علي سلطان يكتب : عامٌ يُغاث فيه الناس
وطن النجوم
علي سلطان
عامٌ يُغاث فيه الناس
َاقبل عام هجري جديد.. مر يومان على اطلالته المباركة نسال الله تعالى ان يجعله عاما سعيدا علينا وعلى بلادنا وسائر بلاد المسلمين بل والعالم كله.. عام تتبدل فيه الاحزان الى الافراح وشظف الحياة وقسوتها إلى يسر وبركات.
عامٌ يُغاث فيه النآس.. ياكلون وَيشربون هنئيا مريا بلا نصب ولا تعب ولا ذلة ولا مسالة.
عام يغير فيه الله حال السودان الى الاحسن والافضل فيسَوده السلام والوئام والأمن.. وتطيب فيه الحياة.. وتهدا فيه النفوس و َتصفو الحياة بعد كدر.. وتحل الطمأنينة والحب والتسامح محل الخوف والكراهية والبغضاء والاحقاد .. وما احوجنا الى كل ذلك.
نسال الله تعالى ببركة أطفال ابرياء انقياء وشيوخ ركع سُجد وعُباد زهاد عابدين شاكرين حامدين.. ان يستجيب دعواتنا ويبلغنا مقاصدنا.. ويزيل ما علق في النفوس من غل وحقد وحسد.. إنه مجيب الدعاء.
الحمد الله ان وسائل التواصل الاجتماعي مثقلة بالدعوات والتهاني بمناسبة العام الهجري الجديد وهي منذ اول امس تنهمر بلا توقف بكل اشكال التصاميم الإبداعية والكلمات المنمقة والخطوط المميزة والدعوات الطيبات.. ولله الحمد.
كنت قد ذكرت قبل ابام في مقال ان المسلمين لا يتذكرون العام الهجري ولا يحتفلون به ولا يعني لهم شيئا في معاملاتهم الحياتية البومية.. ولكن استبشرت خيرا بما وجدته منذ يومين او ثلاثة في كل وسائل التواصل الاجتماعي على تعددها من فيس بوك و واتساب وانستغرام وتويتر َ وتيلغرام وايمو وغيرها من تدافع وتزاحم من كثير من المتابعين من تهاني ودعوات مرحبة بالعام الهجري الجديد.. وتلك ميزة تتحقق عبر هده الوسائل والتطبيقات.
و واضح ان هذه الوسائل على تعددها واقبال الناس عليها وانشغالهم بها ليست شرا محضا ولا محرضة على الفجور والانحلال.. بل هي كما نعلم مجرد إطار و وعاء فارغ يتقبل ما ندخله في اطاره وفي وعائه.. خيرا كان ام شرا..!! وكل إناء بما فيه ينضح!!
واذا جنح الناس للخير ونشر المفيد من تعاليم الإسلام والسنة النبوية الشريفة وتفسير القرآن الكريم والتلاوات المميزة لكبار المقرئين ولاعذب الأصوات واحلاها فذلك امر محمود وفيه خير كثي.. وهذا مانجده الان في تلك الوسائل المحيطة بنا والمؤثرة فينا والتي بدات تستاثر بمعظم اوقاتنا.. فإذا لم نوظف ذلك الانشغال في اعمال خير صالحات فسنخسر الدنيا والآخرة.. بلاشك.
والحمد لله ان هناك وعبر هذه الوسائط من يذكرنا بأمور ديننا وعباداتنا.. فاصبحنا نتذكر صيام يومي الاثنين والخميس وصيام الايام البيض.. وصوم يوم عاشوراء الذي يهل علينا بعد ايام في العاشر من شهر محرم الجاري.. وهناك من يذكر بالصلاة علي النبي صلى الله عليه وسلم في كل آن وحين ومن يذكرنا بمواعيد الصلاة.. ومن يعرفنا اتجاه القبلة ومن ينشر الاحاديث والحكم والعظات.. وفي ذلك خير كثير وبركات تنداح علينا من كل حدب وصوب.
اعتقد انه من المهم أن نتصالح مع انفسنا ومع غيرنا وان نصلح النية ونبتغي العمل الصالح ونلتمسه في كل امر وإن بدأ صغيرا.. وتبسمك في وجه اخيك صدقة.. وإماطة الاذى عن الطريق صدقة.. واذا عمل شخص بهاتين الفضيلتين فقط سيختفي العبوس من حياتنا.. وستشيع الابتسامة مشرقة في كل مكان..وستكون شوارعنا نظيفة اذا امطنا الاذى عن الطريق بكل حب وتفهم ومسؤولية.
ما أكثر اوجه الخير.. وما اكثر تذكير القرآن العظيم والسنة النبوية الشريفة بالعمل الصالح.. وليتنا نجعل من بداية هذا العام الهجري الحديد منطلقا لإصلاح النفس والمجتمع وفعل الخيرات.. واذا كان التقويم الميلادي بتغلغل في كل نواحي حياتنا اليومية.. فلنجعل من التقويم الهجري منطلقا للأعمال الصالحة وترببة النفوس والتزام العبادات والسنن بما ينفعنا في الدنبا والآخرة.
رب اوزعني ان اشكر نعمتك التي انعمت عليٌ وعلى والدي وان اعمل صالحا ترضاه.