عوض التوم جولط يكتب :فاجعة الرحيل
عوض التوم جولط يكتب :فاجعة الرحيل
فجعت الأمة السودانية برحيل أحد مبدعيها، الشاعر والدبلوماسي والمفكر محمد المكي ابراهيم أمير القوافي والقامة السامقة في دنيا الأدب والشعر التي لا تقل سمواً
وعلواً عن معاصريها من المبدعين العرب كأمثال السياب والبياتي..
تميز شعره بالجزالة وعمق المعاني ورصانة الإيقاع اللغوي بجانب البعد
الفكري والرسائلي، هو وزملائه شعراء ثورة إكتوبر
المجيدة (1964) وضعوا الإطار الأيديولوجي والعقائدي لتلك الثورة
الباسلة، وبذروا فيها القيم والروح النضالية، فكانت أشعارهم إلهاماً ونبراساً لثوار إكتوبر..
شاعرنا ود المكي ورفقائه الأبرار
هم جيل العطاء المستجيش ضراوة ومصادمة، المستميت على المبادئ مؤمنا المشرئب الى السماء لينتقي صدر السماء لشعبنا هؤلاء العظماء هم:
جيل التضحيات والبطولات، المناضل ود المكي في سبيل
قناعاته ومبادئه قد عانى الكثير،
ولكنه لم ينكسر ولم يلين، بل
صمد أمام الطغيان الفكري
والإستلاب الأيديولوجي ليعيش حراً طليقاً لا تكبله القيود والأغلال..
من روائع قصائده العاطفية
«بعض الرحيق أنا والبرتقالة أنت»
تلك القصيدة المشحونة بالبوح
والإندياح العاطفي، حين تقرأها
تأخذ بلبك وذلك لرمزيتها وعميق معانيها، تصب كأسات الصبابة من سحر جمالها، فلا ترتوي بل تزداد ولهاً وشغفاً ونواحا.
شاعرنا الكبير ودالمكي قمة
في التواضع والزهد الصوفي
والتعامل الراقي الحضاري
المهذب، دوماً يأسرك بلطفه
وشمول ثقافته وقدراته الذهنية المتقدة حيث تلمع عيناه ذكاءا وسحراً.
رحلت ولكن أعمالك الفنية
ومساهماتك الفكرية سوف تظل
أبد الدهر ساطعة كالنجوم في
كبد السماء تتلألأ شعاعاً وضياءاً
ونورا..
التعازي الحارة والمواساة
والسلوى لأهلنا بالأبيض ولكافة
الشعب السوداني بسائر الأمصار
داخل وخارج السودان..
نسأل الله له المغفرة والرحمة
وأن يسكنه فسيح جناته مع
النبيين والصديقين والشهداء
والصالحين وحسن أولئك رفيقا.