علي سلطان يكتب اليوم عن :تلميذه رونغ هوا الإعلامي الصيني المثابر أسامة مختار بكين الصين
بمناسبة العلاقات الصينية الأمريكية المتوترةوالحملات الإعلامية المكثفة التي صاحبت زيارة نانسي بلوسي لتايوان وتداعيات هذه الزيارة وعلاقات إجتماعية متميزة لي مع بعض
أصدقائي الصينيين
أكتب اليوم عن :
تلميذي رونغ هوا الإعلامي الصيني المثابر
رونغ هوانغ واسمه العربي (نادر) شاب صيني مثابر، نال رونق بكالوريوس تخصص اللغة العربية من جامعة الدراسات الدولية ببكين وماجستير تخصص الإعلام من الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية .ظل ملازما لي لسنوات أثناء ساعات العمل الرسمي وبعده متنقلا ما بين مقر سكني بالقرب من الإذاعة ومكاتب وصالة تحرير وأستديوهات الإذاعة مستفسرا وباحثا عن كلِّ ما يَستعصِى عليه في دُنيا اللغة العربية والإعلام محبا لمهنته محترمِا لمُعلمه لايتركُ شاردة أو واردة ، مدركا أن الجهد الشخصي يصنع التميز تعرَّف على أسرتي وأصدقائي وزملائي الذين يزورون الصين ورافقني في كثير من زياراتي لأصدقائي في الجالية السودانية في بكين حتى والدتي – أمدَّ الله في عمرها – تواصل معها عبر وسائل التواصل الاجتماعي وشاهدَها عبر الفيديو وتحدثَ معها بالعربية الفصحى مما أثار دهشتَها لأنها لم تعتد ْعلى التحدث بها وإنما بالدارجة السودانية ، لكنَّها فهمَتْه وفهِمَها، وحضر عددا من مقابلاتي الإذاعية وشارك في بعضها مع عدد المسؤولين والمثقفين السودانيين الذين زاروا بكين وكان دائما محل تقدير وحفاوة وأُعجِب بتقاليدنا وعاداتِنا وأطعمتِنا السودانية. ولما حدَّثَ والديه عني كثيرا زارَانِي مُحمَلينِ بالهدايا وتعرفتُ عليهما وزرتُهما أنا كذلك مشاركا حفلَ زواج ابنهما نادر قبل سنوات في مدينة( جينان) بمقاطعة شاندونغ الجميلة وشهدتُ لأولِ مرةٍ كلَّ تفاصيل مراسم العُرس الصينيِّ كما ينبغي، وسعدتُ بلقاء جدتِه الحَنونة التي حدثني عنها كثيرا وكيف تربى في كنفها ومازال يزوروها ويودُها حتى انتقلت إلي العالم الآخر قريبا
تمر السنوات ويتنقل نادر بين عدد من التجارب الإعلامية حيث كون لنفسه علاقات طيبة مع كثير من الإعلاميين والكتاب والمترجمين العرب ودُوُر النشر في البلاد العربية يشارك في الأنشطة الثقافية والإعلامية ويسافر تارة إلى دبي وأخرى لبنان وهكذا.. إما مُشاركا في معرض كتاب أو مهرجان ثقافي ، قضى نصف عام في السودان بمعهد الخرطوم للغة العربية في بداياته الدراسية شأنه شأن عدد من الطلاب الجامعات الذي يبعثون إلى جامعات ومعاهد في الدول العربية لمزيد من التدريب وهناك من ضمن هوايته كان يستمع للإذاعة السودانية ويستمتع بطريقة الأداء والإلقاء الإذاعي للمذيعين السودانيين حتى أني وجدت له تسجيلين للمذيعين الراحلين عبد الرحمن أحمد ونجم الدين محمد أحمد وطلب مني أن أُدربه على طريقة الإلقاء الإذاعي على الطريقة الأمدرمانية، وظل يحرص على متابعتي أثناء قراءة الأخبار أثناء الفترات الإخبارية في أستديو إذاعة الصين الدولية، وهكذا توسعت علاقاته مع أطياف من المجتمعات العربية ما ميَّزَه عن كثير من زملائه الصينيين الذين لا يميلون كثيرا للعلاقات الإجتماعية الواسعة النطاق .
عند بداياته أشركتُه في الحديت لبرامجي وتقاريري الإخبارية عند مراسلاتي لإذاعتي الأم (الإذاعية السودانية من أم درمان ) وبعض الإذاعات التي كنت أتعامل معها، ثم ما لبثَ يتحدثُ لبعض القنوات العربية العالمية محلِلا للأحداث وقد كنتُ همزة وصل بينه وبين كثير من أصدقائي في هذه القنوات والإذاعات وما فتئ يستشيرني ويسألني إلى أن أصبحَ الآن نجما لامعا في عالم التحليل حتى أن الكثير من القنوات حينما تتصل بي للحديث عن موضوع ما أقوم بتحويلها له لأنه أقرب إلى مراكز صُنع القرار في الصين مني ، وإيمانا مني كذلك أن أهل بكين أدرى بعوالمِها وقناعة ًمني أن يُتاح لتلاميذي من الشباب الصينين الفرصة ليتولوا شأن بلادِهم فأنا وغيري من الخبراء العرب مستشارون لهم وسنغادرُها يوما ما بعد أن يكون تلاميذنا قد اشتدَ عودُهم وقويتْ حجتُهم في عالم اللغة والإعلام.
وجدت أن نادرا بارع في تبادل أطراف الحديث بينه وبين مذيعي القنوات المستضيفة يحُلل ُو يناقشُ كلَّ ما هو جديد في شؤون الصين السياسية وغيرها من مجالات ، ويتميز بثبات و تحليل وتناول مستجدات الأمور ومتابعة الأحداث والاخبار العالمية محاولا إقناع الطرف الآخر المشارك من جهة أخرى ، فهو يحرص على التواصل وفق مصادر موثوقة، فمعظم الاخبار التي ترد عبر قنوات التلفاز تكون خارجة عن كونِها ذات مصداقية وقد يكون قسم كبير منها مفبركة. وفي كثير من الاحيان وقبل أن يُطل على الشاشات البلورية يتصل بي طالبا النصح والتوجيه والرأى والمشورة.
بعد أن تمّ الاندماج بين إذاعة الصين الدولية وإذاعة الصين الوطنية وتلفزيون الصين المركزي لتأسيس مجموعة الصين للإعلام عمِل بالمجموعة في مجال الترجمة والبث المباشر للقناة العربية لتلفزيون الصين المركزي وبرع في هذا المجال مع زميله المميز وأحد تلاميذي كذلك وانغ هاى قانغ واسمه العربي (بحر)و(لي لي- فهد) (لي جيوان-حنان) و(سعاد – شينخوا) وبقية الزملاء المكلفين بهذا العمل في القناة إلى جانب الذين يعرِّفُونَ بالصين عبر برامج اليوتيوب والفيس بوك ومن أبرز هؤلاء ماى (عائشة الصينية) ولي قنغ (سلمان)صاحب برنامج (حديث لي ) والحوار ات والمحتويات الهادفة على وسائل التواصل،وغيرهم ممن سأكتب عنهم في مرات أخرى..
إنَّ رونغ هوان وزملاءه الإعلاميين يمثلون امتدادا لعلماء وإعلامي الصين الذين اهتموا بتعلم اللغة العربية وآدابها وتراثها وعاداتها وتقاليدها حيث أنشأت بلادهم عشرات الأقسام والكليات لتعليم العربية الفصحى منذ عقود من الزمان ويعتبرون جسورا للتواصل بين بلادهم العظيمة والدول والشعوب العربية خاصة وأنه أُتيحتْ لهم فرص أوسع من أسلافهم في ظل تطور وسائل الإعلام التقليدية والحديثة منها.
خبير في مجموعة الصين الدولية
7-8-2022