مقالات

علي سلطان يكتب: ..وطن النجوم..وقل رب أرحمهما كما ربياني صغيرا

علي سلطان يكتب: ..وطن النجوم..وقل رب أرحمهما كما ربياني صغيرا

 

 

تحتفل منظمة الأمم المتحدة اليومَ الأول من يونيو حزيران باليوم العالمي للوالدين تحت شعار (تربيةُ الوالدين) وهي مناسبة احتفالية تلقى اهتمامًا عالميًا واسعًا لخصوصيتها وشمولها معا.. فهي مناسبة لها وقعها الجميل وتأثيرها على كل إبن وإبنة على ظهر هذا الكوكب.

وتأتي هذه المناسبة هذا اليوم وفي هذا الوقت من كل عام، لتؤكد أهمية تذكر الوالدين والنظر في دورهما المحمود في المجتمع؛ وتؤكد على أهمية العودة إلى تربية الوالدين لأنها الأساس والأثر الباقي المحمود الذي يجعل من كل تربية اخرى في المدرسة أو المجتمع تُبنى على أساس تربية الوالدين، وتتحقق تلك التربية بتوفير حياة كريمة ومجتمع معافى للوالدين يساعد على أن تحقق تربية الوالدين ثمرتها.
وتنظر الأمم المتحدة في هذا اليوم باهتمام بالغ الى الوالدين وكأنها تستشعر دورهما المهم والعظيم والحيوي في المجتمع.

ففي كل ركن وفي كل بيت في هذا العالم الواسع بقاراته وبلدانه ومدنه وقراه وحواضره واصقاعه النائية هناك والدين يصنعان حياة مهمة على هذا ظهر هذا الكوكب المانوس..بين كل أربعة جدران هناك والدين يصنعان حياة متكررة متشابهة في كل بيت وفي كل قرية ومدينة و وطن.. حيث تتكون الأسرة و تتكاثرالأسر ومن ثم المجتمع الصغير وبهم تتوسع المجتمعات.

تَأمل أنه في بدايات هذا الحياة .. كان على ظهر جنة الخلد سيدنا آدم عليه السلام بشرًا واحدًا تحف به الملائكة وابليس.. ثم أراد الله أن يؤنس وحشته فخلق من ضلعه أمنا حواء عليها السلام؛ حين أمر الله آدم وحواء وابليس بالهبوط الى الأرض.. كان الله سبحانه

يريد أن يستخلف آدم على الأرض، وتعاونه وتشد من ازره امنا حواء.. وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً ۖ قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ ۖ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ) الآية30من سورة البقرة.

ولأمر يعلمه الله عز
و جل أراد الله أن يجعل آدم خليفته على الأرض ومن بعده ذريته الى قيام الساعة.
ومن زواج أبينا آدم وأمنا حواء جاء نسلهما عليهما السلام.. و من زوجين اثنين ازدهرت الأرض وعمرت واينعت وتكاثر البشر يومًا بعد يوم، من زوجين اثنين أصبح البشر مليارات ومازال العدد في ازدياد رغم الموت الذي يحصد في كل يوم أعدادًا هائلة.

إن الاحتفال بالوالدين رسالة محبة للعالم؛ وكأنه يقظةُ ضمير وايقاظُ ضمير ورنةُ منبه في عالم لاهث مضطرب، لكي يلتفت الأبناء والبنات الى والديهم؛ ويستشعروا قيمة والديهم في حياتهم؛ وأنهما سبب وجودهم في هذه الحياة الدنيا.
لولا هؤلاء الوالدين، لما كنتُ أنا أو كنتِ انتِ بشرًا سويا تكاد تخرق الأرض او تبلغ الجبال طولا..!

لا يستطيع منصفٌ ولا ابنٌ كريم أن يُعدد ويُحصي مناقب الوالدين؛ ولن يستطيع مهما فعل واجتهد أن يكافئ صنيعهما؛ فذاك فضل يعجز عنه الرجال..!!
منذ أكثر من ثلاثة عقود أولت منظمة الأمم المتحدة اهتمامًا كبيرًا للأسرة وكذلك للوالدين اللذين هما سبب نشأة هذه الأسرة .

و احتفالُ اليومِ الأول من حزيران بالوالدين يأتي تحت شعار (تربيةُ الوالدين ).. وهناك مخاوف متجددة في كل العالم بأن هناك خطرًا ماثلًا يتهدد الاسرة وبقاءها و استمراريتها، وأن هناك مهددات عديدة وخطيرة تتهدد الأسر حول العالم.. وان هناك ممارسات و مخططات تجعل الأسر في خطر محدق.

وبعيدًا عن اليوم العالمي للوالدين أو قريبا منه نحن مطالبون بحكم ديننا الإسلامي وقيمه العظيمة أن نُحسن الى والدينا العزيزين فلا ننهرهما ولا نقول لهما آفٍ.. وكفى بذلك قيمًا وتربية تتفوق على المجلدات من الكتب في الحث على إكرام الوالدين..ولاتنس أنك مطالب بالدعاء لهما في كل وقت وحين.. وقل ربِ أرحمهما كما ربياني صغيرا.

رحم الله الوالدين الذين مضوا الى رحاب جنة الخلد؛ وحفظ الله من بقى منهما.. وهؤلاء الوالدين الأحياء هما جنتك ونارك؛ فأحرص أن يكونا سببًا في الفوز بالجنة. وأن لا تنساهما من دعائك.. وكن الإبن الصالح الذي يدعو لوالديه.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى