علي سلطان يكتب: ..وطن النجوم..تقصير إعلامي لادارة التلفزيون القومي
علي سلطان يكتب: ..وطن النجوم..تقصير إعلامي لادارة التلفزيون القومي
تلفزيون السودان القومي كثف ترويجه لليوم المفتوح اليوم السبت عن كوارث السودان..!
الحقيقة أنا مندهش جدا للترويج ولليوم المفتوح.. طبعا مفروض ما اندهش.. ولكن شر البلية مايضحك.. ولكن ليس في أيامنا هذه ما يدعو للضحك، فنكتفي بالدهشة..!!
أخبار الكوارث التي حدثت في السودان الأيام الفائتة وحتى اليوم لا أجد تغطية لها في تلفزيوننا القومي إلا بتحرك المسؤول الذي تصاحبه الكاميرا هنا وهناك.. جولةُ وزير المالية التفقدية الى سد اربعات مع عدد من المسؤولين الحكوميين والمنظمات، قام التلفزيون
بتغطيتهاَفي أخباره على أكمل وجه..وكذلك جولات الرئيس البرهان.. ولكنّ أخبار الكوارث وتبعاتهاَ فلا أثر لها في التلفزيون القومي إلا في سياق نشرات الاخبار ..وهي أخبار قصيرة مبتسرة مختصرة .. كان التحرك الاسلم
والبدهي، والتصرف المطلوب هو أن تكون هناك تغطية مستمرة طوال الأربع والعشرين ساعة.. وليس يوما مفتوحا واحدا بعد كذا يوم من وقوع الكوارث الضحايا والدمار..!!
فعلا أمر يدعو للاستغراب على هذا القصور المخجل.. الذي لا يتناسب مع حجم كارثة ضخمة واسعة النطاق تكاد تتفوق على آثار هذه الحرب المستعرة الآن ..!!
إلى الآن لم يتفضل علينا مسؤول واحد من وزارة الصحة
أو الداخلية ليحدد عدد ضحايا كارثة سد اربعات.. لا أحد يعرف كم عدد المتوفين وعدد المفقودين..؟
.. لقد قرأت خبرا مفاده أن إيران قدمت تعازيها في ضحايا سد اربعات..وكذلك تعزية أخرى من خادم الحرمين الشريفين و ولي عهده، وهذا يعني أن حجم هذه الكارثة وضحاياها كبير جدا.
الكاميرات في الولاية الشمالية صاحبت البرهان في رحلته التفقدية.. وصوتُ المتضررين لم يُسمع إلا عند وصول الرئيس للمناطق المتضررة.
التلفزيون منذ بداية الحرب وحتى اليوم يُكررفي الأناشيد والاغنيات الوطنية كل يوم صباحا ومساء دون أدنى تفكير في أن هذا التكرار الملل عواقبه وخيمه على التلفزيون نفسه الذي يفقد عددا من مشاهديه كل يوم..!
لا أريد أن أقلل من من مجاهداتَ المذيعين والمذيعات الصابرين والصابراتَ في التلفزيون القومي ومراسلي التلفزيون في ولايات السودان كافة فهم جميعهم يعملون تحت وطأة ظروف صعبة ضاغطة قاسية.. ويقدمون ما يقدرون عليه.. ولكن على إدارة التلفزيون أن تُعلي من
مساحات قدراتها في التخطيط والتنفيذ وأن تعلم أن الرسالة الاعلامية في الحرب ليست عملا روتينيا مفروضا .. ولكنه عمل بحجم التضحيات والجهاد وتقدم الصفوف.. ولكن بفهم وفكر ورسالة توعوية مباشرة وغير مباشرة، تفند الشائعات وتهزمها.
اعلم أن أحد أسباب القصور هو الميزانية الشحيحة لدي التلفزيون ولدي وزارة الاعلام والثقافة.. ولقد ظل الإعلام السوداني والثقافة السودانية يشكوان طوال عقود من ضعف الميزانيات التي لا تُمكن القائمين على أمره من
تنفيذ الخطط والبرامج التي التي تقدم وتجاز في إطار الخطط السنوية ثم تتقلص حتى لا يبقى منها شئ.. ولهذا فإن أقصى قدرة لتلفزيوننا القومي أن يكون لديه يومٌ مفتوح كل أسبوع بدلا أن تكون التغطية 24ساعة دون توقف..!!
إن كعبَ أخيل في عملنا الإعلامي في السودان هو ضعفُ التغطيات والتقارير الإخبارية، فليس لدينا قدرة منذ عقود على أن نقدم خدمة اخبارية متكاملة طوال اليوم.. ولم نستفد حتى الآن من التنوع الإثني والثقافي في كل أقاليم السودان الذي كان بامكاننا أن نصنع منه مواد
وتقارير اخبارية لا تنتهي، ولكن ظللنا طوال سنوات عديدة لا نقدم إلا نشرة اخبارية واحدة عاجزة كسيحة عن تقديم مواد اخبارية وتقارير ذكية مفيدة..!
الآن لا نجد أي خبر في وسائل إعلامنا الرسمية يشفي الغليل.. فنبحث عن الأخبار بين ألغام الفضائيات و السوشيال ميديا المفخخة والغارقة في الاكاذيب..!!