مقالات

 علي سلطان يكتب انقذونا من التلوثين السمعي والبصري!!

الخرطوم | العهد أونلاين

 علي سلطان يكتب انقذونا من التلوثين السمعي والبصري!!

هبطت الطائرة على مدرج مطار الخرطوم. بنعومة لم أعهدها من قبل.. لم. اسمع ضوضاء المحركات ولا اهتزاز

العجلات عند احتكاكها مع اسفلت المدرج.. كان هبوطا ناعما فريدا.. َوددت لو صفقت للكابتن على هذا الانجاز.. ولكن

لاحظت ان الركاب جميعهم في حالة هدوء عجيب.. حتى الاطفال الذين ازعجونا ببكائهم المستمر طوال الرحلة قد

هدأَوا تماما.. قلت في نفسي ما الدي حدث فاصبح الجميع هادئا بلا صوت!!

داخل البص من. الطائرة الى الصالة كان الهدوء مستمرا.. لا صوت لا ارعاج.. سبحان الله.. نعمة الصمت تتنزل على اهلنا فيعم الهدوء والسلام..!!

بعد لحظات وانا غارق في هذا الصمت.. انتبهت الى انني قد اصبت بصمم مفاجئ عند هبوط الطائرة التدريجي،

وانني لم. اعد اسمع شيئا.. وان كل ذلك الهدوء ليس حقيقة.. َلكن لم اعد اسمع مايجري حولي.. وانني فاقد للسمع تماما.

سألت نفسي هل يتمتع الصم بحالة الهدوء هذه التي عشتها؟

رغم سفري الكثير الا انها المرة الأولى التي اتعرض فيها لهذه الحالة التي جعلتني اعيش بعض الوقت لا اسمع شيئا من حولي، حتى عاد الي السمع تدريجيا..!!

تذكرت لحطات الصمت تلك وانا اجد نفسي في مطبات بلاحصر، تحاصرني مئات المايكروفانات وهي تتفنن في

تعذيب الناس بأصوات منكرة لأنواع مختلفة من بضائع لا تستحق هذا الازعاج المنكر.. تتداخل الأصوات بشكل

مزعج منفر من مايكرَفونات الباعة تتداخل الطماطم مع الصابون والموز مع الزيت والمرهم السحري مع صابون الغسيل..!!

والله انه. لا امر لا يحتمل.. وليس هناك فائدة ترجى من هذه المايكروفانات المزعجة التي اصبحت واضحت

وامسن تلوثا سمعيا وضجيجا فوق الاحتمال..!
زد على ذاك التلوث البصري من. حولنا.. فلا شئ جميل هنا…!

مناظر موذية لشوارع وازقة داخل السوق غارقة في مياه الصرف الصحي ومن حولها محلات الاكل والشرب غارقة ايضا في الأوساخ.

مررت مساء اول امس في سوق بحري بشارع فرعي تقف عنده الحافلات.. وانزعجت كثيرا من سَء هدا الشارع في قلب الخرطوم بحري.. وفي قلب السوق؟!

واستغرب واتساءل اين المعتمد ومعاونوه من هذا التردي المريع في الخدمات.. وانتشار الاوساخ في قلب السوق.

اذا قدر لمعتمدكم ان يزور سَوق بحري.. فسَوف يصاب بالهلع من وسخ وقرف يتمدد ويتمدد في غياب المراقبة والمتابعة..!!

إشتياق الكناني

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى