علي سلطان يكتب بين نورين
علي سلطان يكتب بين نورين
َ حين تغادر الحرم المكي الشريف او بالاحرى حين توشك على مغادرته تحس بغصة وحزن.. تتامل كل ما حولك بعين فاحصة وكانها عدسة كاميرا تريد ان توثق بها كل ماترى.. تطالع الكعبة المشرفة وكانك تراها لاول مرة، وانت لا تريد مفارقتها ولا تعطيها ظهرك..!!
تسمع الاذان وكانك تسمعه لاول مرة.. تود ان لا ينتهي..وتود ان لا تفارق..تشرب من زمرم مرات ومرات ولا ترتوي..!
فراق الحرم المكي والحرم المدني عسير وما ان تغادر احدهما حتى تدعو الله صادقا ومتلهفا ان تعود له قريبا جدا وباعجل
مايكون..بل نتمنى ان تظل هنا الا مايشاء الله.. حتى تلك الصعوبة التي تواجهك في الطريق الى الحرم اذا كانت المسافة من الفندق الى الحرم بعيدة.. ولكن تبدو لك وانت مفارقة انها كانت قريبة.
لعل اجمل ما اكتبه في هذا العمود هو انني اكتبه الان من داخل الحرم النبوي الشريف قبل صلاة المغرب.. والناس فعلا من كل فج عميق.. كل الالوان والاعراق والسحنات يجمعهم الإسلام وحب النصطفى عليه السلام.. ويا له من حب عظيم..ما اجل
وأعظم وابرك من ان تكون غير بعيد من حجرته الشريفة.. وان تمر سريعا وانت تلقي عليه السلام وعلى صاحبيه ابوبكر وعمر..!
ليس بعيدا مني داخل المسجد النبوي.. حلقات لاطفال صغار يُحَفظُونَ القرآن العظيم.. َيرفعون أصواتهم البريئة لطيفا بآيات الله.. عاد للحرمين جموع المصلين من كل حدب ومن كل اتجاه..ومن كل جنس ولون.. كل له طريقته الخاصة وبرنامجه… ولكن
يجمعهم حب النبي صلى الله عليه وسلم.. حلقة واسعة لعدد غير قليل من مسلمي أوزبكستان.. يتناقشون في امور دينهم.
الحمد لله زالت قيود كرووونا.. وبدات هذه الاماكن تستقبل الملايين بسهولة ويسر وحب.. وبدا المحبون يتجهون صوب مكة المكرمة والمدينة المنورة وهم اكثر شوقا من ذي قبل للعمرة وزيارة النبي الكريم والسلام عليه.
وهناك كثير من قيود كوروناً قد ازيلت ومابقي منها الا القليل مثل الحجز لزيارة الروضة الشريفة في المسجد النبوي.. ونتمنى ان تزال قرييا.
وقدمت المملكة تسهيلات ممتازة ورائعة المعتمرين اذ اصبحت فترة مدة الزيارة 90يوما..فبعد ان تحترم يمكنك بهذه التأشيرة ان تبقى في المملكة وتسافر الى جهة تريدها داخل المملكة خلال هذه الثلاثة الشهور.
وتلك ميزة رائعة تضاف الى مزايا العمرة.
حان وقت صلاة المغرب وساحات المسجد تضيق بالناس بما رحبت.
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وتابعيه بإحسان الى يوم الدين.