مقالات

علي سلطان يكتب الصومال.. لك الله ناصرا ومعينا

علي سلطان يكتب الصومال.. لك الله ناصرا ومعينا

 

 

اصبحت واضحت وامست الصومال نسيا منسيا.. الصومال هذا البلد العربي المسلم الغني بثرواته، الغارق في فقر مدقع ومجاعة تفتك بأهله..!

حينما تسلط كاميرات الاعلام والصحافة عدساتها نحو حدث ما تنقله من المجهول الى بؤرة الضوء. فيصبح حديث الناس حول العالم.. كانت الصومال قبل عقود محل اهتمام العرب والمسلمين والعالم ايام الفيضانات والجفاف ثم المجاعة.. والحرب

الأمريكية علي الصومال.. فكانت المساعدات تترى الى الصومال من كل مكان وكان نداء الإنسانية مسموعا.
ثم اصبح الصومال نسيا منسيا حين حولت الكاميرات عدساتها نحو مكان آخر..!!

ولكن ماسأة الصومال لم تنته.. ولم ينجو الصومال من ازماته وفقره وبوسه.. بل ازداد الامر سوءا وبؤسا.. ويزداد سوء الحال والخطر يوميا.. ومئات الأطفال بتعرضون للموت بسبب الجوع والامراض.

والعرب والمسلمون في غفلة عن امر اهل الصومال وما يعانونه من مجاعة وامراض وبؤس.. وما يتعرض له اطفالهم من امراض مستمرة و وفيات تتزايد كل يوم.

الإحصائيات تقول إن نحو7ملايين صومالي اي نحو 40٪من إجمالي عدد السكان الصوماليين مهددون بمجاعة وشيكة.. وقد بدات المجاعة فعلا مع عوامل كثيرة منها الجفاف وعدم الزراعة وقلة المياه وعدم الاستقرار والارهاب والحرب الروسية على اوكرانيا.. والمطامع الدولية التي لم تنته ولن تتوقف حيال الصومال وثرواته الهائلة.

يبلغ عدد سكان الصومال تقريلا نحو 16مليونا و500الف نسمة.. ويعيشون في منطقة جغرافية مهمة عالميا بين المحيط الهندي وشرق عدن.. مساحتها نحو638الف كلم مربع.

والصومال يمتاز بثروات مقدرة في قطاعات الزراعة بشقيها المطري والمروي.. والغابات التي تنتج اجود انواع الاخشاب والفحم النباتي مثل شجرة الاكاسيا.. وهناك غابات الصمغ العطري َالمر واللبان الذي اشتهر به

الصومال منذ قديم الزمان.. والثروة الحيوانية مثل الماعز والاغنام خاصة الجِمال التي تعتبر الصومال الاولى عربيا في تربية الإبل.. وثروات البحر مثل التونا والماكريل والمحار ..والثروات المعدنية مثل رواسب الطين المعدني والفوسفات والقصدير والجبس واليورانيوم والفحم والحديد الخام.

ويعتمد الصوماليون على الزراعة والرعي والصيد كمهن أساسية.. وهي بلد زاخرة بثرواتها وامكانياتها التي لم نتمكن من الاستفادة منها طوال العقود الماضية بسبب الصراعات السياسية الدامية والحرب الأهلية وتفشي الصراع القبلي الدامي.. وكذلك اهتمام الدول العظمى بثروات الصومال ومحاولات الهيمنة عليه واخضاعه لسيطرته والتحكم في موقعه الجغرافي المائي الخطير..!

والمطامع الدولية الاستعمارية في الصومال الظاهرة والمستترة لم تتوقف بل تتزايد يوما بعد يوم.
َظل الصوماليون يعيشون في اتون صراع دامٍ مستعر ملتهب منذ عقود ويتفاقم يوميا، مما اورث هذا البلد الفقر والمجاعة التي تصل الان ذروتهامع غياب تام للمنظمات الدولية والقارية والإقليمية خاصة العربية والإسلامية.

ولم تحرك نداءات الامم المتحدة ومنظماتها التي قدمت للعالم الإحصائيات الدقيقة لعدد المتضررين من الجفاف والمجاعة.. وكذلك الامين العام للجامعة العربية الدكتور احمد ابو الغيط قلوب العرب ولا تحرك المسلمون لنجدة الصومال وقد فعلوا من قبل عقود حين كانت الامتان العربية والإسلامية على قلب رجل واحد.. واذكر ان حملات واسعة لصالح الصومال انتظمت دول الخليج والوطن العربي والإسلامي نجدة للشعب الصومالي.

الآن كل الشعوب مشغولة بهمومها وبؤسها وضبابية مستقبلها، فلا هو قادر على نجدة جاره ولا نجدة نفسه .. هذه الأيام توقيتها هو (نفسي.. نفسي).. فالكثيرون على شفا المجاعة و الهاوية.. والغد لا يبشر بخير مع تغير مناخي وجفاف حاد يضرب العالم دون استثناء.

لك الله ياصومال.. ولكم الله ايها الصوماليون فقد تزايدت عليكم الخطوب والابتلاءات.. فصبر جميل والله المستعان.

إشتياق الكناني

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى