مقالات

علي  سلطان  يكتب الدكتور سيد التلب.. اصداء واسعة لرحيله

 

علي  سلطان  يكتب الدكتور سيد التلب.. اصداء واسعة لرحيله

 

كثيرون حول العالم نعوا الراحل المقيم الدكتور السيد التلب رحمه الله.. وقد صلى عليه المصلون في مسجدي كولون وعمار في هونغ كونغ صلاة الغائب .. وكذلك في مساجد أخرى في دول آخرى .. وقد تلقينا كثيرا من الرسائل النصية والمسموعة والمقالات التي كتبت في وسائل التواصل الاجتماعي والصحف من كثير من عارفي فضله.. كما شهد جنازته ودفنه في الدوحة مشيعون كثيرون من السودانيين وجنسيات عربية واسلاميةوغيرهم.
وفي هذه المساحة افسح المجال للاخ العزيز.. الصِديق ابراهيم النور (صِديق الحلاوين) من المقيمين في الصين منذ اكثر من عقدين من الزمان وهو ينعى الدكتور سيد التلب بعنوان (النجم الذي هوى).
*النجم الذي هوي*
رحل،،،،،، نعم رحل رفيع العماد، طويل النجاد، كثير الرماد. رحل وغاب عن مشهد الحياة بصمت، وانطوت صفحة جسده، لكن فكره المبثوث فينا وفي كافة أرجاء ربوع الأمة ما زال متأججا يافعا يحمل الراية ويقود المسير.
نعم رحل الدكتور السيد السعيد بابكر التلب إلى مثواه الأخير، إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، وإنا لفراقك لمحزنون، اللهم انزل على قبره شآبيب رحمتك وأمطر عليه من سحائب مغفرتك.
عندما يرحل العظماء تنقص الأرض من أطرافها، وتنطفئ منارة كبرى كانت ترسل إشعاعات خيرها ونورها في ربوع العالمين. عندما يرحل العظماء تنفطر لذهابهم القلوب، لكونهم حماة الأمة وركنها الركين، وصمام أمن قيمها ومبادئها التي ترتفع بها إلى مصاف الأمم الخالدة ذات الإسهامات الكبرى في حياة البشرية.
منذ وطئت قدمه الصين (رحمه الله) طالبا غضا يافعا نافعا كانت الدعوة الإسلامية هاجسه والاخوة الإسلامية هما يؤرقه واثناء فترة دراسته في الصين لم يترك اقلية مسلمة الا زارها.. جاس البلاد شرقا وغريا شمالا وجنوبا متفقدا ومتعرفا على أحوال المسلمين وأصبح همزة الوصل بينهم وبين العالم الإسلامي الكبير وساعد في ابتعاث عدد كبير من المسلمين الصينيين للدراسة في الدول العربية، كان أيضا يرسل الطلاب العرب الذين يدرسون في الصين اثناء إجازتهم السنوية لتدريس اللغة العربية في مدارس الأقليات الإسلامية. هذا النشاط المحموم والجهد الكبير لقي صدي واسعا وحبا وتقديرا كبيرا من الصينيين وأصبح رحمه الله يتمتع بعلاقات وصداقات ممتازة مع جميع قادة المسلمين والذين بدورهم قدموه لقادة البلد.
في أواخر السبعينات من القرن الماضي حدث زلزال عظيم في السياسة الصينية حيث استطاع الإصلاحيون بقيادة الرفيق دنغ شاوبنغ انتزاع قيادة اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني وبدأوا في تنفيذ سياستهم الإصلاحية ( بلد واحد ونظامين ) أي ان النظام السياسي نظام اشتراكي والنظام الاقتصادي رأسمالي…التقط دكتور سيد بنباهته العالية ونبوغه الفريد ومعرفته العميقة بالثقافة الصينية واجادته التامة للغة الصينية التحول الذي حدث في الصين فجمع حقائبه قاصدا المستعمرة البريطانية هونغ كونغ حيث أسس عدة شركات تجاريه …و صدقت نبوءة دكتور سيد رحمه الله بان أصبحت الصين اهم بلد منتج صناعي زراعي على الاطلاق …فان كانت هونغ كونغ بوابة العالم للصين فان مكتب دكتور سيد رحمه الله بوابة العرب والعالم الإسلامي للصين ففي مكتبه تجد الرئيس ، الوزير و رجل الاعمال المدير و الخفير كان كالعادة المكتب مكتظا بجميع البشر من شتى بقاع العالم متعددة اديانهم، سحناتهم، أهدافهم فلكل عند سيد رحمه الله حاجة ليقضيها له. كان كعادته شهما كريما، هاشا باشا لطيفا ظريفا وحكيما تدخل اليه مسرورا وتخرج منه أكثر سرورا. نجح رحمه الله عليه في مجال
الاعمال وأصبح أشهر من علم على نار وطبقت سمعته العالمين العربي والإسلامي …ولو قدر لشراكته مع أحد كبار رجال الاعمال في الامارات وشركة البرتيش بتروليوم التي أخفقت في امتارها الأخيرة لكان للتاريخ اليوم قول آخر. بعدها ترك هونغ كونغ إلى قطر في شراكة أخرى مع أحد كبار رجال الاعمال واستقر في مع اسرته في قطر إلى ان صعدت روحه إلى بارئها.
في جميع مراحل حياته كان دكتور سيد رحمه الله يحمل السودان بين ضلوعه كان وطنيا مخلصا لكل السوان ولكل السودانيين وكانت كل امكانياته المادية والعلمية وعلاقاته العامة مع الرسميين ورجال الاعمال كان يسخرها وبنفس راضية للسودان والسودانيين. ويرجع الفضل له في تحول سياسة السودان الخارجية من الغرب إلى الشرق حيث مهد لذلك بترتيب زيارات لاقطاب ورموز السياسة السودانية وما نتج عنه من استخراج النفط السوداني.
الا رحم الله الأخ الكبير العزيز دكتور سيد التلب رحمة واسعه، واسكنه فسيح جناته مع الشهداء و الصديقين وحسن أولئك رفيقا….انا لله و انا اليه راجعون).
قوانجو- الصين

إشتياق الكناني

صحيفة العهد اونلاين الإلكترونية جامعة لكل السودانيين تجدون فيها الرأي والرأي الآخر عبر منصات الأخبار والاقتصاد والرياضة والثقافة والفنون وقضايا المجتمع السوداني المتنوع والمتعدد

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى