مقالات

علي سلطان يكتب : ..ايام وليالي ..للمعلم-التحية والاجلال لمعلمينا 2-3

علي سلطان يكتب : ..ايام وليالي ..للمعلم-التحية والاجلال لمعلمينا 2-3

 

لم تعد الذاكرة قوية كما كانت.. نسيت اسماء عدد غير قليل من معلمينا الذين كانوا لهم الفضل من بعد الله في تعليمنا و تربيتنا عندما كانت وزارة التربية والتعليم اسما وفعلا.

عندما كنت طالبا في شندي الثانوية وكنت رئيس اتحاد الطلبة بالانابة، وكان رئيس الاتحاد شاعرنا وحبيبنا فتح الله ابراهيم اطال الله عمره، وقد قررنا الاعتصام وعدم المشاركة في عيد العلم.. وكان ذاك العام منعقدا في معهد

التربية شندي.. وجاءنا في مدرسة شندي الثانوية نهارا وزير التربية والتعليم الدكتور محمد خير عثمان، وكان فارع الطول.. .. ونظر اليّ بالطول والعرض.. ثم التف الى ناظر المدرسة ولعله كان الاستاذ شوقي.. وقال له هل

تختارون رؤساء الاتحاد بالطول؟ . ضحكوا.. وعقبت بكل شجاعة.. قائلا: وهل يختارون الوزراء بالطول ايضا؟ فضحك وضحكوا.. واستحسن اجابتي.. ولم اتلق تقريعا او صوت لوم..! رغم ان الدكتور الراحل المقيم محمد خير

عثمان كان احد علمائنا وسفرائنا الافذاذ داخل وخارج السودان..إلا إنهم كانوا في الاصل اهل تربية وعلم.
كنا اول دفعة في مدرسة عبدالكريم السيد.. وقبلها كان اسم المدرسة الشعب.. وكان مقرها في مدرسة الاستقلال

الابتدائية في شندي شرق مستشفى شندي الحالي.. وكانت مدرسة أهلية تبناها عدد من رجال الاعمال في شندي.. ثم انتقلنا في السنة الثانية الى مقر نادي الامل الرياضي في مربع واحد.. وبعدها انتقلنا إلى مباني

المدرسة الجديدة التي شيدها بحر ماله رجل البر والإحسان عبدالكريم السيد رحمه الله صاحب اشهر مصنع صابون في السودان وأفريقيا.. صابون الفنيك.. وسميت المدرسة باسمه عرفانا وتقديرا، وكان مبنى

المدرسة جميلا بساحته الواسعة وميادين الرياضة من كرة القدم والسلة والطائرة والتنس.. الخ
في مدرسة عبدالكريم بمبانيها الجميلة.. وانظر الى حالها الان، فأبكي متحسرا بؤس حالها فقد اصبحت خرابة!!

اصبحنا نجد متعة في الذهاب الى المدرسة وممارسة كافة ضروب الرياضة والجمعية الادبية، والدراسة في المساء.. وكنا نركب في الصباح والظهيرة حافلة من

شندي فوق الى مقر المدرسة في مربع11 تقريبا.. الحافلة كانت مختلطة باخواتنا في مدرسة البنات الوسطى.. وهذا لم يمنعنا من الالتفات مبكرا الى الأناقة والتهذيب في حضرة البنات.

من مدرسي تلك المرحلة الناظر صلاح بشير الذي درسنا منذ السنة الثانية، وكان معارا في اليمن، وكان رحمه الله معلما فذا، ثم الناظرجمعة وكان رجلا طيبا لطيفا ومربيا رائعا.. ثم اعقبه الناظر قرع الذي حاز الشهرة والمجد في

شندي.. ومن المدرسين الاستاذ الانيق زيا وسلوكا مضوي ولاعب الكرة المشهور الاستاذ هجو.. واستاذنا الجليل قرنبع الذي حبب الينا اللغة العربية.. والاستاذ النابغة جاد

كريم.. وكان يدرسنا الرياضيات واللغة الانجليزية.. وكان قبل تدريسنا طالب طب في جامعة موسكو..! والاستاذ

هاشم الشفيع، والاستاذ ابراهيم محمد حسين جارنا في الحي.. و واصل معنا الاستاذ عبدالمنعم.. وهناك من نسيت أسماءهم.. وبقيت اثارهم تنبض بالحياة.

Jamal Kinany

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى