مقالات

علي سلطان يكتب : مبادرات يحتاجها الوطن

*وطن النجوم*
*علي سلطان*

*مبادرات يحتاجها الوطن*
صحيح ان حال البلد لا يسر وان وضعنا الحالي داخل السوداني ماساوي وصعب وقاسي.. وان الحياة لا تحتمل بغلائها وبؤسها و انعدام الأمن فيها..ولكن رغم كل تلك المحن والاحن هناك منح وهناك آمال تتجدد.. وهناك مبادرات ومحاولات تدق جدار الياس بقوة وتفتح طريقا لامل يتجدد في النفوس والقلوب.
وشعبنا السوداني معدنه اصيل كالذهب لايصدأ..قد يعلوه الغبار احيانا ولكن ينتفض من جديد ويصلح ما افسدته الاحوال والأقوال والمارسات التي لا تشبهه ولا تشبه البلد الحر والشعب الابي.
وإن شاء الله تعالى وبمنه وفضله وحوله وقوته وتوفيقه ينصلح حالنا ونتجاوز كل تلك المحن والآلام والعقبات.. وتتجدد فينا الحياة والحيوات ونغادر هذه المحطة اللعينة التي توقف فيها قطار الحرية والعدالة والسلام زمنا طويلا..!
ربما ما حدث في ولايتي النيل الازرق وكسلا وغيرهما من ولايات السودان ايقظ القلوب وفتح البصيرة على الخطر الماحق الساحق الذي تتعرض له بلادنا من الداخل والخارج. والفتنة التي كانت نائمة وتغط في سبات عميق.. هناك من شياطين الإنس والجن من ايقظها وحركها هنا وهناك.. ولكن وعي هذا الشعب وترابطه هو السلاح القوي الذي نواجه به الأعداء والفتن ماظهر منها وما بطن.. وكما قيل إن بعد كل محنة منحة فان ماخرجنا به من محنة الفتن القبلية والجهوية إننا جميعا كسودانيين ضد القبلية والجهوية والعنصرية.. وان تعدد قبائلنا واثنياتنا مصدر خير وقوة وليس مصدر شر.. ويجب ان نحرك كوامن هذا الخير في النفوس ونخرجه واضحا جليا كي نستعين به على محاربة الشر وقوى الشر التي تحيط بنا وتتربص بنا الدوائر.
ولقد اسعدتني تلك الأصوات السودانية الرائعة التي شجبت واستنكرت في التو واللحظة ما حدث من فتنة في النيل الازرق.. وهناك فنانون وشعراء وادباء واعلاميون ومثقفون وغيرهم من فئات المجتمع واقطابه ورموزه من تحرك لواد الفتنة وقطع دابرها والتبصير بخطورتها على بلادنا ومستقبلنا.
هذا التحرك السريع العفوي اثلج الصدور ونبه الى ضرورة فتح المجال واسعا امام رموز المجتمع في كل المجالات لتوسيع دائرة المبادرات من اجل السلام والتعايش السلمي ونبذ العنصرية.. ومحاربة خطاب الكراهية بل وتعميق خطاب المحبة والتقارب وان يعود السودانيون كما كانوا اخوة متحابين يدا واحدة في كل ربوع الوطن.. فكلنا سودانيون محبون لبلادنا العزيزة.
والان نثمن الجهود الرياضية المبذولة على ارض الواقع.. ولاشك ان مباراة القمة بين الهلال والمريخ في الجنينة في الثلاثين من مايو المقبل هي خطوة مباركة ومبادرة قيمة تستحق الإشادة.. وبالرياضة والفنون يمكن ان نزيل الاحتقان وان يعم السلام.. فياليت ان يتحرك الفنانون عبر اتحادهم لاقامة حفلات غنائية وموسيقية في جميع انحاء البلاد وان تكون هناك مبارايات قمة كروية ومهرجانات محبة في كل شهر في كل ولاية من ولايات السودان.. وأن يعود للدورة المدرسية الرياضية والفنية والثقافية فاعلياتها وزخمها والقها.
اذكر ان للاخ السلطان حسن برقو قبل سنوات مبادرة ناجحة بتكوين فريق للنازحين لعب مباريات اختتمت في الفاشر ثم لعب منتخب النازحين مباريات في عدد من ولايات السودان كان لها صدى ممتازا.
الان مبادرة الجنينة ومهرجانها وقمتها الكرويةوبرعاية نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي هي بداية سليمة و قوية و مؤثرة يمكن تفعيلها لتضم كل ولايات السودان.. فما أحوجنا للمبادرات وان يعم الامن والسلام ربوع الوطن العزيز.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى