مقالات

علي سلطان يكتب:..وطن النجوم..تفعيلُ مصرَ للحريات الأربع يُساعدها في إعمار السودان

علي سلطان يكتب:..وطن النجوم..تفعيلُ مصرَ للحريات الأربع يُساعدها في إعمار السودان

 

 

كلما توطدت أركان العلاقات الأزلية بين مصر والسودان نزداد ثقة ويقينًا أن مستقبلنا أفضل، وأن ما بين البلدين الشقيقين من علاقات ومصالح- إذا صفيت النوايا وعقدنا العزم- سيكون خيرًا عميمًا لشعبي البلدين.

ماحدث في السودان من حرب ظالمة غاشمة أضرت السودانيين ضررا بالغًا وبليغًا ربما لا تتعافى منه سريعا، ولكن إرادة الله غالبة، والله قادرٌ على أن يبدل ضُرنا خيرا وأن يضمد جراح قلوبنا ويُدخل في نفوسنا السرور.. ويزيل كل ضر مسنا.. إنه القادر على كل شئ اللطيف الخبير.

لقد استبان الطريق للسودانيين، وعَرفتهم هذه المحنة من هو صديقهم و من عدوهم، ومن نصرهم ومن تقاعس ومن خذلهم!! والحمد لله على ذلك.

و مصرُ رغم كل ظروفها المعلومة ومعاناة شعبها مع الغلاء وزيادة الأسعار، أحسنوا الوفادة و استقبلوا عددًا كبيرًا من السودانيين بترحاب، وقد حاول الأعداء والمغرضون تشويه تلك العلاقات عبر حرب نفسية عبر السوشيال ميديا، أرادوا أن يقولوا إن الشعب المصري غير مرحب

بالسودانيين في مصر.. ولكن واقع الحال يكذب ذلك.. وأن ما يحدث من تصرفات فردية لا يعمم على الكل.
السودانيون بدأوا الآن يرجعون إلى ديارهم جماعات جماعات.. ومتى ماتم النصر المنتظر قريبا فكثيرٌ من السودانيين سيعودون إلى ديارهم سالمين غانمين.

وستكون هناك حركة غير عادية بين معابر البلدين الشقيقين، وأتوقع أن يكون لمصر دَور كبير في إعادة إعمار السودان.. وأن تتجه العمالة المصرية نحو السودان بإعداد كبيرة جدا .. ذلك أن إعادة إعمار السودان تحتاج إلى خبرات وقدرات.. والمصريون هم الأنسب لأداء هذه

المهمة.. كما أن شركات المقاولات المصرية التي بنت مصر بنجاح، هي الأقدر والأقرب إلى إعادة إعمار السودان.. ولذلك فأنا اتوقع أن يكون عدد الأشقاء المصريين في السودان في المرحلة المقبلة أكثر من عدد السودانيين في مصر.

وقد لفت انتباهي تصريح لمعالي وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي عن استعداد مصر لعقد مؤتمر دولي لإعمار السودان، وهذا ما يؤكد صواب ما ذكرته عن دور مهم لمصر والمصريين في إعمار السودان في المرحلة

المقبلة، ومصر لها إمكاناتها وقدراتها التي يمكن أن تساهم بها في إعمار السودان بنجاح، وحتى يتحقق ذلك بسلاسة و َرضا أرجو من أشقائنا في مصر ان يفسحوا المجال بأسرع ما يكون لتنفيذ الحريات الأربع.. وأن يُعاد النظر في منح تأشيرة دخول مصر لكبار السن والنساء

والأطفال.. وأن تكون رسوم الموافقة الأمنية بسعر معقول حيث يصل سعرها الآن الى أكثر من ثلاثة الف دولار.. و لا شك أن تخفيف إجراءات دخول السودانيين إلى مصر سيكون دافعًا قويًا لدخول المصريين إلى السودان وفق الحريات الأربع.. ذلك أن المعاملة بالمثل مهمة.

و لابد أن نتغاضى عن كثير من الهفوات و الإساءات وما ينغص علاقات البلدين الشقيقين، وأن ندرك أننا كبلدين وشعبين نحتاج إلى بعضنا البعض الآن أكثر من الفترات السابقة.. وأن تفعيل التكامل بين البلدين ضرورة لابد

منها.. وأن الاستفادة من ثروات وإمكانيات البلدين نحتاج إليه الآن أكثر من أي وقت مضى. لن يكون السودان بلدًا غنيًا بمفرده، وكذلك الحال مع مصر. لا غنى لمصر عن السودان ولا غنى للسودان عن مصر،

كلا البلدين يكملان بعضهما البعض، اعملوا معا كبلدين وشعبين على تحسين العلاقات و تجاوزوا كل ما يعكر صفو علاقات البلدين ويفسدها، و تأكدوا أن تعاوننا و اتحادنا ضرورة لابد منها مع المطامع الدولية في ثرواتنا وخيراتنا.
تحركوا الآن قبل فوات الآوان.. ولات ساعة مندم.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى