا، أو مختصا نفسيا، أو عالما دينيا، أو محاميا، أو وسيطا يثق به الزوجان، ولا يحبذ أن يكون من الأصدقاء المقربين لأحد الزوجين احتراما للخصوصية الزوجية وتجنبا لأن ينحاز إلى أحد الطرفين.
تبادل الثقة
حذرت المختصة النفسية في العلاقات سيلفا نيفيز -في تقرير نشرته صحيفة “ذا غارديان” (The Guardian) البريطانية- من الثقة الهشة بين الأزواج، إذ يؤكد ذلك على أهمية الاتفاق على حدود واضحة قبل البدء في التجربة؛ فالإجازة الزوجية ليست فرصة لإلقاء مسؤولية الأبناء على عاتق الطرف الآخر وحده، أو حجة لإخفاء محل الإقامة أو التحركات عن الطرف الآخر.
استمرار التواصل
لا ينصح بالإجازة الزوجية لمدة طويلة، فالهدف منها هو أن يشعر كل طرف بقيمة وأهمية الطرف الآخر في حياته، وليس الهدف منها الاعتياد على غياب شريك الحياة والتمهيد للانفصال.
تساعد الإجازة الزوجية في ملاحظة ما يخلّفه الغياب من لوعة وشوق وتأنيب للنفس، لكن ينبغي على الزوجين الاتفاق على التواصل المنتظم بما يرضيهما، ويتفق مع توقعاتهما، من أجل تبادل الأخبار، والاطمئنان على بعضهما بعضًا، وسماع كلمات تحفزهما على التفكير في كيفية إصلاح العلاقة.
أما إذا قرر الزوجان عدم الاتصال ببعضهما طوال فترة الإجازة، فسيزيد ذلك القرار من احتمالية انفصالهما نهائيًا، بعد اعتيادهما على حياة جديدة خالية من المسؤوليات، ولأن “البعيد عن العين بعيد عن القلب”.