علي سلطان يكتب: ..وطن النجوم..سيجن جنون العالم؟!

علي سلطان يكتب: ..وطن النجوم..سيجن جنون العالم؟!
في عهد الرؤساء الثلاثة جمال عبدالناصر وجعفر نميري ومعمر القذافي رحمهم الله جميعا.. كان المد الثوري الناصري متصاعدا..وكانت الكلمات الثلاث حرية اشتراكية وحدة على جدران الحيطان في كل مدن وقرى الدول الثلاث.
كان معمر مبشرًا بكتابه الأخضر والنميري يمشي على خطى الاتحاد الإشتراكي في مصر حزبا حاكمًا متفردًا.
كانت الثورتان مايو في السودان و الفاتح من سبتمبر في ليبيا في أوج توهجهما وعنفوانهما وسطوتهما أيضا.
أوشكت الوحدة بين مصر والسودان وليبيا أن تتحقق على أرض المثلث الذهبي.
تخيل معي لو أن تلك الوحدة الثلاثية تحققت من أقصى مدينة ليبية على شط البحر الأبيض المتوسط حتى مدينة نمولي في جنوب السودان قبل انفصال الجنوب.
مالذي تمتلكه تلك الدول الثلاث؛ ومالذي ستحققه اذا توحدت بكل ثروات ومقدرات وإمكانيات هذا المثلث الذهبي العظيم الخطير.
هذه الوحدة بين ليبيا ومصر والسودان لن يسمح المستعمرون القدامى الجدد واذنابهم بقيامها مُطلقا..!
إن تلك الوحدة وذاك المثلث الذهبي شرٌ مستطير على الولايات المتحدة الأمريكية و على أوروبا وحتى روسيا وغيرها من الدول حتى الصديقة.
ثم ما حدث بعد ذلك،
رحل الرئيس جمال عبدالناصر رحمه الله عن الدنيا الفانية ومعه أحلام المد والتوسع الناصري والوحدة العربية، ثم أعمل المستعمرون معاول الهدم والتخريب؛ فأصبح السودان الواحد سودانيين منفصلين وليبيا غارقة في الحرب و في كر وفر ولاتزال، ضاعت ثرواتها وشعبها؛ واحلام قائدها القذافي رحمه الله في وحدة الساحل والصحراء، واصبح كل ذلك نسيًا منسيًا، حتى الدولة الليبية الجماهيرية العظمي أوشكت أن تكون ثلاث دويلات..!
لكي تظل حاكمًا جالسًا ومحافظًا على كرسيك لا تذكر ابدا الوحدة العربية ولا الوحدة الأفريقية ولا الساحل ولا الصحراء ولا عودة جنوب السودان الى شمال السودان..!!ولا الإسلام إلى الحكم..!
تحت ظلال حرب السودان التي هي محاولة اخرى لفصل بعض أجزاء السودان عن ماتبقى من الوطن الأم، ونحو جر مصر إلى الفوضى الخلاقة، تُرى إذا غامر البلدان الجاران الشقيقان مصر والسودان وأعلنا عن وحدة اندماجية فورية..!! ماذا سيحدث للسودان ومصر في هذا العالم المضطرب جدا هذه الأيام؟!
نحن نمر الآن بمرحلة نادرة و خطيرة في الشأن العالمي.. فالأشياء التي عهدنا لم تعد هي الأشياء..!
لقد تجاوزنا الحرب الباردة و الساخنة والرمادية الى بؤر ساخنة ملتهبة حول العالم كله..!
هذا العالم الذي نعيشه الآن قد أصابه السرطان.. وقد استفحل المرض وانتشر في كل أجزاء العالم.. ولم يبق له غير فناء محتمل، بؤر الصراع والحرب و الفناء تتمدد والبثور على وجه كل بلد.
حرب الهند وباكستان لم تخمد نارها بعد.. ومن قبلها حرب روسيا و أوكرانيا وحرب إسرائيل على غزة ولبنان وسوريا والعراق من قبل والعراق والكويت والعراق وايران، وداعش و فوبيا الإسلام. وعلى السودان حرب بالوكالة وعلى اليمن وعلى دول أخرى حروب ظاهرة ومستترة.
تحت كل تلك الظلال الحارقة. ماذا سيحدث في العالم اذا أعلنت مصر والسودان وحدة فورية..؟