مقالات

علي سلطان يكتب يؤثرون على أنفسهم. .!

علي سلطان يكتب يؤثرون على أنفسهم. .!

وخبر من ولاية القضارف يفيد ان اللاجئين من اثيوبيا ادخلوا معهم مرضا ناقلا الملاريا له اسم علمي صعب لم أستطع حفظه..!
وما ياتينا من الجارة الاثيوبية ليس مياه الهضبة الاثيوبية ونهرها الازرق الدافق والانهار الاخرى.. ولكن اللاجئون وأمراضهم.. ونحن ندرك حجم معاناتهم وما يتعرضون له من ظروف سيئة حرجة.. ونحن معهم تماما دعما وسندا رغم كل ما يحيط بنا من ظروف قاسية ومريرة.. والقضارف الان في كثير من مناطقها تعيش اجواء وظروف الكوارث الصعبة التي لا تحتمل.. ولكن هذه أخلاقنا وديدننا وسماحتنا.
ومع كل تلك التحديات الماثلة مازلنا نؤكد على ضرورة إيلاء درء السيول و الفيضانات من جراء الامطار في الهضبة الاثيوبية وفي السودان.. ومازال خطر الفيضانات قائما مع زيادة مناسيب النيل الازرق.. وقد فاض نهر القاش والدندر وغيرهما.. ومازال الخطر ماثلا وخاصة فيضان النيل الازرق..!
ولن تنتهي هذه الملحمة السودانية والإنسانية البطولية بالايواء والاطعام والشرب.. ولكن تاتي بعد ذلك سلسلة من الاعمال المهمة واهمها الصحة.. وقد قرانا عن ظهور حالات اسهالات مائية وتفشي البعوض الناقل للملاريا.. والحشرات وأمراض اخرى تنجم عن هذه المياه.. يعلمها أهل الاختصاص في وزارة الصحة.
وهناك وعود وتاكيدات من وزير الصحة عبر الاعلام خلال تفقده للمناطق المتضررة بعمل جاد و وقاية من هذه الامراض وزيادة الميزانية المخصصة للوقاية والدواء والعلاج.. ونرجو ان تتضافر الجهود وتعلو الهمة لتحقيق تلك الوعود وان لا يبقى مواطنونا بين نارين الكارثة والأمراض الناقلة والمتنقلة.. ولاشك ان فاتورة العلاج ستكون باهظة ومكلفة جدا للجميع.
وينتظر المتضررون حلولا فورية وناجعة لاسكانهم وتوفير المساكن الملائمة لهم.. ونرجو ان تتم بسرعة وان تضع في الحسبان اسكانهم في مناطق آمنة بعيدة عن مجاري السيول والخيران.. حتى لا تتكرر الماسأة ذاتها العام المقبل بحول الله وقوته وتوفيقه.
ثم على المسؤولين في وزارتي الري والزراعة الاستفادة من نعمة الماء هذه وان لا تضيع هدرا ودون فائدة.
وكل الذي ذكرت آنفا يتطلب تمويلا ضخما من الدولة والمانحين من الاصدقاء الذين وعد بعضهم باستمرار الدعم لتهيئة مساكن للمتضررين بمواصفات جيدة.. وارجو ان لا يكون ذلك مجرد وعود.. وحديث الليل يمحوه النهار.. وأخشى كما ذكرت قبل ايام ان يتحمل المتضررون تكلفة اعادة بيوتهم وهم اصلا قد فقدوا كل شي فليس لديهم ما يسترهم ويعنيهم ولا قوت يومهم.. فكيف بتكلفة اعادة بناء وتوفير سكن.. إن الله لن يخذلهم وسيكون عونا لهم وقد صبروا وأظهروا معادن الرجال النساء الاقوياء.. فكانوا رغم المحنة اهل ايثار وكرم.. لله درهم من رجال ونساء كانوا مثالا في التضحية والصبر.
وسجل اهلنا في السودان ملاحم بطولية لا توصف.. واكدت لنا ان السودانيين مازالوا على العهد والوفاء والمحبة والايثار.. يؤثرون على أنفسهم ولوكان بهم خصاصة.

إشتياق الكناني

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى