مقالات

عوض التوم “جولط” يكتب:  رحيل العلامة  بروفيسور عمر زايد بركه

  عوض التوم “جولط” يكتب:  رحيل العلامة  بروفيسور عمر زايد بركه

 

 

في الليلة الظلماء يفتقد البدر،إنا لله وإنا إليه راجعون

فجعت الأمة السودانية برحيل أحد علمائها الأفذاذ الذي كان له حضوراً بارزاً في المحافل والمنتديات الدولية.

يمثل بروف زايد إمتداداً للعالم القامه بروف داؤود في مجال الطب الباطني، حيث تشهد لهم بحوثهم الرصينة وإسهاماتهم المقدرة في إعداد أجيال وأجيال من طلبة الباطنية.

بروف عمر زايد كان مثالاً نادراً لذلك العالم الإنساني تواضعاً وزهداً وفناءاً في عطائه الثر لزملائه وتلاميذه ومرضاه.

منذ يفاعته ودلائل النبوغ والتميز واضحة في مسيرته التعليمية خلال المراحل الدراسية، حيث إحتفظ بمركز البرنجي في كل الصولات والجولات.

حين أريد منحه درجة الأستاذية بكلية الطب جامعة الخرطوم،أشار بأدبه الجم بأنه يفضل أن يخضع للإختبار من قبل علماء كممتحنين خارجيين من الدول المتقدمة في مجال الطب،وكان له ما أراد، حيث بعد أن فحصت  اللجنة بحوثه وإنجازاته وناقشته في ذلك منحته درجة الأستاذية بإمتياز كأستحقاق مهني متميز وبأثر رجعي.

وهب بروف زايد حياته وزهرة شبابه في أروقة الطب معلماً وإستاذاً وطبيباً وعالماً عالمياً في مجال الطب الباطن.

ترك بصمات واضحة في كل المواقع التي شغلها، حيث تميز عطاؤه بالصبر والتأني  والبحث العميق في كيفية التطوير والإرتقاء إدارياً وفنياً.

عرف برحابة صدره وصبره وحنكته في مداواة المرضی،يستمع إليهم وإلی مرافقيهم مما يجعل المريض يرتاح نفسياً لهذه الإريحية والإهتمام وعدم التعجل.

إمتاز بدقة التشخيص والعلاج، مما جعل زملائه الأطباء يستشفون عنده،وقد قال عنه أحدهم إنه يتتبع تاريخ وجذور المرض بروية وإقتدار، لذا أطلق عليه زملائه طبيب الأطباء.

سوف تترك فراغاً عريضاً وسط زملائك ومرضاك وتلاميذك ورفاقك،سوف تفتقدك المحافل الدولية حيث كنت أيقونتها ومايسترو معزوفاتها ومترأس جلساتها،تنفح العلم الغزير لتلك اللقاءات العلمية، فينبهر الجميع بقدراتك وإتساع مداركك وإضافاتك العلمية القيمة، حيث مكنك من ذلك، ذهنك المتقد دوماً عمقاً وبحثاً وإندياحا.

كنت وفياً للأهل بالأبيض تواظب على زيارتهم وتفقدهم شهرياً حاملاً معك العلاجات اللازمة،كما كنت حريص على التعاون مع زملائك بجامعة كردفان كزائر وممتحن خارجي.

إن ما تركته من إرث مهني وبحثي وإسهامات علمية سوف تخلد إسمك أبد الدهر،تفصح عن ذلك الإنسان الرقيق الحساس ذو الأدب الرفيع الذي أعطی ولم يستبق شيئاً.

التعازي الحاره لكل أفراد أسرتك ولعموم الشعب السوداني.

ونسأل الله أن يلهم الجميع الصبر والسلوان وأن يتغمدك برحمته ومغفرته وأن يسكنك فسيح جناته مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى