علي سلطان يكتب الصيحة وقد بح صوتنا.. إلى متى؟!
علي سلطان يكتب الصيحة وقد بح صوتنا.. إلى متى؟!
.. في الوقت الذي يشكو السودان ويتاثر بازمة الكهرباء القومية ويشكو من قطع الكهرباء يوميا لعدة ساعات.. وتتوقف كل مصانعه عن العمل بسبب انقطاع الكهرباء وَكذلك عدم استمرارها لغلاء تكلفة الكهرباء..فان دولا شقيقة وشعوبا تحقق نجاحات مذهلة في قطاعات الطاقة والصناعة التنمية والتطوير والازدهار.
معاناة يومية قاسية يعانيها السودانيون من جراء قطع الكهرباء.. قطع اجباري يومي لعدة ساعات جعلت من الحياة جحيما مع حرارة الصيف وزاد الطين بِلة انقطاع المياه وعدم توفرها.
تتاثر كل مجالات الحياة في السودان بانقطاع الكهرباء في الصناعة والقطاعات الحيوية المستشفيات الجامعات المدارس والمصارف والبنوك والصرافات وكل المصالح التجارية والخدمات.
َتتوقف عجلة الإنتاج والتنمية والتطور بسبب انقطاع الكهرباء..
وللاسف لا نشهد اي حلول جذرية ولا تحركا حكوميا مهما تجاه الحل.. وكل الحلول اسعافية ومعيبة ولا تحل المشكلة من جذورها.
اهتم السودان عقب الاستقلال بالصناعة اهتماما كبيرا ونجح عدد غير قليل من رجال الأعمال السودانيين والتجار في انشاء العديد من المصانع المهمة التي ساهمت في تطوير القطاع الصناعي في البلاد.. ونجح السودان في تصدير منتجات تلك المصانع الوطنية الى عدد من البلدان الافريقية.. كما إنها ساهمت في توظيف عدد كبير من السودان في تلك المصانع.
لا ينس السودانيون مصانع الغزل والنسيح السوداني لرجل الأعمال السوداني الرائد خليل عثمان ولا ننسى مصانع الزيوت والطحنية وغيرها من المواد الغذائية ومنتجات اللحوم واعمال آل البرير وآل اسامة داؤد وآل ابراهيم مالك وآل طلب وآل الشيخ مصطفى الامين ومصانع السكر ومصانع جياد.. وشهدت المناطق الصناعية في الخرطوم وام درمان وبحري صناعات وطنية رائدة في مجالات عديدة.. بل واختط السودان خطوطا مهمة في الصناعات الوطنية التي بدات تؤتي ثمارها فعلا.
ثم فجأة بادت تلك الحضارة الصناعية الوطنية السودانية.. واختفت معظم تلك المصانع الوطنية واصبحت مقارها اطلالا..!
ماهي العين الحاسدة الني اصابت بلادنا بشر فاوقفت كل جميل َمزدهر في وطننا الحبيب؟
وماتزال المصانع الصامدة في السودان والتي تواصل انتاجها على قلتها تجاهد وتكافح من اجل البقاء والاستمرارية.. ولكن العقبات والمثبطات كثيرة اهمها قطع الكهرباء وعدم استقرارها َغلاء سعر بيعها..!
لا ادري الى متى ينتظر مسؤولونا وقد بلغت الازمة ذروتها بل وتجاوزتها.؟ وكيف نتحدث عن مستقبل وتنمية وتطوير ونحن لا نملك كهرباء نحقق بها تلك التنمية وذاك التطوير.. بلد حباه الله بشمس حارة لا يعيقها عائق ونحن لا نستغل الطاقة الشمسية ولدينا كل مقوماتها؟
الحقيقة.. شئ عجيب فعلا؟ ويدعو للاستغراب فعلا.. اما السخرية من حالنا فقد شبعنا منها..!!
هل ننتظر إمدادا كهربائيا من مصر ومن سد النهضة..؟!!
الى متى نظل مرتهنين لغيرنا ونحن يفترض بأننا ان نكون الداعمين لغيرنا والمصدرين للكهرباء والغذاء.. وهذا ما كان ينتظره العالم منا وخاصة جيراننا الافارقة والوطن العربي ..!! ولكن خاب فالهم وفالنا.. فاصبحنا اضحوكة العالم.. وانموذجا للتخلف والتردي والكسل.. للاسف الشديد..!
إن حلولنا الآنية الذاتية في البيوت والمزارع غيرها لا تحل المشكلة.. الحل في ان تقوم الدولة السودانية بواجبها الحقيقي والاول وان نتجه الى حلَول جذرية وان تتجه الى الطاقة الشمسية والنووية والمائية وكل ماهو متاح.. حتى نبنى هذا الوطن والمواطن ونكرمه بما يستحق فقد هرمنا وسئمنا.
الذي دفعني لكتابة كل ذلك أعلاه خبر مفرح جميل من المملكة المغربية الشقيقة التي اصبحت المصدر الأول للسيارات في افريقيا والوطن العربي.. وانها تصدر منتجها من السيارات الى اوروبا والمثير انها تصدر سيارات كهربائية الى اوروبا ودول اخرى.. في المغرب الآن 251 مصنعا لانتاج السيارات واصبحت مصدر الدخل الاول متفوقة على الفوسفات والسياحة في المغرب الشقيق.. والله فرحت من قلبي لاخواننا المغاربة هذا النجاح وهذا التفوق.. ونحن نسعد بكل تفوق ونجاح عربي وافريقي واسلامي بل وانساني..!!
منذ سنوات وانا لدي احساس غريب اننا نحكم في بلادنا من قبل أعداء يجتهدون في تحطيم بلدنا واذلالنا او يحكمنا جهلاء لا يعرفون ماذا يفعلون!!
كان الله في عون بلادنا وفينا.. فقد فاض بنا.. وبلغ السيل الزبى!!ومازلنا في ذاك النفق اللعين الذي ادخلتمونا فيه ولم نر بصيص ضوء حتى الان..!!؟