غريد الشيخ الكاتبة المعجمية وصاحبة دار النخبة ببيروت تتحدث عن تجاربها :مشروعي التوثيقي يهدف لربط الأجيال بالتراث الأدبي

غريد الشيخ الكاتبة المعجمية وصاحبة دار النخبة ببيروت تتحدث عن تجاربها :مشروعي التوثيقي يهدف لربط الأجيال بالتراث الأدبي
حوار / هيثم الطيب/صحفي/ السودان
تقول مسيرتها :-
هي غريد الشيخ محمد،
كاتبة معجمية
صاحبة ومديرة دار النخبة للتأليف والترجمة والنشر في بيروت،تحمل درجة الماجستير في اللغة العربية وآدابها عن تحقيق المخطوطات من الجامعة اللبنانية ببيروت
أهم الكتب:-
– المعجم في اللغة والحو والصرف والإعراب ستة مجلدات..
– تحقيق مخطوط اعتلال القلوب للخرائطي
– معجم أشعار العشق في كتب التراث العربي
– معجم أعلام النساء في المملكة العربية السعودية..
– معجم أعلام النساء الفلسطينيات،والسلسلة مستمرة
سلسلة أيام معهم (جرير، نزار قباني، الفيتوري، عبد العزيز خوجة، هدى ميقاتي)،وهناك عدد من الكتب في تبسيط اللغة العربية ،كتب أدبية، وقصص للأطفال..
+ وتبدأ الأسئلة:-
– كيف نقرأ مشروعك التّوثيقي للإبداع الإنساني كأهداف ورؤية مستقبلية؟
– لديّ عدّة مشروعات توثيقية، كان أوّلها سلسلة أيام معهم وهي مؤلّفة من خمسة كتب: أيام مع جرير، أيام مع نزار قباني، أيام مع محمد الفيتوري، أيام مع عبد العزيز خوجة، أيام مع هدى ميقاتي. وهذه السلسلة هدفت منها إيصال معلومات عن الشاعر بطريقة قصصية مبسّطة، وتشجيع الأجيال الجديدة على قراءة التراث الأدبي، والحفاظ على الشعر الأصيل.
– لو قلنا لك نريد تعريفًا صغيرًا وجميلًا عن أي مشروع توثيقي لك، لنكتشف الثّراء في التّنوّع إبداعًا وزمانًا ومكانًا
– في التوثيق حفاظ على تراث الأمّة الفكريّ والثقافي، ولولا التوثيق لما وصل إلينا شعر الأقدمين ولا تآليفهم الفكرية والإنسانية.
– كتابك عن الشّاعر الراحل الفيتوري، ماهي حكايته كفكرة، من أين جاءت لك؟
– كتابي عن الفيتوري هو الثالث ضمن (سلسلة أيام معهم)، وبدأت حكاية السلسلة عندما كنت أشرح ديوان جرير لإحدى دور النشر اللبنانية، وبعد شهور وعنما أنهيت الكتاب وأوصلته إلى المطبعة أحسست بفراغ كبير، وتحول هذا القلق من فقدان إنسان عاش معك لأشهر غلى قصة طريفة حوارية بيني وبين جرير تناولت فيها شعره وحياته الخاصة وهجائياته من خلال حوار شائق… ومن هنا قررت أن أكتب عن غيره من الشعراء، وبالطريقة نفسها، وقد أسميت البطلة (رغد).
أما الفيتوري فقد عرفته عن قرب وتكلّمنا عن شعره ومناسباته، وعندما قررت أن أؤلّف عنه كتابًا سألته إن كان يريد كتابًا أكاديميًّا أو ضمن سلسلة أيام معهم ففضّل الثانية. وقد ساعدتني معرفتي به على كشف الكثير من مناسبات شعره وحياته الخاصة وطفولته وجدّته الزنجية زهرة وكيف تشرّب منذ طفولته هذه الثورة التي حوّلها من خلال شعره إلى قضية دافع عنها.
– نشر الكتاب في العالم العربي، ما هي المشكلات الحقيقية وكيف المعالجة لها؟
– لم يعد نشر الكتب سهلًا في أيامنا هذه، فالأوضاع الاقتصادية التي يعاني منها العالم العربي، وعدم اهتمام الدول بطباعة الكتب الجيّدة أدى إلى ظهور طبقة من الكتّاب الذين يستطيعون الطباعة على حسابهم الخاص، وانزواء الكتّاب الحقيقيين الذين لا يملكون كلفة الطباعة.
إضافة إلى صعوبة التوزيع وعدم قدرة الإنسان العربي اليوم على شراء الكتب لأن هناك ما هو أهمّ بالنسبة إليه.
– الحركة النّقدية الأدبية في عالمنا العربي، ماذا عليها؟
– هناك حركة نقدية خجولة في بلادنا اليوم بسبب المحسوبيات وطغيان العلاقات الخاصة على العمل النقدي، إضافة إلى عالم التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي التي صارت تهتم بالصورة أكثر من المضمون.
– نحن في عالمنا العربي نبحث عن بديل أكثر جدارة من الأسطورة ليصنع لنا قوى مركزية في داخلنا ويمارس فعل إيجابي في بناء ذهني ونفسي ثم وجداني فهل الرواية غيمة الحلم هنا..؟
– مما لا شك فيه أن الرواية اليوم أخذت مكانتها بين الفنون الأدبية وحلّت مكان الأسطورة وربّما مكان الشعر، ولكن هل تستطيع الرواية اليوم التأثير على وجدان الجماهير؟ أشكّ بهذا والدليل أننا لم نعد نسمع عن كتّاب مؤثّرين، وإنما نسمع عن أعمال فردية قد تترك بصمة لدى أفراد وليس جماعات.
– هل فشلنا في صناعة الشخصية الثقافية العربية على مدى تأريخنا..؟
– لم نفشل، يوجد لدينا في عالمنا العربي الكثير من المثقفين وأصحاب الرأي الحر والذين مازالوا يحاربون من أجل آرائهم، وليس المطلوب أن يكون الناس كلهم على رأي واحد. أنا من خلال مشروع (أعلام النساء العربيات)، وكان الأول معجم أعلام النساء في المملكة العربة السعودية والثاني معجم أعلام النساء الفلسطينيات واليوم أعمل على معجم أعلام الموريتانيات لاحظت ثقافة عالية لدى هؤلاء النساء ووجدت شخصيات عميقة الثقافة وتشارك في صنع القرار…. ولكني أصرّ أن الإنسان العربي يثقف نفسه ويخوض تجاربه في اكتشاف كل شيء فالأنظمة تنام في العسل.
– كيف نقرأ المرأة من خلال أدب المرأة، وهل أنت من التيارات الرافضة لتصنيف الأدب إلى دائرة (أدب المرأة) ؟
– أنا ضد التصنيفات: أدب نسائي وأدب رجالي، لأن المرأة والرجل يعانيان المعاناة نفسها ويكتبون عن القضايا ذاتها، الفرق هو في أسلوب التعبير. أنا ألّفت معجمًا لغويًّا صدر عام 2010 م مع فريق عمل وهو يضم متن اللغة العربية كلّها وكنت أسمع الكثير من الانتقادات أثناء عملي، من الأصدقاء طبعًا، لماذا دخلت عمل الرجال، وعمل المعاجم صعب، ولكن عندما أبصر المعجم النور علم الجميع أن لا فرق بين المرأة والرجل في القدرات العلمية والعقلية وتستطيع المرأة القيام بكل الأعمال إن كانت تملك الوسائل والإرادة والتصميم .
– الأصوات الجديدة في عالمنا الأدبي في الوطن العربي كيف هي وما هي المحاصرة التي تحيط بهم؟
– الكتابة هي تعبير عن الذات، وتختلف طريقة التعبير من شخص إلى آخر، وهناك أصوات تخرج من هنا وهناك، ولكن للأسف أصوات قليلة هي المؤثرة والتي ستترك بصمة في تاريخ الإنسانية.
– وطننا العربي لم يعرف بعد بشكل كامل الاستقرار الروحي الثقافي، ولازلنا نبحث عن ذلك في مجتمع يخطئ طريق الحريات، فأين نحن بين ذلك..؟
– الحرية تولد مع الإنسان، ولا يمكن فجأة أن تُخرج شخصًا من السجن وتخبره أنه صار حرًّا، بالطبع لن يفهم معنى الحرية، وكذلك مجتمعاتنا، للأسف، لا تعرف معنى الحرية فالبعض يظنّها الانفلات، والبعض يظنها تحطيم الوطن بحجة الوقوف ضد الطبقة الحاكمة التي ظلمته عقودًا… عندما نعرف معنى الحرة الحقيقية نصل إلى الاستقرار النفسي ونستطيع أن نعمّر أوطاننا من جديد ليعيش أبناؤنا فيها بسلام واستقرار.