علي سلطان يكتب : عذرا النابغة رماز.. لك التحية من كل الشعب السوداني

وطن النجوم
علي سلطان
عذرا النابغة رماز.. لك التحية من كل الشعب السوداني
الطالبة النابغة رماز بشير تلقي حجرا في بركة السكون والتجاهل .. فتنتفض وتستيقظ كل الاحاسيس والمشاعر
الجميلة التي غطاها غبار السنين بعيدا في تخوم منطقة ودالبشير الحارة( كذا وخمسين).. ويا رماز بدء لك دموع عيني التي دون ان اشعر اغرورقت بالدموع.. حتى
الدموع اصبحت شحيحة.. ويا رماز لك عذرنا جميعا اذ لم نهنئك نحن الشعب السوداني يوم اعلان الشهادة
السودانية عبر كل وسائل الإعلام والوسشيال ميديا ولم نفرح معك وانت تحرزين نتيجة مشرفة ونسبة عالية
92.9.. وانت لا يعلم احد عنك شيئا ولم يشاركك فرحتك الا نفر قليل من اهل الحي وعدد من الصديقات..
حتى مدرستك لم تهتم لامرك.. وليس تجاهلنا لك مقصود ولك العذر.. ولكن نحن الشعب السوداني المحب يارماز لم نكن نعلم بخبر نجاحك وتفوقك فلم يخبرنا احد.. لقد
فرحنا لجميع الناجحات والناجحين وخاصة اولئك الذين نجحوا وتفوقوا تحت ظلال ظروف صعبة مثل زميلتك كلتوم بنت حليمة ست الشاي التي نجحت بنسبة مثل
نسبتك ولقيت الام وبنتها المتفوقة التكريم والاشادة من الجميع.. ولكن يبدو ان حليمة محظوظة اذا نجح احد الإعلاميين او الناشطين عبر السوسيال ميديا في نشر
قصة نجاحها.. ولقد تابعنا قصصا كثيرة جميلة عن تفوف طالبات وطلبة كانوا يعانون ظروفا صعبة وقاسية ولكنهم نجحوا بفضل من الله ثم دعوات الوالدين وثم اجتهادهم
الذاتي وقوة ارادتهم.. ومنهم الجندي محمد ابراهيم الذي تفوق بنسبة عالية رغم ظروف عمله الشاق في قوات
الشعب المسلحة فلقي تكريما مستحقا.. ولكن عذرا يارماز على التجاهل وعذرا على التاخير في تكريمك
والاشادة بك.. ولكن بالطبع مازال في الوقت متسع كي نقف معك.. كي نمسح دموع حزنك وفرحك اللتين
اختلطا معا كما تختلط مياه النيلين الازرق والأبيض عند مقرن النيلين.. وحمدا لله ان قصتك بدات تتردد عبر الوسائل الإعلامية.. وهاهي السيدة الفاضلة الكريمة
الدكتورة حرم سفير دولة الامارات حمد الجنيبي تزورك في بيتك في هدوء وصمت وجمال.. فتقدر نجاحك و تفوقك الباهر.
َهاهو الصديق الإعلامي الفذ الطيب عبد الماجد ينقل لك رسالة اشادة ومحبة من الامارات لك حيث انت ويقدم لك هدية تختارينها بنفسك وقدرها 250الف جنيه.. ويسال
عن عنوانك حتى تصلك الهدية مغلفة بالحب والتقدير.. تلك هي مشاعرنا نحن الشعب السوداني تجاهك يا رماز.. وهاهو الضابط المقدم مهندس الطيب شاور دكين في
رسالته الموحية يحدثنا عن رماز التي نجحت وتفوقت في هدوء وصمت.. حبيسة بين دموع فرحها بتفوقها ودموع تقرأ على خدها خطوط مستقبلها.
انا واثق ان الطالبة المتفوقة رماز لن تكون وحدها بل ستتبدل حياتها بكل حب وجمال وحنية بفضل من الله ثم الشعب السوداني الذي سيهرع الكرماء والمحسنون فيه
الى حيث تعيش رماز ويقدمون لها الدعم والسند.
اتمنى ان تحظى رماز برعاية كريمة من الدولة التي تكرم المتفوقين وان تحظى بدراسة مجانية في جامعة
مرموقة حتى تتخرج.. وبحياة كريمة مع خالتها العزيزة فرماز يتيمة.. امهاالحبيبة قد توفيت وعاشت مع خالتها في بيتها.. تقرا وتجتهد على ضوء مصباح يستمد ضوءه
من نور الشمس ليضئ ليل رماز الداجي فتذاكر دورسها على نور خافت شحيح. ولكن نور رماز ونور عزيمتها كان اقوى واكثر شعاعا و اشعاعا.
في بيئة صعبة قاسية عاشت رماز بين اهل حيها لا ماء ولا كهرباء وفي قلب ولاية الخرطوم.. ثم نجحت وتفوقت في صمت وجلال يليق بوجهها الكريم.. رماز
التي رأيت صورتها عبر مقطع فيديو قصير تبدو اصغر من سنها.. وتكسو وجهها مسحة حزن دفين.. اسال الله تعالى ان يتهلل وجهها ويشرق فرحا وسعادة وهي
تستقبل في بيت خالتها البعيد جموع المهنئين بالحلوى والعصير.. وانا واثق ان بيتها سيكون مزارا لكل المحبين الذين سبقتهم بالخير حرم سفير دولة الإمارات العربية
المتحدة فلها التحية والاحترام والتقدير.. رماز التي التي تمسك بين يديها مصباحها اليدوي رفيق ليلها ومؤنس وحشتها ستكون حياتها بفضل من الله طيبة مباركة
وارجو ان يعم خير تفوقها على أهل حيها البسطاء فتصلهم المياه والكهرباء وتلك اجمل هدية تقدمها الولاية والدولة للنابغة اليتيمة رماز لها التحية.. ونسمع عنها منذ الغد كل خير إن شاء الله تعالى