مقالات

علي سلطان يكتب: ..وطن النجوم..العام الهجرى مازال نسيا منسيا في حياة المسلمين

علي سلطان يكتب: ..وطن النجوم..العام الهجرى مازال نسيا منسيا في حياة المسلمين

 

 

العامُ الهجري يعيش غربة في بلاد المسلمين ولا أثر له بين التقاويم الأخرى في العالم، الخميس يوافق الأول من محرم1447 هجري، أول يوم في العام العجري الجديد، ولكن لا أحد سمع به أو احتفل به أو جال بخاطره، ربما يتذكره الذين يحظون باجازة رسمية حين يسألون عن سبب الاجازة، فيأتيهم الرد: أنها اجازة العام الهجري الجديد، ولكن هناك احتمال كبير أن السائل ومن رد عليه لا يعرفان في أي عام هجري نحن اليوم..!

غربة العام الهجري في ديار المسلمين ليست جديدة ولكنها حالة قديمة متجددة، ولولا أن العام الهجري يرتبط عندنا ببعض أركان الاسلام والعبادات، لما تذكرناه ولا خطر على بالنا ابدأ، يتذكر المسلون العام الهجري في رمضان والحج وفي ذكرى مولد النبي صل الله عليه وسلم في ربيع الأول ونتذكره قليلا في عاشورا وفي ليلة الاسراء وغيرها من مناسبات اسلامية تحتفل بها وزارات الشؤون الاسلامية احتفالا خفيفا متكررا منذ عقود..!
الدولة الاسلامية الوحيدة التي تهتم بالعام الهجري وتتخذه تقويما لهاهي المملكة العربية السعودية، ولا أذكر دولة غيرها تفعل ذلك حاليا.

السودان في عهد الرئيس الراحل جعفر محمد نميري رحمه الله بعد أن اتخذ من الشريعة نظاما للحكم، تحول الى التقويم الهجري، وبداأالأمر غريبا ولم يعتاده السودانيون لأنه لم يستمر طويلا!!
لحسن الحظ أننا لا نحتفل بالعام الهجري الجديد على طريقة العام الميلادي الجديد، وإلا كانت الطامة طامتين، والمصيبة أفدح.. لم تتجاوز الاحتفالات بالعام الهجري منذ قرون بوابة المساجد حيث تقيم وزارة الشؤون

الاسلامية في الدول الاسلامية حفلها النمطي المتكرر، كلمات من عدد من مسؤولي الوزارة وتلاوة القرآن الكريم من كبار المقرئين ثم ينفض السامر عقب صلاة العشاء.
سيتذكر الناس العام الهجرى حين يكون الاسلام عامرا في حياتنا وفي أعمالنا وفي مناهجنا الدراسية وفي المحاكم وفي القضاء وفي الأسواق وفي الشارع.
رغم أن العام الهجري ارتبط بالهجرة النبوية الشريفة، تلك الذكري العظيمة في حياة الاسلام والمسلمين، والتي

كانت بداية عهد وفتح اسلامي جديد أشرق ضياؤه في المدينة بعد أن خاض نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبوبكر الصديق رضي الله عنه رحلة شاقة قاسية، خطط لها النبي صلى الله عليه وسلما تخطيطا دقيقا مدهشا، وحفته رعاية الرحمن في كل خطواته من بيته في جنح الليل حتى وصل يثرب- المدينة المنورة سالما غانما مع الصديق رضي الله عنه، وقد استقبله الانصار اهل المدينة المنورة استقبالا يليق بمقدمه الكريم، ومازال يتردد صدى ذاك النشيد المدهش طلع البدر علينا من ثنيات الوداع.

اذا تذكر المسلمون تلك الهجرة الخالدة ودرسوها لابنائهم واستفادوا منه في حياتهم لكان التقويم الهجري حاضرا في حياتنا وفي يومنا وكل تفاصيله، ولكن نحن الآن نعيش حالة غريبة لا انتماء فيها لديننا الاسلامي الحنيف. نحن الآن غثاء السيل الذي لا رجاء فيه ولاقوة، إنها حالة وهن وضعف وانكسار واذلال لا نجاة منها.
كل عام وأنتم بخير،نسأل الله تعالي أن يبدل حالنا إلى افضل حال.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى